10:35 مساءً / 2 يناير، 2025
آخر الاخبار

بنيوية العلوم بين السياق الإشكالي وإشكاليات الطرح / تحديات المحتوى المعرفي ، بقلم : أ. عائشة مشهور صنوبر

بنيوية العلوم بين السياق الإشكالي وإشكاليات الطرح / تحديات المحتوى المعرفي ، بقلم : أ. عائشة مشهور صنوبر

بنيوية العلوم بين السياق الإشكالي وإشكاليات الطرح / تحديات المحتوى المعرفي ، بقلم : أ. عائشة مشهور صنوبر


الصف السادس الأساسي منهاج العلوم والحياة الفلسطيني

المعلمة أ. عائشة مشهور صنوبر


تواجه النظم التعلمية الرسمية تحدياً كبيراً في ظل عصر العولمة المستشري وجوباً، والتطور المذهل إلكترونياً في شبكة المعلومات الدولية، وتزايد المعارف والمعلومات نتاجاً للانفتاحات الكونية المسترسلة، مما يتطلب بيداغوجيا تربوية جديدة، واستراتيجيات وطرائق متطورة كنوافذ مفتوحة، حتى يمكن إعداد أجيال قادرة على التعامل الطازج مع متغيرات القرن الحادي والعشرين بكل تحدياته التحررية، وإحداث نقلة نوعية في الأهداف التي يتوجب عليها إنتاج الوعي، والتي تسعى المؤسسات التربوية تحقيقها بعيداً عن التكلّسات الحفظيّة، ليكون التركيز على اكتساب المتعلمين بحضورهم لا تحضيرهم، ما يمكنهم من مهارات التعلم الذاتي والتفكير الإبداعي والاكتشافات المقصودة…..

إن من جملة التحديات البارزة تلك التي تواجه المناهج الدراسية، هي كون المناهج الأداة الفعّالة التي تستخدمها المجتمعات في بناء وتشكيل شخصية الأفراد غير المتكررين كالكربون، والمنتمون لها روحاً ووعياً، وفقاً لفلسفاتها العضوية وثقافاتها المتلازمة ومعتقداتها الكافية.

لقد أدركت بعض الدول هذه الحقيقة إدراكا وجودياً غير عابر، وأحدثت تغييرات هائلة في مناهجها الدراسية حيث أن المنـاهج بـاختلاف مراحـل التعلــیم والـتعلم كنظـام مسؤول، لهـا تأثیرهـا الكبیـر والفاعل، علــى نتـاج التعليم المحسوس والبعيد فیهـا، ولا یمكـن لأي معلـم أن یهمـل هـذه المنـاهج وطـرائق تدریسـها، عبـر مختلـف مراحـل التعلــیم والتعلم، وأن یـدرك المعلـم قواعـد المـنهج إدراكاً واعياً قابلاً للتطبيق.

وفي دولة فلسطين تهتم وزارة التربية والتعليم ببرامج تطوير مقررات العلوم ، وتسخر لذلك الکثير من الطاقات المادية والبشرية في سبيل الحصول على النتائج المأمولة من تدريس تلك المقررات، وتنفذ الاختبارات الدولية والوطنية لقياس الأهداف التعليمية المختلفة التي تحققها المناهج الفلسطينية، ومن خلال التجربة العملية في المدارس الأساسية والثانوية لاحظت الباحثة وجود صعوبة لدى الطلبة في فهم مادة العلوم والحياة، قد تم اختيار منهاج الصف السادس؛ لأن هذا الصف يشكل حساسية انتقال للطلبة من المرحلة الأساسية الدنيا إلى الأساسية العليا، كما أن المحتوى العلمي المطروح فيه يشكل البنية الأساسية الصاعدة للمحتوى العلمي البعدي في المراحل اللاحقة، فالمنهاج يتضمن (8) وحدات دراسية تكتظ بالمعلومات والأفكار العلمية الجزئية، تحتاج إلى الكثير والكثير من التفصيل والتفاصيل، حيث يتم عرض المحتوى العلمي على شكل أسئلة رتيبة بادئة في مشوارها، ومن ثم يتم إرفاق فقرة نصية غير معنونة ، تضع الطالب أمام مشكلة في القدرة على الفهم والاستيعاب والاستذكار والتحليل، لذا كان لابد من إجراء دراسة حديثة، بشكل إجرائي متتبع، تتطرق للمشكلات التي تواجه المناهج المدرسية، وخاصة أنه لم يتم إجراء تعديلات فاعلة وواعية منذ مدة طويلة، مع أن العلوم في حلقة مستمرة ودائمة من التطورات والتحديثات التي لابد من إرفاقها في المحتوى العلمي، وقد أشارت دراسات بحثية سابقة عن وجود مشكلات تعليمية تواجه المعلمين والمعلمات في نظام المقررات، أهمها عدم الاتساق بين محتوى بعض المقررات والزمن المخصص لتدريسها، وعدم تغطية المناهج للعديد من الموضوعات المطروحة في الاختبارات التحصيلية الاستذكارية والقدرات المفتوحة، وبناء على ذلك تتضح حاجة مناهج العلوم إلى المزيد من الدراسات والبحوث للتعرف على مواطن القوة والضعف فيها، والعمل على معرفة المشكلات والصعوبات التي قد يواجهها معلم العلوم في التدريس و يواجهها فعلاً ومن خلال إجراء نظرة تحليلية في منهاج العلوم والحياة للصف السادس، لوحظ أن الأهداف التعليمية توزعت ضمن ثلاث مجالات “المعرفية، الوجدانية، النفسحركية” بجزأيه الأول والثاني وقد بلغت (306) هدفاً كما تم تحليل مكونات المعرفة وتم الاسستنتاج أن منهج العلوم والحياة ركز بالدرجة الأولى على عرض الحقائق فالمبادئ والتعميمات ثم المفاهيم ثم القوانين ثم النظريات كما أن محتوى كتاب العلوم والحياة أظهر تبايناً في معيار تنوع مستويات المجال المعرفي، وظهر اعتماد محتوى الكتاب على التذكر والفهم بالدرجة الأولى.

