شفا -نشرت الولايات المتحدة الأمريكية 17 وثيقة من أصل آلاف الوثائق، التي تم العثور عليها في منزل أسامة بن لادن في أبوت آباد في باكستان.
وتكشف الوثائق رسائل داخلية لتنظيم القاعدة، كتبها بن لادن وقادة تابعون للشبكة في اليمن، وإسلاميون في الصومال وباكستان.
ونشرت هذه الرسائل في صيغتها الأصلية، وترجمت إلى الإنكليزية على موقع “مركز مكافحة الإرهاب” في وست بوينت، وتشمل الفترة الزمنية بين عامي 2006 و2011.
وأثبتت الوثائق أن بن لادن كان مواكباً للعمليات التي يشنها التنظيم، ففي رسالة وقّعها بن لادن باسم أبو عبدالله، يفاوض زعيم القاعدة على وقف العمليات الإرهابية ضد المصالح البريطانية، بعدما عرض عليه البريطانيون – بحسب الرسالة – الانسحاب من أفغانستان، كما يطلب عدم قتل رهائن فرنسيين في إفريقيا.
ومن جانبه قال جيمس كارافانو من معهد هيرتاج الأمريكي: “لست أكيد أنك تستطيع الحكم على ما يجري من خلال نصف الوثائق، لكننا نستطيع القول إنه كان يعرف ويُسأل لكن كلمته لم تكن مسموعة”.
وعلى نقيض ذلك، تلقى بن لادن رسالة من شخص مجهول يقول في رسالة مؤرّخة في العام 1421 هجرية إن بُعد الإنسان عن الواقع يضعف تصوره له بشكل دقيق، ويجعل من الصعب رصد ذلك الواقع بشكل موضوعي، مما قد يجعل رأيه أحيانا مجانبا للصواب، وينتقد كاتب الرسالة بشدة عمليات القاعدة في بلدان إسلامية.
وتشير رسالة من بن لادن إلى زعيم تنظيم الشباب في الصومال، ويقول إنه ليس مضطراً للقول إنهم تنظيم واحد. أما قضية المال والتمويل طرحت نقاشاً بين “جيش الإسلام” في غزة وقياديين في القاعدة وتسأل إحدى الرسائل الواردة من غزة عن السماح باستلام أموال من منظمات فلسطينية، مثل الجهاد الإسلامي وحركة فتح وما كان يزعج جيش الإسلام، هو أن حركة الجهاد الإسلامي تتلقى أموالاً طائلة من إيران.
وأضاف كارافانو “القاعدة قلقة من موضوع المال، وهذه ليست مفاجأة لكن الجدير بالانتباه هو مدى نجاح الإجراءات بعد 11-9 لقطع تمويل القاعدة”.
أما طريقة تعاطي بن لادن مع الإعلام فربما أعطت الشبكة الإرهابية الدولية حجماً أكبر مما تستحق، ويبدو واضحاً من رسالة تلقاها بن لادن من آدم داغان أن رسائل بن لادن كانت مصنّعة بطريقة تستغل الإعلام الأمريكي والمنافسة بين القنوات، فيما اقترح أن تمتنع القاعدة عن إرسال المادة إلى فوكس نيوز، المعروفة بأنها يمينية ويقول لـ”تموت بغيظها”.
كما أشار كارافانو إلى أنه “كلما تراجعت قدرتهم على التحكم بالمناصرين والشبكة الدولية توجهوا إلى الإعلام، لأنه الوسيلة الوحيدة الأفضل للتأثير والاتصال”.
واقترحت إحدى الرسائل المجهولة المصدر تغيير اسم القاعدة من “قاعدة الجهاد” إلى لائحة من الأسماء المقترحة، وتبدأ باسم طائفة التوحيد والجهاد وتنتهي عند “جماعة إنقاذ ونهضة الأمة”، وأحد الأسباب هو أن اسم القاعدة بات سبباً لشعور المسلمين بأن القاعدة ليست منهم.