شفا – أكدت منظمة حقوقية اليوم الإثنين، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل تصعيد اعتداءاتها على المعلمين والمدارس واستهداف العملية التعليمية بشكل متزامن، في قرية بردلة بالأغوار الشمالية شمال شرق الضفة الغربية.
وقالت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو في تقرير حصلت “وكالة شفا للأنباء” على نسخة منه، إن قوات الاحتلال أصابت خمسة معلمين بجروح متفاوتة، في حادث سير نتج عن تصادم مع آلية عسكرية للاحتلال أمس الأحد، تزامن ذلك مع اقتحام مدرسة القرية.
وأوضحت منظمة البيدر أن إصابات المعلمين ونقلهم إلى المستشفى، يأتي في وقت تتزايد فيه المخاوف من تصعيد الاحتلال لاعتداءاته ضد الفلسطينيين، خاصة في المناطق التي تشهد صراعات مستمرة على الأرض مثل الأغوار.
وتزامن وقوع التصادم مع اقتحام قوات الاحتلال مدرسة بردلة الثانوية المختلطة، ما أدى إلى حالة نشوب من الفوضى والخوف بين الطلاب والمعلمين، وفقاً لتقرير “البيدر”.
وبيَّنت أن جنود الاحتلال اقتحموا المدرسة بشكل عنيف، وداهموا الصفوف والمرافق المدرسية دون أي مبرر قانوني، ما تسبب بحالة من الرعب والخوف بين الطلاب.
وأكدت “البيدر” أن هذا الاقتحام العسكري هو جزء من سلسلة مستمرة من الهجمات الإسرائيلية على المؤسسات التعليمية الفلسطينية، التي يسعى الاحتلال من خلالها لتدمير البنية التحتية التعليمية وتقويض حياة الطلاب والمعلمين.
واعتبرت المنظمة هذه الأحداث جزءًا من الهجوم الإسرائيلي المستمر ضد الفلسطينيين في الأغوار الشمالية، والذي يستهدف بشكل خاص حقهم في التعليم.
وبحسب التقرير، فقد تعرضت العديد من المدارس الفلسطينية في منطقة الأغوار لاعتداءات متكررة، تخللتها هجمات جوية، مداهمات عسكرية، واعتقالات للمعلمين.
وأشارت منظمة البيدر إلى أن هذه الهجمات لا تقتصر فقط على تدمير المباني التعليمية، بل تشمل تهديد حياة المعلمين والطلاب الفلسطينيين، ما يخلق بيئة تعليمية غير آمنة، ويزيد من معاناة الأطفال الفلسطينيين.
ويسعى الاحتلال من خلال هذه الاعتداءات، إلى تقويض العملية التعليمية وفرض واقع استيطاني من خلال إجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم، وفقاً لما ذكره التقرير.
وشددت أن استهداف التعليم في هذه المنطقة ليس عارضًا، إنما هو جزء من مخطط أوسع يسعى إلى تشريد الفلسطينيين من أراضيهم وفرض واقع استيطاني.
التأثيرات النفسية
وعلى صعيد نفسي، أوضحت منظمة البيدر أن الاعتداءات الإسرائيلية على المدارس والمعلمين والاقتحامات العسكرية، تؤثر بشكل سلبي على الحالة النفسية للأطفال، وتخلق بيئة من الخوف والتهديد على مدار الساعة.
وبحسب ما جاء في التقرير، فإن “الدراسات النفسية تشير إلى أن الأطفال الذين يعيشون في بيئات مشابهة للتي يعيشها الفلسطينيون في المناطق المتضررة من الاحتلال، يعانون من اضطرابات نفسية مثل القلق، الاكتئاب، والخوف المزمن، ما ينعكس سلبًا على قدرتهم على التركيز والتحصيل العلمي”.
ومن جهة أخرى، يعاني المعلمون في هذه المناطق من ضغوط نفسية جراء تعرضهم للاعتداءات العسكرية المستمرة، تصحبها حالة من التوتر والقلق، ما يؤثر على أدائهم الأكاديمي ويعوق قدرتهم على تقديم التعليم في بيئة آمنة.
وبهذا الصدد، دعت منظمة البيدر المجتمع الدولي إلى التحرك بشكل عاجل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع التعليم في فلسطين، وتوفير حماية دولية للمدارس والمعلمين في المناطق المستهدفة.
ونادت بضرورة محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على انتهاكاته المستمرة ضد المدنيين الفلسطينيين، وضمان حق الفلسطينيين في التعليم في بيئة آمنة.
وحمَّلت “البيدر” المجتمع الدولي المسؤولية في الوقوف إلى جانب الفلسطينيين وحماية الأطفال من خطر فقدان فرص التعليم، ودعمهم في محنتهم.
وتُعتبر الأغوار الشمالية منطقة استراتيجية مهمة في السياق الجغرافي والاقتصادي للضفة الغربية، ما يزيد مطامع الاحتلال بشكل مستمر لفرض سيطرته عليها من خلال سياسة القمع المستمرة.
وفي الوقت نفسه، يعاني الفلسطينيون من مصادرة أراضيهم وتوسيع المستوطنات، وتكثيف الاحتلال اعتداءاته العسكرية والتوسعية لتقويض حياة الفلسطينيين في الأغوار.