شفا – في بيان وصل لـ “شفا” من حزب الشعب الفلسطيني جاء فيه ، بمزيد من الحزن والأسى الكبيرين، ينعى حزب الشعب الفلسطيني، ممثلاَ في الأمين العام وأعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية وعموم كوادر ورفيقات ورفاق الحزب وأنصاره، المربي والمناضل والقائد الوطني والشيوعي الكبير، الرفيق:
عـبـد الـرحـمـن حـسـيـن عـوض الـلـه
“أبو حيدر”
أحد رواد الحركة الوطنية والشيوعية في فلسطين
ومؤسسي حزب الشعب الفلسطيني وعضو مكتبه السياسي الأسبق
وعضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية
والذي وافته المنية مساء اليوم الأربعاء الموافق ٨/١/٢٠٢٥ في مدينة رام الله، عن عمر يناهز الـ95 عاماَ، وذلك بعد عقود طويلة حافلة بالعطاء والكفاح والتضحية والصمود في العديد من ساحات النضال المختلفة داخل وخارج الوطن، كان خلالها متمسكاَ بالهوية الوطنية للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال والعودة، ومدافعاَ صلباَ عن الحقوق الوطنية والاجتماعية والديمقراطية لجماهير شعبنا.
فمنذ عام 1950 انخرط رفيقنا الراحل عبد الرحمن عوض الله في مختلف أشكال الكفاح الوطني والاجتماعي، بدءا من نضالات عصبة التحرر الوطني، ومن ثم في نضالات الحزب الشيوعي الفلسطيني في قطاع غزة، وفي صفوف الشيوعيين الفلسطينيين في ساحات الأردن وسوريا ولبنان، وكان أحد أبرز المساهمين في إعادة تأسيس الحزب الشيوعي الفلسطيني عام 1982 ومن ثم حزب الشعب الفلسطيني، حيث خاض مع حزبه كل المعارك الوطنية والاجتماعية، بروح نشطة ومثابرة.
وخلال كل تلك المراحل، شغل رفيقنا القائد “أبو حيدر” العديد من المسؤوليات الحزبية والسياسية الهامة، من أبرزها عضوية اللجنة المركزية والمكتب السياسي للحزب، وعضوية المجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وكان له اسهامات بارزة في إغناء الثقافة الأدبية والسياسية الفلسطينية، الوطنية والديمقراطية، كما صدرت له العديد من المؤلفات التي تناولت مراحل مختلفة من مسيرة كفاح الشعب الفلسطيني.
لقد تعرض الرفيق الراحل “أبو حيدر” للعديد من الملاحقات والمطاردات والاعتقالات والسجن من قبل قوات الاحتلال وأجهزة المخابرات والقمع المختلفة، ما أضطره في العديد من المحطات التاريخية للتنقل والعيش في عدة بلدان خارج الوطن.
ظل الرفيق الراحل “أبو حيدر” وطوال حياته، متمسكاَ بهوية الحزب الفكرية وبرؤيته السياسية التي جسدتها نضالات الرفاق والرفيقات، وأبرزها معركة النضال ضد مشروع التوطين في سيناء في النصف الأول من خمسينيات القرن الماضي، وفي نضالات الجبهة الوطنية المتحدة بعد احتلال عام ١٩٦٧، وفي المنافي في الاردن ولبنان وسوريا وغيرها من الساحات لاحقا، دون أن تنحرف بوصلته للحظة من اللحظات عن هدفي النضال الوطني والاجتماعي – الديموقراطي .
إن حزب الشعب الفلسطيني فقد اليوم أحد مؤسسيه وقادته البارزين، وعزاؤنا أنه رحل محافظا على انتمائه والتزامه الوطني الذي لا حدود له، وبهدف تحقيق العدالة الاجتماعية والاشتراكية .
إن قيادة وكوادر ورفاق ورفيقات حزبنا وأنصاره، يتقدمون لأسرة الرفيق الراحل عبد الرحمن عوض الله، ولزوجته العزيزة الرفيقة المناضلة أم عمر، ولأبنائه وبناته ولآل عوض الله الكرام داخل وخارج الوطن، بأحر التعازي والمواساة.
نم قرير العين يا رفيقنا الغالي “أبو حيدر” فإرثك الثوري سيبقى خالدا في ذاكرة الوطنية الفلسطينية وسيبقى منارة ونبراساَ يهتدي به رفاقك والأجيال القادمة