10:39 صباحًا / 4 يناير، 2025
آخر الاخبار

بين الحقيقة والتضليل ، كيف أسهمت مواقع التواصل الاجتماعي في تعقيد المشهد في جنين ؟ بقلم : مريم شومان

بين الحقيقة والتضليل.. كيف أسهمت مواقع التواصل الاجتماعي في تعقيد المشهد في جنين ؟ بقلم : مريم شومان

مع تصاعد الأحداث في مدينة جنين ومخيمها؛ أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أداة رئيسية لنقل الأخبار والتعليق عليها، لكنها في الوقت ذاته أسهمت في تعقيد المشهد من خلال تضخيم بعض الوقائع وتشويه أخرى ما خلق بيئة ضبابية يصعب فيها التمييز بين الحقيقة والتضليل.

تعج منصات مثل “فيسبوك” و”انستجرام” و”تيكتوك” ومنصة “إكس” بالفيديوهات والصور التي تنقل الأحداث في مخيم جنين، ومع ذلك فإن الكثير من هذا المحتوى كان مجتزأ أو مرفقا بعناوين مثيرة تهدف إلى الجدل أكثر من نقل الوقائع، ما أدى إلى تضليل الرأي العام المحلي والدولي، وتشويه أداء الأجهزة الأمنية.

إن غياب الرواية الرسمية القوية والواضحة على وسائل التواصل الاجتماعي فتح الباب أمام انتشار الشائعات والمعلومات غير الدقيقة وتناقل الأخبار الزائفة، كما أن عشرات المنشورات عمدت بشكل يومي إلى المبالغة في توصيف الأحداث أو تقديمها خارج سياقها الصحيح، ما ساهم في تشويه الحقائق على الأرض كما جعل هذه المنصات في بعض الأحيان ساحة لاستهداف المؤسسة الأمنية الفلسطينية.

إن الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي في نقل الأخبار وفورية التعليق عليها ونشرها أتاح لمستخدمي هذه المنصات الوصول للمعلومات بسرعة وسهولة لكن سرعة الانتشار صاحَبْتها إشكاليات كبيرة، أبرزها غياب التحقق من المصادر ما فتح الباب أمام تداول مقاطع فيديو وصور مجتزأة تظهر الأجهزة الأمنية في مواقف خارجة عن سياقها الوطني والحقيقي.

علاوة على ذلك؛ تستغل بعض الجهات المناوئة وجود فجوة في الرواية الرسمية الفلسطينية على هذه المنصات لتشن حملات ممنهجة ضد المؤسسة الأمنية الفلسطينية، واعتمدت هذه المجموعات على التلاعب بالمعلومات واستخدام الحسابات المزيفة لنشر روايات مضللة تهدف إلى تشويه صورتها وزعزعة ثقة الجمهور بها.

إن لاستهداف المؤسسة الأمنية الفلسطينية عبر مواقع التواصل الاجتماعي انعكاسات ملموسة؛ إذ تؤثر الحملات على العلاقة بين المؤسسة الأمنية والمواطن الفلسطيني مستغلة بذلك حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وممارساتها الاستيطانية والإجرامية في الضفة الغربية، وفي حال استمرت مثل هذه الحملات فإنه من الممكن جدا أن يجري استغلالها للتأثير على الرأي العام الدولي وتصوير الأحداث بشكل يخدم أجندات سياسية خارجية وحرف أنظار العالم عن جرائم الاحتلال بحق كل الشعب الفلسطيني.

لقد كشفت “أحداث جنين” عن القوة الهائلة لوسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل الرأي العام، ولكنها أيضا أظهرت كيف يمكن استغلال هذه المنصات لاستهداف الأجهزة الأمنية الفلسطينية وتشويه صورتها، وفي عصر تنتشر فيه المعلومات بسرعة تفوق القدرة على التحقق منها تصبح الحقيقة هي الضحية الأولى للتضليل المنهجي.

إن مواجهة هذا الاستهداف تتطلب استراتيجيات متعددة الأبعاد تبدأ بتعزيز حضور الرواية الرسمية على منصات النواصل الاجتماعي وتقديمها بشفافية، مرورا بتثقيف المجتمع حول مخاطر المعلومات المزيفة وصولا إلى تعزيز أدوات التحقق والوعي الإعلامي.

وفي نهاية المطاف؛ تظل الحقيقة بحاجة إلى من يدافع عنها في عالم تتزايد فيه التحديات الرقمية حيث لا يمكن ترك الساحة فارغة أمام التضليل ليضعف ثقة المواطن بمؤسساته الوطنية.

شاهد أيضاً

أسعار الذهب اليوم

أسعار الذهب اليوم

شفا – جاءت أسعار الذهب اليوم السبت 4 يناير كالتالي : عيار 22 55.600عيار 21 …