شفا -تظاهر ألوف المصريين اليوم ضد المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد ، بعد يومين من سقوط نحو 11 قتيلا في اشتباكات بين معتصمين ومسلحين مجهولين قرب مبنى وزارة الدفاع بشمال القاهرة.
ولاول مرة منذ شهور توحد اسلاميون وليبراليون في الدعوة لانهاء الادارة العسكرية بحلول نهاية الشهر المقبل وأن تكون انتخابات الرئاسة التي ستبدأ هذا الشهر حرة ونزيهة.
ويقول المجلس العسكري انه لن يتأخر عن تسليم السلطة لرئيس منتخب في الموعد المحدد لكن يصر على حصانة ممنوحة للجنة الانتخابات الرئاسية من الطعن على قراراتها قائلا ان منصب رئيس الدولة لا يحتمل الطعن على شاغله أمام المحاكم.
ويقول مصريون ان حصانة اللجنة يمكن أن تكون غطاء لتزوير الانتخابات التي يوجد جدل أيضا حول مرشحين لها عملوا مع الرئيس السابق حسني مبارك الذي أسقطته انتفاضة شعبية مطلع العام الماضي.
وقال خطيب الجمعة بميدان التحرير جمعة محمد لالوف المصلين “اللهم نجنا من المجلس العسكري الذي يريد أن يدفع مصر الى حرب أهلية. نحن في حاجة ملحة الى توحيد الصف.”
وأضاف “المجلس العسكري يريدنا ان نشك في بعضنا بعضا… انتخابات الرئاسة (يجب) أن تكون حرة ونزيهة ولن نقبل تأجيلها ساعة واحدة… نطالب بالغاء المادة 28 (من اعلان دستوري تحصن اللجنة الانتخابية) والافراج عن جميع المعتقلين.”
وسمى نشطاء مظاهرات يوم “جمعة الزحف” في اشارة الى مسيرات الى مكان الاعتصام بالقرب من وزارة الدفاع بينما سماها اخرون “جمعة النهاية” في اشارة الى المطالبة بانهاء الادارة العسكرية لشؤون البلاد.
وأطلقت عليها جماعة الاخوان المسلمين التي يحوز حزبها الحرية والعدالة أغلبية البرلمان اسم “جمعة حقن الدماء”.
وقال هاشم اسلام خطيب الجمعة في ميدان العباسية حيث الاعتصام قرب وزارة الدفاع لبضع ألوف من المصلين “/نؤكد/ فقدان وسقوط الاهلية والولاية لفلول النظام السابق.”
ويقول سياسيون ونشطاء ان اثنين من المرشحين الرئاسيين هما أحمد شفيق وعمرو موسى من بقايا حكم مبارك.
وكان شفيق قائدا للقوات الجوية وعمل رئيسا للوزراء في أيام مبارك الاخيرة في الحكم. وعمل موسى وزيرا للخارجية لنحو عشر سنوات مع مبارك لكنه شغل بعد ذلك منصب الامين العام لجامعة الدول العربية لنحو عشر سنوات حتى العام الماضي.
وأصدر معتصمو العباسية بيانا يوم الجمعة طالبوا فيه بأن “يقوم المجلس العسكري بتسليم كافة صلاحيات رئيس الجمهورية لحكومة انقاذ وطني ائتلافية… سرعة القبض على جميع المتورطين في مذبحة العباسية وجميع المذابح السابقة وتقديم المجرمين الحقيقيين والمحرضين لمحاكمات ناجزة مهما كانوا ومهما كانت مواقعهم.”
وقال عضو في المجلس العسكري يوم الخميس ان سكانا في العباسية متضررين من قطع الطرق في المنطقة هاجموا المعتصمين.
لكن نشطاء يتهمون الحكومة المعينة من قبل المجلس العسكري بالوقوف وراء بلطجية هاجموا معتصمين أو متظاهرين مرات عديدة منذ اسقاط مبارك.
وتلقي أعمال العنف الاخيرة بظلالها على انتخابات الرئاسة كما تسلط الضوء على هشاشة انتقال مصر الى الديمقراطية الذي شابته أيضا مشاحنات سياسية.
وسيخوض الانتخابات الرئاسية 13 مرشحا بينهم رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي والعضو القيادي السابق في الجماعة عبد المنعم أبو الفتوح.