نتنياهو ذاهب الى حرب مفتوحة مع اليمن ، بقلم : راسم عبيدات
القيادات الإسرائيلية من نتنياهو الى وزير حربه توعدت اليمن بان يدفع ثمناً باهظاً في ظل تصعيده لحربه الإسنادية بالمسيرات الإنقضاضية،والصواريخ الفرط صوتية ،بحيث تحولت اليمن الى ساحة الإسناد الرئيسية في ظل وقف إطلاق النار في لبنان والتحولات الجيواستراتيجية في سوريا،والضغوط الأمريكية – الإسرائيلية على الحكومة العراقية، بوقف الحرب الإسنادية من خلال الحشد الشعبي ،لأن العراق غير قادرة على تحمل تبعات عدون اسرائيلي- أمريكي عليه.
نتنياهو ووزير حربه اللذان توعدا اليمن بمصير كمصير هنية في طهران وسماحة السيد نصر الله في بيروت والسنوار في قطاع غزة،وبأن ما سيحل باليمن،هو شبيه بما حل بتلك القيادات،من عمليات اغتيال وتصفية،وكذلك استهداف البنى التحتية والموانىء والمطارات ومحطات الطاقة والكهرباء( أي اهداف اقتصادية ومدنية وخدماتية وحيوية،ناهيك عن السعي لتدمير القدرات العسكرية اليمنية من صواريخ باليستية ومسيرات إنقضاضية.
اليمن في ظل هدوء جبهات الإسناد الأخرى تحول الى ساحة الإسناد الرئيسية،حيث زاد من معدلات ووتيرة إطلاقه للصواريخ الفرط صوتية ” فلسطين 2″ والمسيرات الإنقضاضية “يافا”،هذه الصورايخ والمسيرات التي عجزت كل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي والأمريكي بطبقاتها المتعددة في اعتراضها،سواء “القبب الحديدية ” ،أو “مقلاع داود” ،و”حيتس 1 و3 ” ومنظومات “الثاد ” والباتريوت الأمريكية،وأقل كلفة لصاروخ اعتراضي يطلق تجاه الصواريخ اليمنية ،50 الف دولار، وأعلها كلفة 3 مليون دولار.
هذا التصعيد اليمني قال بشكل قاطع بان الجبهة الداخلية الإسرائيلية باتت مكشوفة أمام الصواريخ والمسيرات اليمنية،وان الأمن والردع الإسرائيلي قد اصيب في مقتل،وبأن الجبهة الداخلية الإسرائيلية باتت تعيش حالة من القلق والخوف،واصبح حوالي مليوني مستوطن بشكل يومي يتراكضون للملاجىء على وقع صواريخ اليمن الفرط صوتية،ناهيك عن تعطل حركة الطيران في مطار اللد ،وما ينتج عن ذلك من خسائر بشرية واقتصادية.
قادة اسرائيل في المؤسستين العسكرية والأمنية ،يدركون بان اليمن من الصعب ” ترويضه”،او ثنيه عن الإستمرار في معركته الإسنادية،وان تدمير قدراته العسكرية والتسليحية ومخزونه من الصواريخ الفرط صوتية والمسيرات الإنقضاضية،والقضاء على قادته،غير ممكن عبر الحرب الجوية،بل هذا يحتاج الى حرب برية،وأن يكون لإسرائيل قواعد عسكرية في دول مجاورة، فبعد المسافة بين اليمن واسرائيل 2000 كم،يدفع اسرائيل الى إرسال طائرات مساندة للطائرات الحربية الهجومية من أجل تزويدها بالوقود في الجو،وهذا لا يحقق النتائج المرجوة.
بالأمس شنت اسرائيل عدوان واسع على اليمن، بمشاركة وتسهيل من القوة البحرية الأمريكية والبريطانية،أثناء القاء الإمام عبد الملك الحوثي لكلمته، وقد استهدفت الطائرات المغيرة مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة – ميناء رأس عيسى ومحطات طاقة وكهرباء ،وقد تزامن الهجوم مع وجود بعثات أممية في اليمن ،منها مدير منظمة الصحة العالمية والمنسق المقيم للأمم المتحدة في اليمن، وهذا الهجوم الذي قال بشكل واضح عن عجز اسرائيل عن مواجهة اليمن،كتعويض عن فشلها في التصدي للصواريخ اليمنية الفرط صوتية،لجأت لضرب مطارات وموانىء ومحطات طاقة وكهرباء،أي بنى مدنية.