ولدى تحيلي محتوى الكتب: أتت جودة محتوى المادة العلمية في الصف السادس بمستوى جيد،وجاءت وسائل الإيضاح بمستوى جيد جداً في الكتب، لكن هناك بعض الصور والأشكال التوضيحية يحتاج إلى المزيد من الدقة و الوضوح.

وبالرغم أن الكتاب قد تم بناؤه في ضوء منحى (النشاط والاستقصاء)، إلا أن التقدم جاء بشكل تقليدي تماماً، حتى أنه لم يغطِ تصنيف بلوم السداسي، كذلك تناسبت الأنشطة مع أعمار المتعلمين وتوازت مع تنمية التفكير وتطوير مهارات الطلبة في البحث والتقصي والتواصل.

ولكن كانت بعض الأنشطة بحاجة إلي إعادة ترتيب بحسب تسلسلها المنطقي وبعضها بحاجة إلى إثراء لتعميق فهم المتعلمين وإكساب المهارات.

ومن جهة أخرى رصدت معلمي ومعلمات مبحث العلوم والحياة وجود صعوبات وثغرات عديدة في مناهج العلوم ويستطيع المعلم صاحب الخبرة أن يمزيها أكثر من غيره، فمثلاً: من أبرز مشكلات المنهاج هو اعتماد عرض المحتوى العلمي وفق نظام الأسئلة والأجوبة، فمثلاً في الوحدة الأولى بعنوان الكائنات الحية الدقيقة نجد كماً كبيراً من الأسئلة دون إرفاقه بمحتوى علمي، وهذا مفاده الاعتماد على البحث عن الإجابة دون الاستناد إلى مرجعية علمية في الكتاب المدرسي، حيث تشير إحدى المعلمات أن درساً كاملاً عن المجهر لا يوجد فيه تعريف أو إضاة لتعريف المجهر، وهذا يدفع الطلبة إلى الاعتماد على المعلم في طرح المحتوى العلمي، ويشير معلم آخر إلى أن أولياء الأمور يجدون صعوبة كبيرة في المتابعة الدراسية؛ لعدم وجود محتوى علمي مباشر وواضح للدراسة، وفكرة الأسئلة والأجوبة تعتبر طريقة موجهة للطلبة من المستوى العالي.

وتشير المعلمات أن المنهاج يكتظ بالأسئلة ويعتبر العديد منها أسئلة مفتوحة فضفاضة، وخاصة أن منهاج الصف السادس مقدمة للعديد من المحتوى العلمي للصفوف الأخرى.


وأخيراً يمكن القول أن ي تحديد نقاط القوة والضعف في المناهج الحالية، يساهم في تطويرها وتحسينها لتلبية احتياجات الطلاب بشكل أفضل، كما يمكن أن يساعد في تحديد الثغرات والمساحات التي يمكن تحسينها في طريقة تقديم المعلومات وطرق التقييم، إن تحديد هذه المشكلات يمكن أن يسهم في رفع مستوى الفهم والاستيعاب لدى الطلاب، وبالتالي تعزيز تجربتهم التعليمية بشكل عام.

كذلك تحتاجُ عمليةَ التحوُّلِ المنشودةِ في مناهجنا الفلسطينية إلى العملِ على تطويرِ مناهجَ دراسيةٍ مرنةٍ تركزُ على المتعلِّمِ وفقَ منحىً عملياتيٍّ ومتواترٍ ومفتوحٍ، بعيدًا عن النمطِ الخطيّ المغلقِ.

شاهد أيضاً

ماهر النمورة

ماهر النمورة : القيادة الفلسطينيّة لن تألو جهدًا من أجل وقف حرب الإبادة على شعبنا

شفا – أكّد المتحدث باسم حركة فتح ماهر النمورة أنّ القيادة الفلسطينيّة ممثلة بالرئيس محمود …