غزة ومستقبل الإنسان ، بقلم : محمد نبيل كبها
شخصيا لا أعلم ماذا سأقول لله سبحانه وتعالى يوم الحساب بشأن غزة وما يحدث فيها من مجازر ومٱسي…
لكني اقول.. حتى يأتي الحراك السياسي ثماره يجب أن يكون مسبوق بحراك ثقافي ، وهذا لا يمكن إلا من خلال الصوت او الكلمة التي تقوم وتدعوا لوحدة الصف ، لذلك الحراك الثقافي اولا، ثم الحراك السياسي ثانيا، ولا تتحصل النتيجة الا من خلال الجانب الإيماني والعقدي.
الرسول ص مكث في مكة ١٣ عاما، لم يقم ابانها بأي حراك سياسي، وانما كان يبث حراك ثقافي فقط، بحيث أنه ص راح ينثر أفكارا محدثة ومفاهيم جديدة لتصبح هناك ثقافة جديدة ( وهذا هو الحراك الثقافي ) ثم هاجر إلى المدينة وقلبه يرزح تحت الألم قائلا: والله أنك أحب البلاد إلى قلبي لولا أن أهلك أخرجون .. ولكنها العقيدة التي أعتقد أنها اهم من تحرير الوطن ، فلكي يتحرر الوطن علينا تحرير أنفسنا في البداية.
قام ص بتوحيد الأوس والخزرج في المدينه على كلمة واحدة، ومن ثم بدأ الحراك السياسي عندما هاجر إلى المدينة في ال١٠ سنوات الأخيرة ، بعد أن وحد الصف وأقام المعاهدات وجهز الجيش ووضع الخطة على مستوى اقليمي ( وهذا هو الحراك السياسي ) ثم تحرك مستعينا بالله على حاجته وتوكل عليه ( والجانب الإيماني هو الأهم ) والذي كان نتيجته فتح مكة.
ولقد كتب السياسي البارز ورئيس جنوب افريقيا ( نيلسون مانديلا) يقول: ” العبيد فقط يطلبون الحرية ، بينما الاحرار يصنعونها”
تماما كما حدث في النهضة الأوروبية ، سبقتها حراك علمي ثقافي بأفكار جديدة ، ليخرج من رحم هذه الثقافة النهضة الأوروبية.
الكاتب المسرحي والمؤلف ( اليخاندرو يودور فيسكي) كتب مرة يقول: “الطيور التي تولد في القفص تعتقد أن الطيران جريمة”.
ونحن في زماننا نحتاج لعقلية كعقلية هؤلاء الثائرين، فضلا على عقلية الرسول ص والذي كان الملهم الأول لكل هؤلاء الاحرار من أجل تحرير فلسطين.
ولا يمكنني التخمين أنها قد تكون شخصية ( المهدي المنتظر ) هي إلا سبيل ، لأنني حسب قرائتي للصحيحين وغيرها من كتب الأثر ، اجد أن شخصية المهدي هي وهمية ، فالاحاديث التي وضعت فيه جلها ضعيفة ولا تصح، كما أنها شخصية واحدة متتعدة الأوجه لدى الملل والنحل والشرائع والأديان الأخرى .
ولقد وضح العبقري الفيزيائي الشهير ( آلبرت آينشتاين ) صاحب النسبية العامة قائلا: ” لا يمكنك حل اشكاليات جديدة ظهرت نتيجة لمنهج “.
لذلك اعود إلى القران واقول : إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ،،، وقوله تعالى : واعدوا لهم ،،،،، ولكننا لم نفعل من قوله تعالى اي شيء سوى هذه الآية : اقعدوا مع القاعدين ،،،، لذلك أعتقد وفي قلبي جزء من القلق أن قوله سبحانه وتعالى : وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ،،،،،، هو من سينفذ فينا.
اعتقد أننا في مرحلة الاستبدال قيادة وشعوبا…
المفكر الإسلامي: محمد نبيل كبها.
عضو اتحاد كتاب وأدباء فلسطين.
عضو اتحاد كتاب وأدباء العرب.
عضو الإتحاد الدولي للمثقفين العرب