العميد فايز فهد أحمد يعقوب جابر: حامي تراث القدس ومثال على التفاني الوطني ، بقلم : م. غسان جابر
ولد المغفور له العميد فايز فهد أحمد يعقوب جابر في مدينة الخليل بتاريخ 12 يونيو 1926، ونشأ في بيئة وطنية تميزت بالالتزام بقضايا الأمة العربية والإسلامية.
خلال مسيرته الحافلة، شغل العديد من المناصب العسكرية والمدنية وكرّس حياته للدفاع عن القدس وحماية تراثها الثقافي والديني الإسلامي والمسيحي.
المسيرة العسكرية: خدمة الوطن والسعي نحو التميز
التحق العميد فايز بالقوات المسلحة الأردنية في مقتبل عمره وتدرّج في الرتب العسكرية حتى أصبح أحد قادة الجيش البارزين. خدم في مواقع حساسة ومهمة منها:
مساعد آمر كلية الأركان
مساعد مدير المخابرات العامة (1966 – 1968)
مدير عمليات قيادة الجبهة الشرقية
آمر مدرسة المشاة
بعد تقاعده من الخدمة العسكرية عام 1971، ترك بصمة واضحة في القوات المسلحة الأردنية بفضل تفانيه وقيادته الحكيمة.
دوره في حماية القدس والمقدسات
بعد مسيرته العسكرية، تولى العميد فايز جابر مهام مدنية هامة، أبرزها منصب الأمين العام للجنة الملكية لشؤون القدس تحت رئاسة الأمير الحسن بن طلال، ولي العهد آنذاك. وخلال فترة عمله، عمل بلا كلل على حماية التراث الديني والثقافي الإسلامي والمسيحي لمدينة القدس، خاصة في ظل التحديات التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي.
إنجازاته في حماية المقدسات:
- ترميم وإعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة:
كان له دور بارز في الإشراف على عمليات الترميم والصيانة في المواقع الإسلامية المقدسة، لضمان استمرارها كرمز للحضارة الإسلامية. - التوثيق التاريخي:
ساهم في إعداد العديد من الدراسات والوثائق التي تعكس أهمية القدس، وتفضح السياسات الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد المدينة وتغيير هويتها. - تمثيل الأردن في المحافل الدولية:
شارك في لجنة القدس المنبثقة عن المؤتمر الإسلامي العالمي، وكذلك في لجنة القدس المنبثقة عن القمة العربية برئاسة ملك المغرب، حيث سعى لتعزيز الجهود الدولية لدعم صمود المدينة وأهلها.
مناصب أخرى وإسهاماته الوطنية
كان العميد فايز جابر عضوًا في الهيئة التنفيذية للاتحاد الوطني الأردني، حيث عمل على تعزيز الروابط الوطنية ودعم القضايا القومية. كما ساهم بخبرته السياسية والعسكرية في إثراء النقاشات الوطنية والدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
أبناؤه: امتداد لمسيرته العطرة
خلّف العميد فايز جابر إرثًا قيمًا من الأبناء الذين ساروا على دربه في خدمة الوطن:
- الدكتور اللواء المتقاعد هشام فايز جابر : أخصائي أشعة.
- الدكتور تيسير جابر: أخصائي جراحة العظام.
- المهندس أسامة جابر.
- الدكتور الصيدلي العميد المتقاعد محمد جابر.
- معالي الدكتور سعد جابر : وزير الصحة الأردني السابق، الذي لعب دورًا محوريًا خلال أزمة جائحة كورونا.
- الدكتور المهندس فهد جابر.
إرثه ورسالته
توفي العميد فايز جابر في 21 يناير 2004 بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات. جسّد شخصية القائد المخلص لوطنه ودينه وأمته، وترك وراءه إرثًا غنيًا يعكس التزامه بحماية القدس وقضايا الأمة.
يبقى العميد فايز فهد جابر رمزًا للنضال من أجل الحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية للقدس، ونموذجًا للقيادة الوطنية التي تُخلّدها الأجيال. رحم الله حامي تراث القدس الإسلامي والمسيحي وأسكنه فسيح جناته.
م. غسان جابر (قيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية)