هل يتبرأون من الصهيونية يوما؟ بقلم : بديعة النعيمي
كثيرة هي المحاولات التي قامت بها دولة الاحتلال بعد قيامها، لاستعباد العالم الغربي بما يسمى بعقدة الذنب التي تتمثل ب “الهولوكوست”.
ومن هذه المحاولات أنه وخلال ال ٢٨ عاما التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، تم القبض على ١٦ شخصا في أمريكا اللاتينية، اشتُبِه بهم أنهم شخص يدعى ” مارتن بورمان” وهو محارب نازي قديم ومساعد “أدولف هتلر” وأكبر الموالين له.
وبعد التأكد من هوية أولئك الأشخاص الذين تم القبض عليهم، تم الإفراج عنهم بعد تبرئتهم. وفي النهاية عثروا على جمجمة “نورمان” عام ١٩٧٢. وبحسب ويكيبيديا أنه وفي عام ١٩٩٩ عُثر على بعض الأشلاء والتي تم التأكد من أنها تعود ل”نورمان”.
وهذه المحاولة واحدة من تلك المحاولات التي تتبعت مجرمي الحرب النازيين الذين يقال أنهم نكلوا باليهود في ألمانيا أثناء الحرب.
غير أن الحقائق تثبت أن الحركة الصهيونية تآمرت مع بعض قادة النازية على يهود ألمانيا بهدف صنع تلك الأسطورة “الهولوكوست” التي كان من شأنها أن تدعم قيام دولة اليهود. وبالتالي دفعهم للهجرة إلى فلسطين، ومن ثم ستكون هي العقدة “عقدة الذنب”في منشار الغرب.
ومن أولئك القادة الذين تعاونوا مع الصهيونية “إيخمان”، وكان يرأس المكتب المركزي لتهجير اليهود إلى فلسطين. وكان هذا المكتب ملحقا بالقيادة العليا للجستابو “البوليس السري الألماني” خلال الحرب العالمية الثانية.
وبحكم هذا التعاون من طرف “إيخمان” فقد كان مطلعا على أسرار التعاون السري بين الحركة الصهيونية السياسية والنازية.
ومن هذه الأسرار الرقم الحقيقي لضحايا معسكرات الاعتقال.
وقد تمت بعد الحرب مطاردة “إيخمان” كمجرم حرب. وبهذا الشأن يقول أحد المطارِدين واسمه “فيزنتال” “يسألونني لماذا تطارد مجرمي الحرب والموت ينتظرهم؟ وردّي، أن لهذا أثر بالغ القيمة نفسانيا وأخلاقيا وتعليميا وحتى سياسيا”.
ويُذكر أن دولة الاحتلال قد منعت الصحفيين من مقابلة “إيخمان” حتى ساعة إعدامه، كما كان محظورا عليه الاختلاط بنزلاء السجن الآخرين، لئلا يفضح أي من تلك الأسرار.
وبالرغم من أنه تباهى أثناء محاكمته بأنه صهيوني. وهذا ليس غريبا عليه، فقد وقف مع اليهود ضد الفلسطينيين خلال الثورة الفلسطينية عام ١٩٣٦، عندما زار حيفا. وقيل أنه وقتها كان يفضل السائقين اليهود على العرب عند ركوبه سيارات الأجرة، إلا أن هذا لم يشفع له عند الصهاينة.
واليوم تقوم دولة الاحتلال النازية في القرن الواحد والعشرين بارتكاب هولوكست حقيقي بحق أهلنا في غزة.
وما فعلته النازية خلال الحرب العالمية الثانية ، هذا إن كانت قد فعلت، يتضائل، بل ويبدو قزما، أمام جرائم الحرب التي ترتكبها دولة قطعان الشتات المتعطشة للدم.
وبالرغم من أن أي قرارات أو مذكرات تصدر بحق دولة الاحتلال ليست سوى قرارات ومذكرات فخرية، إلا أنه يجب أن نذكر بأن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت بتاريخ 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، متهمة إياهما بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الفترة من ٨/أكتوبر/٢٠٢٣ حتى ٢٠/مايو/٢٠٢٤.
وشملت التهم الموجهة إليهما استخدام التجويع كوسيلة حرب، وارتكاب جرائم ضد الإنسانية، مثل: القتل والاضطهاد وأعمال غير إنسانية أخرى، بالإضافة إلى توجيه هجمات ضد المدنيين.
لكن ومهما تمادت دولة الاحتلال وتجبرت لعلمها بأن لا عقاب سينالها أو يقع عليها بفضل الولايات المتحدة الأمريكية إلا أنه، سيأتي أيضا الزمن الذي سيحاسب فيه جميع المجرمين فيها.
وكما تبرأ الألمان من النازية، هل سيتبرأ اليهود من الصهيونية، وخاصة أن من يدفع ثمن الحرب على غزة ولبنان وسوريا اليوم هم أولادهم؟ فهم ما بين قتيل وجريح ومعاق ومنتحر أو مدمن على المخدرات.
وهل سيدركون أيضا أي يهود دولة الشتات يوما بأن هذه الحرب كانت خرابا عليهم؟ وإذا أدركوا هل سيدفعهم إدراكهم إلى محاسبة قادتهم والمطالبة بتقديمهم إلى المحاكم كمجرمي حرب مثلما حوكم النازيون في محاكم “نورمبرغ”.