عام جديد ، بقلم : وفاء داري
عام ودع وعام أتى..
وأنا والنص ..
نقرأ على قلب كل النساء السلام
ونلقي على الرجال الأفعال ألف تحية
وإن كان يحق لنا أمنية..
أن يُضاء لكليهما عَتمَة الأيام
ليشمل كل وطن ودين وهوية
وأقولُ لكِ أيتها العزيزة مع بداية العام
إن بعثركِ الخذلان..
برهه أو حينًا من الدهر،
كوني قوية
سيصل ذات يوم النصر،
مع أول خيوط الفجر
لا تردّي على النبض الذي يدّعيكِ،
أو هوى عابرٍ كالريح في دَربكِ،
يحملُ الوهمَ وينثرهُ،
ثم يغيبُ كأنهُ ما كان.
لا تردّي،
فالنجومُ التي تغويكِ باللمعانِ،
قد تنطفئُ فجأةً،
وتتركُكِ وحيدةً في عتمةِ الأحلام.
لا تكترثي،
إن أتى الليلُ بألفِ حكاية،
وأقنعَ قلبَكِ أنهُ الخلاص،
فكم من وعودٍ تحتَ السماءِ،
ماتت مع أولِ بزوغ الغدر!
لا تكترثي،
ان لم تُقَدَّر التضحية
من زوجٍ ،من ابن، أو بنيّة
من غريبٍ.. أو قريبٍ..
أو أسى من أحد
وضاعَ الصوتُ في زحمةِ النداء،
فصمتكِ وطنٌ للسكينة،
وملحمتكِ ..
كتبها الصبرُ على جبينِ السماء.
كوني لنفسكِ درعًا وأفقًا،
كوني الحلمَ الذي لا يُساوَم،
فالحريةُ في قلبكِ أغنيةٌ،
لا تحتاجُ تصفيقًا ..
ولا أقدامًا تمضي إليها.
لا تردّي، لا تكترثي،
دعي العالمَ يتهامسُ في غيابكِ،
وانظري للأفقِ بابتسامةٍ،
فأنتِ الحكايةُ التي تروي ذاتها،
وأنتِ المعنى الذي لا يُفسَّرُ بالكلام.
عام جديد والجميع بألف خير
دون فقد وألم ..
دون شتات وغربة وحرب
سلام يشمل كل البشر
وفاء داري . فلسطين
كل الشكر للفنان التشكيلي نواف سليمان لخط الصورة التعبيرية للنص