11:30 مساءً / 3 يناير، 2025
آخر الاخبار

التعليم في فلسطين : تحديات الأزمات … وآفاق التغيير ، بقلم : مؤيد عبد الفتاح فقهاء

التعليم في فلسطين : تحديات الأزمات … وآفاق التغيير ، بقلم : مؤيد عبد الفتاح فقهاء

التعليم في فلسطين : تحديات الأزمات … وآفاق التغيير ، بقلم : مؤيد عبد الفتاح فقهاء

مرّ التعليم في فلسطين خلال السنوات الأخيرة بسلسلة من الأزمات التي أثرت بشكل كبير على النظام التعليمي، بدأت هذه التحديات بجائحة كورونا، التي قلبت النظام التعليمي رأساً على عقب، حيث تحولت الفصول الدراسية إلى منصات تعليمية عبر الإنترنت، مما أسفر عن فجوة معرفية وسلوكية عميقة لدى الطلبة.

ومع بداية التعافي من جائحة كورونا، ظهرت الإضرابات النقابية التي أثرت على استقرار العملية التعليمية وزادت من حالة التوتر بين المعلمين والطلاب. ثم جاءت الحرب لتزيد الوضع تعقيداً، حيث تعطلت الدراسة بسبب الاقتحامات العسكرية والإغلاقات، ما أثر نفسياً على الطلبة والمعلمين على حد سواء.


ورغم هذه التحديات، يبقى الأمل قائماً في إمكانية النهوض بالتعليم الفلسطيني إذا ما تم التعامل مع هذه الأزمات بحكمة وابتكار


إحدى القضايا الأساسية التي تواجه التعليم في فلسطين هي مشكلة اللغة العربية، فعلى الرغم من كونها اللغة الرسمية في البلاد، إلا أن هناك فجوة كبيرة في مستوى إتقانها لدى الطلبة، هذا الفارق في مستوى التحصيل اللغوي يظهر بشكل خاص في المهارات الأساسية مثل القراءة والكتابة، مما يؤثر في فهم المواد الدراسية، بل يمتد ليشمل القدرة على التعبير الصحيح، الذي يُعد أمراً أساسياً في التواصل والنقد البناء.


تعود مشكلة ضعف اللغة العربية في المدارس إلى عدة أسباب، من بينها القلة في التدريب المستمر للمعلمين على استخدام أساليب تدريس حديثة تشجع على التفكير النقدي باللغة العربية، فضلاً عن ضعف المناهج في تغطية المهارات الحياتية واللغوية التي تحتاجها الأجيال الجديدة. بالإضافة إلى ذلك، تأثر التعليم الفلسطيني بالحروب والصراعات المستمرة، التي جعلت الأولوية للمواد الأساسية الأخرى على حساب اللغة العربية في بعض الأحيان؛ ما أسهم في تراجع مستوى الطلاب.


ورغم هذه الأزمات المتتالية، لا يزال الأمل موجوداً في التغيير والنهوض بالتعليم في فلسطين، كمدير مدرسة أؤمن بأن كل أزمة تحمل فرصة، ومن هنا أقدم بعض الحلول العلمية للتغلب على هذه التحديات:


1- تعزيز الصحة النفسية للطلبة والمعلمين: يجب أن يشمل النظام التعليمي الدعم النفسي عبر توفير مرشدين نفسيين مدربين في المدارس، مما يساهم في استقرار بيئة التعلم


2- الاستثمار في التعليم الرقمي: دمج التعليم عن بُعد مع التعليم الحضوري، بما يتيح للطلاب الوصول إلى موارد تعليمية متنوعة، وهذا يستدعي تدريب المعلمين على التقنيات الحديثة، خصوصاً في تدريس اللغة العربية، بحيث تساهم هذه الأدوات في تحسين المهارات اللغوية من خلال منصات تعليمية تفاعلية.


3- إعادة هيكلة المناهج: ينبغي أن تركز المناهج على تنمية المهارات اللغوية الأساسية، وتعزيز تعليم اللغة العربية على مستوى التعبير الكتابي والشفهي، وهذا يتطلب تقليص المواد غير الضرورية والتركيز على تعليم مهارات الحياة الأساسية، بما فيها استخدام اللغة في مواقف الحياة اليومية.


4- بناء شراكات مجتمعية: ينبغي تعزيز التعاون بين المدارس وأولياء الأمور والمجتمع المحلي لتحسين مستوى التعليم. على سبيل المثال، يمكن تنظيم ورش عمل لتعليم الأطفال كيفية استخدام اللغة العربية بشكل أكثر فاعلية في حياتهم اليومية.


5- إدارة الأزمات بحكمة: تطوير خطط طوارئ مرنة، خصوصاً في الظروف الأمنية والاقتصادية المتقلبة؛ لضمان استمرارية العملية التعليمية مع تدريب المعلمين على التعامل مع هذه الأزمات وضمان أن تظل جودة التعليم على نفس المستوى.

ختامًا، إن التعليم في فلسطين ليس مجرد وسيلة لتحصيل العلم، بل هو الأساس لبناء مستقبل مشرق قادر على مواجهة التحديات؛ ولذلك يجب أن نضع التعليم في مقدمة أولوياتنا، خصوصاً فيما يتعلق بتطوير اللغة العربية، التي تعد من أهم أدوات الفكر والتعبير.


نحن اليوم أمام فرصة تاريخية للنهوض بالتعليم في فلسطين، وعلى جميع الأطراف أن تتحمل مسؤوليتها من أجل توفير بيئة تعليمية مستدامة، تُعزز من قدرات الأجيال القادمة على مواجهة تحديات المستقبل

شاهد أيضاً

استشهاد المصورة أريج شاهين بقصف على وسط قطاع غزة

شفا – استشهدت المصورة أريج شاهين ووالدتها بقصف الاحتلال الإسرائيلي منزلهما في حي الدعوة بمخيم …