3:44 مساءً / 2 يناير، 2025

“أطفئوا نار الفتنة” بقلم : محمود جودت محمود قبها

"أطفئوا نار الفتنة" بقلم : محمود جودت محمود قبها

“أطفئوا نار الفتنة” بقلم : محمود جودت محمود قبها


في جنين تلك المدينة التي حملت عبق الثورة ورائحة الأرض المسقية بدماء الشهداء عاشت أيامًا تجسّد فيها العزة والشموخ منذ الانتفاضة الأولى وحتى اليوم وقفت جنين شامخة تحت الحصار والهدم تزرع الألم ولكنها تحصد الكرامة مخيمها كان دائمًا عنوانًا للصمود وبوابة للنصر وصوتًا يهتف بالحرية لكنّنا اليوم نقف على أعتاب مشهدٍ يعتصر القلوب ويضعنا أمام تساؤلات موجعة: كيف لنا أن نرى مخيم جنين معتمًا بلا نور ولا ماء ولا حياة؟ كيف نراه أشبه بمدينة الأشباح لا يُسمع فيه سوى أزيز الرصاص الذي يطلقه أبناء المخيم على بعضهم البعض؟

اليوم الألم الذي يخنق أرواحنا ليس ألم الهدم والدمار الذي اعتدناه من الاحتلال بل هو ألم الخجل والنكسة أمام أمهات الشهداء وأهات الجرحى وويلات الأسرى كيف نقابل هذه التضحيات العظيمة التي قدّمتها جنين وأبناؤها بهذا التمزق الداخلي وهذا الاقتتال العبثي؟

الفتنة نارٌ تحرق الجميع


لقد علّمنا تاريخنا النضالي أن وحدتنا هي سلاحنا الأقوى في مواجهة الاحتلال في كل بيت فلسطيني يوجد العامل في الداخل المحتل والجندي في الأجهزة الأمنية والمقاوم الذي يحمل البندقية دفاعًا عن كرامة شعبه هذه هي كينونتنا وهذه هي هويتنا التي عشنا بها وصمدنا بها عقودًا طويلة.

لكننا اليوم نرى هذه الكينونة تنهار أمام أعيننا نرى الأخ يرفع السلاح على أخيه نرى نار الفتنة تشتعل بين أبناء الوطن الواحد فنفقد بوصلتنا ونغرق في مستنقعٍ من التناحر لا يخدم إلا أعداءنا ألم يقل الله تعالى: “والفتنة أشد من القتل”؟ ألم يعلّمنا ديننا وقيمنا الوطنية أن الصمت عن كلمة الحق ليس حرية بل خيانة؟

نداء النساء والقلوب المكلومة


باسم كل نساء جنين الماجدات وباسم الأمهات اللواتي قدّمن أبناءهن شهداء على مذبح الحرية وباسم كل زوجة فقدت زوجها في سبيل الوطن نناشدكم بالله وبدماء الشهداء وبصبر الأسرى أن توقفوا هذه الفتنة نستحلفكم بكل ما هو مقدّس أن تحقنوا الدماء وأن تعيدوا لغة الحوار إلى مسارها الصحيح.

جنين التي علّمت العالم دروسًا في المقاومة والصمود لا تستحق أن تُهان بهذا المشهد أهل المخيم ليسوا أعداء وأبناء الأجهزة الأمنية ليسوا خصومًا هم أبناء بيتٍ واحد رحمهم واحد دماؤهم واحدة وهدفهم واحد فكيف لنا أن نرى هذا البيت يتهاوى أمام أعيننا؟

رسالة اللواء ماجد فرج : كلمة حق


حين قال اللواء ماجد فرج: “المخيم أهلنا وعلى رؤوسنا لكن نريد الخارجين على القانون” عبّر عن صوت العقل والحكمة فالقانون هو الذي يحفظ كرامتنا ويصون وحدتنا أبناء الأجهزة الأمنية ليسوا غرباء بل هم جزءٌ منّا يسهرون الليالي ويضحّون بحياتهم لأجل أمننا وسلامتنا فكيف نبادلهم التضحية بالجحود والعداء ؟ اللهم أصلح بيننا

أيها الأحبة تعالوا نرفع أكفّ الدعاء إلى الله أن يُصلح ذات بيننا وأن يوحّد صفوفنا وأن يجعل لغة الحوار هي السبيل إلى التصالح والوحدة تعالوا نستغفر الله من كل زلة أو خطيئة ونعاهد أنفسنا أن نكون أوفياء لدماء الشهداء وصبر الأسرى وأهات الجرحى.

إن وحدة صفّنا هي طريقنا إلى الحرية وحوارنا الداخلي هو الجسر الذي يربط بين جراحنا وآمالنا فلنكن على قدر المسؤولية ولنطفئ نار الفتنة قبل أن تحرق ما تبقى من أحلامنا.


ابن الشبيبة الفتحاوية – ابن العاصفة – د. محمود جودت قبها

شاهد أيضاً

الاحتلال يعتقل شابين من قلقيلية

شفا – اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، شابين من مدينة قلقيلية. وأفادت مصادر محلية، …