1:04 صباحًا / 4 يناير، 2025
آخر الاخبار

دولة المعجزات،،إلى أين؟ بقلم : بديعة النعيمي

دولة المعجزات،،إلى أين؟ بقلم : بديعة النعيمي

دولة المعجزات،،إلى أين؟ بقلم : بديعة النعيمي

يدرك “بنيامين نتنياهو” وحزبه المتطرف، بل والشعب اليهودي بأن دولتهم اقتربت من الزوال. ومع ذلك فهم يكذبون على ذواتهم ويحاربون هاجس هذا الزوال بما جاء من نبوءات حاخاماتهم التوراتية كسلاح لهم. ويتذرعوا بهذا السلاح في كل ما يصدر منهم من أفعال إجرامية.


وفي هذا الشأن قال الكاتب اليهودي “روفيك روزنتال” أن “النظام الحاكم في هذه الحالة يتحول إلى طفل متخلف عقليا..يستطيع أن يفعل كل ما يحلو له لأن الأطفال يظنون أنهم مركز العالم ولا وجود له بدونهم”.


فتلك النبوءات التوراتية الخرافية، جعلت لهم حق تاريخي “الهي” كما يزعمون في أرض فلسطين وما حولها. دعم هذه الخرافات دول استعمارية فرضت اتفاقياتها على الأرض، وأعطت الطفل اليهودي العابث حصته منها، ثم دعمته بالسلاح القاتل والفتاك.

وكلما زاد الدعم لهذا الطفل، كلما تضائل عقله وصغر. لدرجة أن ضابط يهودي قال لضابط فلسطيني أسير خلال حرب ١٩٧٣


“عندما ندرك أن العرب سينتصرون، فسوف نستعمل القنابل الذرية ونقضي عليهم وعلى أنفسنا”. وهنا تتجلى عقدة مسادة والانتحار الجماعي.

وقد حدث وأن هدد “بنيامين نتنياهو” بأنه سوف يشن هجوما نوويا على إيران في حال “سعت طهران لإنتاج قنبلتها الذرية”.

وكان هذا خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية سبتمبر/٢٠٢٣، أي قبل السابع من أكتوبر.
وقد قال “ريتشارد غوان” الذي يتابع شؤون الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية، تعقيبا على كلمة “نتنياهو” “ليس سرا أن إسرائيل تملك قوة ردع نووية خاصة بها”.

ويعتبر “نتنياهو” نفسه المؤسس الثالث لدولة الاحتلال مبشرا بشرق أوسط جديد تكون فيه اتفاقيات أبراهام محورا للتاريخ. كما صرح في ذات الجلسة أن “دولة إسرائيل ستكون القوة المحورية لشرق أوسط جديد”.

يظن “بنيامين نتنياهو” بأنه يستطيع أن يقرر مصير الشرق الأوسط دون أن يلتفت إلى الحدبة التي على ظهره. فالعدوانية والاعتماد على قوة السلاح اللتين يستخدمهما لتركيع العالم أنسته الانقسامات الداخلية التي أخذت بالتزايد داخل دولته. وكلما زاد التطرف الديني زادت الانقسامات. وهذا يسرع من أسباب زوالها. كما أنه نسي أن هناك مقاومة لا زالت تكبد جيشه الجبان الخسائر وفي أكثر المناطق يدعي أنه يسيطر عليها في شمال غزة وخاصة جباليا.. كما أنه تناسى القنبلة الموقوتة في الضفة الغربية كلما زادت مغالاتهم مع سكانها.

والحقيقة أن التاريخ اليهودي عبارة عن سلسلة من النكبات التي لا تفسير لها ظاهريا، غير أن المتعمق سوف يكتشف أن هذه النكبات هي من صنع الذات، نتيجة إفراط العقل اليهودي في الشطط والمغالاة.

وتتعاقب النكبات مع كل رئيس جديد للحكومة يعد جمهوره بحلم جديد ومعجزة. ودولة تعتمد على المعجزات من المؤكد بأنها ستكون في طريق مسدود من التناقضات المزعجة. فما بين الديمقراطية والثيوقراطية، وبين الحلم بالسلم والتوسع ، وما بين احتقار العرب والسعي خلف معاهدات أبراهام، تصبح أسيرة نفسها والاختيار ما بين اللامعقول والانتحار.

شاهد أيضاً

شهيد و9 إصابات خلال اقتحام الاحتلال مخيم بلاطة

شفا – استشهد فتى وأصيب 9 مواطنين، بينهم 4 بجروح خطيرة، خلال اقتحام قوات الاحتلال …