شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
شخصين في رجل واحد ، بقلم : فادي البرغوثي
ذهبت إلى الجامعة وانا في سن كبير نوعا ما واعمل طيلة فترة الدراسة تقريبا الممتدة الى ٤ سنوات متواصلة
وهي الفترة الطبيعية التي يجتازها الطلاب لينهي سنوات الدراسة .
كان في تلك الفترة شهادة البكالوريوس تعتبر شهادة عليا نسبة إلى الدين يحملون شهادة البكالوريوس في فلسطين إذ لا ابالغ القول ان عدد الذين يحملون هذه الشهادة في القرى كان قليلا جدا وقد يشار اليهم احيانا بالبنان عكس اليوم إذ نكثر هذه الشهادات أو الشهادات الأكبر منها من الماجستير والدكتوراه .
في فترة الجامعة خصوصا في فلسطين تضج الجامعات بالحركات الطلابية التي كانت امتداد للأحزاب السياسية أو الحركة الوطنية الفلسطينية فيختلط العمل الوطني والسياسي في العمل النقابي لدرجة ان برنامج جميع الحركات الطلابية على اختلاف مشاربها كان الجزء الأكبر منها سياسي هو امر طبيعي لشعب يعيش تحت الاحتلال ويريد ان بتخلص منه وبما أن الطلاب هم من فئة الشباب تكون درجة الحماسة لدبهم أكبر من غيرهم كما ان الشباب بطبيعته يكون مخلصا للفكرة ومستعد ان يموت من أجلها اذا اقتنع بالطبع فيها .
بالمقابل فإن فترة ما بعد الجامعة يكون فيها الشباب قد تخلص من الاندفاع بل انه يضحك على اشياء قد وقعت معه مثل شجار مع شخص ما واصبح يوده كثيرا بعد انتهاء الدراسة بل ان الامر الذي كان قد آثار المشكلة يصبح بعد مرور الزمن شيء تافه كما انه في احيان كثيرة نفس الشخصين المتشاجرين يصبحان صديقين ومثل ما بقول المثل ما بتجي المحبة الا بعد عداوة ومن عاش تلك الفترة يعرف ماذا اقصد بالضبط ؟؟؟
الغريب ان هذا التناقض عشته انا يوميا تقريبا فكان علي ان اعيش حياة تصغر سنين عمري فافرح واحزن واتشاجر على أشياء كنت لو لم اذهب إلى الجامعة اعتقد انني قد قفزت عنها وتجاوزتها نهائيا وفي نفس اليوم بعد انتهاء الدوام كان علي ان أعود الى سنين عمري الحقيقية كرجل تجاوز تلك المرحلة .
وكي أوضح الصورة اكثر جاء في إحدى المرات شاب قد تشاجرت معه إلى مكان عملي بصدفة وانا في وضعيتي الأخرى فاردت ان اتصافح معه وكأن الشجار بيننا حصل في ماض سحيق وليس قبل ساعات كنت أريد أن اقول له هل تتذكر ما حدث معنا في الجامعة ؟؟؟ وكيف تقاتلنا على شيء تافه؟؟ لكنه مضى وهو غضبان وحينما ذهبت إلى الجامعة في اليوم التالي شاهدته أمامي بجانب باب الكفتيريا فتحرك شيء في داخلي لكي اهجم عليه تمنيت لو امزقه اربا اربا ليس الا لانه ببساطه في الجامعة يعود عمري لمستوى عمره وبالتالي بمستوى تفكيره وعصبيته .
نفس هذا الرجل شاهدته قبل أيام في قهوة الانشراح جلس معي وتحدث عن مشكلتي معه وكيف انها كانت تافهة وانها كانت لا تستحق المشاجرة … كنت أريد أن اقول له انني اعرف ذلك أو نصف يومي التالي يعرف ذلك بينما نصفي الأول كان مثلك لا يعرف شيئا فانا يا صديقي الحالي كنت شخصين في رجل واحد اعيش يوما بعمري الحقيقي وعمري الذي يصغرني اما الان انا مثلك منسجم مع زمني ووقتي … شخص واحد في رجل واحد واختلافي معك سابقا … كان اختلاف لا يتجاوز الساعات لكنني أيضا في الصباح كنت مثلك لا أتقن فن إدارة الاختلاف بينما في المساء كانت تعود لي سنوات عمري الحقيقية فاختلف عنك ولا اختلف معك بل كان يمكنني أن استوعب تفكيرك حتى انتي كنت أريد أن اقول لك في نفس اليوم الذي تشاجرنا فيه مثلما تقول اليوم بانها كانت مشكلة تافهة لكنك كنت لا تعرف كما ان نصف وقتي اليومي يا صديقي كان لا يعرف
