فلسطين نحو اعلام نظيف ، إغلاق الجزيرة ، قرار سليم حتى وان جاء متأخرا ، بقلم : د. منى ابو حمدية
هذا القرار في اليوم الاول بعام 2025 م والذي اعتبره قرار صائب و خطوة بالاتجاه الصحيح من قبل السلطة الفلسطينية والتي تمثلت بوزارة الثقافة والاتصالات والداخلية تلبيةً لنداءات ابناء شعبنا الفلسطيني المكلوم .
تلك الدعوات التي خرجت بمسيرات ضخمة تطالب الحكومة الفلسطينية بإنهاء دور قناة الجزيرة في فلسطين وانهاء حالة الفتنة التي تتبناها.
ما عهدناه من هذه القناة انها لم تدعم يوما باتجاه قضيتنا الفلسطينية ولا في تعزيز هوية الفلسطيني على ارضه ، وانما كانت ابواق لايران و لاجندات خارجية تنسجم مع غايتها و اهدافها .
هذا الاعلام الموجه ما لبث الا ان تمادى بشكل خطير بحق رموزنا الوطنية وشهداء الاجهزة الامني ، واخذ يطرح قضايا شعبنا بقدارة فاقت الوصف ، تجاوزت كل الأعراف والقوانين والخطوط الحمراء لنضالات وتضحيات الشعب الفلسطيني، حتى في تغطيتها الاعلامية للحرب الدائرة في غزة من حيث توثيق جرائم الاحتلال ، كانت تضر بالقضية وتضر بغزة وشعبنا
اكثر من نفعها ؛ بالإضافة لبثها السموم عبر مادتها الاعلامية والتي خدمت بالدرجة الاولى الاحتلال ، ناهيك عن دورها القذر في التحريض و الفتنة بين أوساط الفلسطينيين في ظل هذه الظروف القاسية التي تمر على شعبنا الفلسطيني والذي بات بحاجة الى الوحدة الوطنية واعادة رص الصفوف .
استطاعت الجزيرة من تضخيم قوة المقاومة في غزة و تقديم الذرائع للاحتلال وللمجتمع الدولي على طبق من ذهب ، و بالتالي تتيح المجال للمؤسسة الصهيونية ان تنكل و تجرم بالشعب الفلسطيني على مرأى العالم.
منذ الانقلاب الدموي في غزة ، اخذت هذه الفضائية تعزز من الانقسام الفلسطيني الى جانب تدميرها النسيج الاجتماعي و احداث شرخ عميق في الوحدة الوطنية الفلسطينية.
حتى مذيعي هذه القناة لم يكتفوا من العبث بحقائق الامور عبر فضائيتهم ، بل وزاد بهم الحال ان يتمادوا اكثر عبر صفحاتهم الشخصية من تعزيز للفتنة وبث السموم .
اتمنى ان يكون هذا القرار دائم وليس مؤقتا ، واتمنى ان تكون الجزيرة عبرة لغيرها من الفضائيات الموجهة اعلاميا .
- – د. منى ابو حمدية – اكاديمية وباحثة فلسطينية .