تقرير : الجنود الإسرائيليون يواجهون بشكل غير مسبوق خطر الاعتقال في الخارج

شفا – سلطت شبكة CCN الأمريكية الضوء على تعاظم المخاطر على الجنود الإسرائيليون وخشيتهم من الاعتقال في الخارج بسبب جرائمهم في غزة بعد نحو 15 شهرا على حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في القطاع.

وأشارت الشبكة إلى فرار جندي إسرائيلي سابق كان يقضي إجازته في البرازيل من البلاد فجأة بعد رفع قضية ضده هناك تزعم أنه مسؤول عن ارتكاب جرائم حرب أثناء خدمته في غزة.

وتعد هذه القضية هي الأحدث في سلسلة من الدعاوى القضائية التي رفعتها مؤسسة هند رجب (HRF) التي تتبعت أنشطة مئات الجنود الإسرائيليين الذين يخدمون في غزة .

وفي الأسبوع الماضي، أمر قاض برازيلي الشرطة بالتحقيق مع الجندي، بناء على الشكوى التي رفعتها منظمة حقوق الإنسان، متهمة إياه “بالمشاركة في عمليات هدم واسعة النطاق لمنازل المدنيين في غزة خلال حملة تدمير ممنهجة”.

وقالت المحامية التي رفعت القضية نيابة عن المؤسسة، مايرا بينهيرو، لشبكة CNN، إنه قبل أن تتمكن الشرطة الفيدرالية من بدء التحقيق، “تدخلت الحكومة الإسرائيلية لمساعدته على التهرب من السلطات البرازيلية، وهو ما يكشف عن استثنائيته”.

ونقلت وسائل إعلام برازيلية عن بينيرو قوله إنه بما أن البرازيل من الدول الموقعة على نظام روما، فهي ملزمة بضمان التحقيق في الجرائم المنصوص عليها في النظام (جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، والإبادة الجماعية) ومعاقبة مرتكبيها.

كسر حلقة الإفلات من العقاب

إن مؤسسة هند رجب هي منظمة غير حكومية مؤيدة للفلسطينيين تقول إنها ملتزمة “بكسر حلقة الإفلات الإسرائيلي من العقاب وتكريم ذكرى الطفلة الشهيدة هند رجب وكل أولئك الذين استشهدوا في الإبادة الجماعية في غزة.

وكانت هند رجب فتاة تبلغ من العمر خمس سنوات قُتلت بنيران دبابة إسرائيلية أثناء وجودها في سيارة عائلتها في غزة.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن “وزير الخارجية جدعون ساعر قام على الفور بتفعيل وزارة الخارجية للتأكد من أن المواطن الإسرائيلي ليس في خطر، وذلك في أعقاب محاولة قامت بها عناصر معادية لإسرائيل نهاية الأسبوع الماضي للتحقيق مع جندي إسرائيلي مسرح زار البرازيل”.

وكانت السفارة الإسرائيلية في البرازيل قد ضمنت “مغادرته السريعة والآمنة من البرازيل”.

وأضافت وزارة الخارجية أنها لفتت انتباه الإسرائيليين “إلى المنشورات التي نشروها على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن خدمتهم العسكرية، وإلى حقيقة أن العناصر المعادية لإسرائيل قد تستغل هذه المنشورات لبدء إجراءات قانونية ضدهم”.

وقال بينيرو إن منظمة حقوق الإنسان قدمت للسلطات البرازيلية دليلا على أن الجندي الإسرائيلي وأعضاء كتيبته “نشروا معلومات عن تورطهم في هدم متعمد لمنازل سكنية متعددة”، من بين أدلة أخرى في القضية.

وأضافت أن منظمة حقوق الإنسان في أوروبا تأكدت من الأدلة مع فريق من محققي الاستخبارات مفتوحة المصدر، “وهي في الوقت الحاضر واحدة من الطرق الرئيسية التي يتم بها التحقيق في الجرائم الدولية وانتهاكات حقوق الإنسان الدولية”.

كما سعت منظمة حقوق الإنسان إلى إلقاء القبض على جنود إسرائيليين زاروا تايلاند وسريلانكا وتشيلي ودول أخرى، وفقًا لموقعها على الإنترنت.

وفي حالة سريلانكا، نشرت المنظمة صورة للجندي وقالت إنها ناشدت السلطات السريلانكية والمحكمة الجنائية الدولية والإنتربول، مطالبة باعتقاله بتهمة قتل مدنيين في غزة.

ولم يرد أي تأكيد على احتجاز أو اعتقال أي جندي إسرائيلي نتيجة القضايا التي رفعتها.

وقد أثارت القضية البرازيلية ضجة سياسية في دولة الاحتلال. فقد قال زعيم المعارضة يائير لابيد: “إن اضطرار جندي احتياطي إسرائيلي إلى الفرار من البرازيل في منتصف الليل لتجنب اعتقاله بسبب القتال في غزة يشكل فشلاً سياسياً هائلاً لحكومة عاجزة ببساطة عن العمل”.

وكتبت مجموعة “Moms Up”، وهي مجموعة من أمهات الجنود الإسرائيليين، إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس أركان جيش الاحتلال في أعقاب القضية في البرازيل، قائلة: “نحن نعتبركم الطرف الوحيد المسؤول عن إزالة المخاطر القانونية التي تواجه أبنائنا”.

وأضافت أن الجيش الإسرائيلي “أُجبر على العمل في ظل فراغ سياسي وتحت ضغط من الجماعات المتطرفة، دون الحماية القانونية الحيوية التي من شأنها أن تحمي جنوده من الجهات الخبيثة في جميع أنحاء العالم”.

وقال ضابط كبير سابق في إدارة المدعي العام الإسرائيلي إن هناك عددا متزايدا من المحاولات في الخارج لتوجيه اتهامات ضد الإسرائيليين الذين خدموا في الحرب، لكن حتى الآن لم تسفر أي منها عن اعتقال أو محاكمة.

وذكر المحامي إنه على عكس ما كان يحدث في الماضي، فإن الجماعات الناشطة لا تستهدف كبار الضباط والسياسيين بل الجنود العاديين.