حياة الخراف والاستيطان والسابع من اكتوبر ، بقلم : فادي البرغوثي
الخراف في الحقل تعيش وهي تظن نفسها في مأمن فهي بالطبع تأكل وتشرب واحبانا تنعم بالحقل الأخضر والطبيعة الخلابة لكنها لا تدري ان أكلها وشربها وراحتها سببا في نحرها وبيع لحمها .
الشعوب التي تقع تحت الاحتلال حتى لو تم توفير لها حياة معيشة تستطيع فيها ان تأكل وتشرب فهذا وضع مؤقت ذلك ان الاحتلال يفكر فيها تماما مثل الخراف في الحقل لذلك قد تكون فرحان اذا حصلت على عمل براتب جيد في فلسطين لكن الاحتلال لا تتعدى نظرته لك نظرة الجزار التي يضع خرافة في الحقل ويبدأ في نحرهم واحداً تلو الآخر حتى ينتهي منهم جميعا .
الخراف في الحقل لا تعرف إلا ان جزارها رجل طيب فهو يوفر لها أكلها وشربها كما قلنا وحينما تمرض يوفر لها دواءها لكن في النهاية الخراف في تسمينها تعجل في نهايتها وكل خروف ينمو بطريقة افضل يقتل بطريقة اسرع مع العلم ان الخراف هذه مسالمة لا تؤذي صاحبها .
لقد سقت هذا المثل لكي نفهم اننا حتى لو بقينا في حالنا فإن الاحتلال لن ولن يجعلنا نعيش في النهاية بل على العكس فهو باستيطانه ينفرد فينا فردا فردا الا ان ينتهي منا في نهاية المطاف لكن في هذه النهاية لا مجال فيها النهوض مرة أخرى يكون نحرك متدرجا وبصمت مريع يتم نحرك وإنتهاء كل ملامحك للأبد.
شعبنا ليس خرافا ليساق إلى المذبح ويذبح بصمت بارد بل يجب ان يغضب ويثور وحينما يغضب سيدفع ثمن كان لا بد أن يدفعه لكن لا بد من ان يحصل في نهاية المطاف الى خلاصه وتكون النتيجة حتمية بالانتصار التي وكما يقال ” ان في الثورة حياة ” .
لذلك قد تكون التكلفة عالية بالقتل والتدمير الذي يرتكبه الاحتلال لكنك انت مقتول ومدمر قبل السابع من أكتوبر لكن بعد السابع من أكتوبر فانك لست مقتولا بل تدفع ضربية حريتك دفعة واحدة وقتلك حياتك على عكس الذي يموت كما يموت الخراف .