اليمن ردت على الهجوم الإسرائيلي بإطلاق صاروخ فرط صوتي على ميناء اللد ومسيرة إنقضاضية على يافا،حيث اعترفت اسرائيل بسقوط 18 جريحاً حسب ما تقول نتيجة التدافع ،ودوماً اسرائيل تتستر وتتكتم على خسائرها.
لا مكان عند اليمنيين لما يعرف بسياسة الصبر الإستراتيجي” الإيرانية” ولا سياسة الرد في الزمان والمكان المناسبين،السورية التي اتبعها النظام السوري الراحل،ولا السياسة الإنتظارية،والرهان على المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية،الدولة والجيش والمقاوmt اللبنانية .
اليمن يترجم قرارته الى فعل مباشر في الميدان،وكما يقول المأثور الشعبي” اضرب الحديدية وهي حامية”.
افيغدرو ليبرمان زعيم “اسرائيل بيتنا” في تعليقه على الصواريخ اليمنية فرط صوتية قال ” اليمنيون الذين يرتدون الصنادل يوجهون بلدًا بأكمله في منتصف الليل إلى الملاجئ.
قادة دولة اسرائيل عسكريين وامنيين وخبراء وكتاب رأي ومعلقين عسكريين وسياسيين ومتقاعدين في المؤسستين العسكرية والأمنية يعترفون بأمرين: الأول أن لا جدوى من الرهان على فعالية إخضاع اليمن وكسر إرادته لإيصاله إلى مرحلة التخلي عن خيار المواجهة مع الكيان، حيث في اليمن قيادة شجاعة وقوات مسلحة عقائدية وحالة شعبية واسعة تحتضن فكرة نصرة فلسطين، والثاني هو أن لا جدوى من الرهان على تعطيل القدرات اليمنية العسكرية التي أثبتت أنها نوعية وشديدة الفعالية وقادرة على الوصول الى عمق اسرائيل إضافة لقدرتها على مواصلة حماية إنجاز منع السفن المتوجهة إلى اسرائيل عبر البحر الأحمر.
ما الذي يتوعد به نتنياهو واركان حربه اليمن في هذه الحرب المفتوحة،واحد من خيارين او الخيارين معاً ..؟؟،إستهداف مواقع الجيش والبنى التحتية المدنية والاغتيالات على طريقة لبنان، وربما تصل إلى المجازر بحق السكان على طريقة غزة،أو الأسلوبين معاً.وهنا يصبح السؤال المطروح كيف سيتعامل اليمن مع مثل هذه الحرب المفتوحة، هل كما قال سماحة السيد نصر الله ،حرب بلا سقوف ولا قواعد ولا ضوابط..؟؟؟،أم سيبقي على الوتيرة السابقة في الرد والإستهداف ..؟؟ المعطيات تقول بأن اليمن لم يستخدم كل طاقاته وإمكانياته وقدراته واوراقه ،وأن الرد سيشمل تحديد اهداف في داخل دولة الإحتلال من أجل استهدافها، أي المطار بالمطار والميناء بالميناء ومحطة الكهرباء بمحطة كهرباء ومنصة غاز مقابل محطة طاقة،والتجمعات السكانية المدنية مقابل التجمعات السكانية،والشيء الجوهري هنا بان اليمن لديه جبهة داخلية صلبة ومتماسكة وعقدية مستعدة لكي تدفع الأثمان ،في حين هناك جبهة داخلية اسرائيلية ،ترى بان وقف استهدافها بالصواريخ البالستية اليمنية والفرط صوتية والمسيرات،أقصر الطرق لوقفه،هو الذهاب الى صفقة تبادل ووقف الحرب والإنسحاب من قطاع غزة.
اليمن الذي سيوسع بنك أهدافه في داخل اسرائيل،يدرك تماماً بأن هذه الحرب العدوانية التي تشن عليه ،هي بشراكه أمريكية – بريطانية،وهي من نفذت أكثر من اعتداء على اليمن،ولولا هذا الدعم والشراكة مع الإسرائيلي ،لما تمادى في عدوانه وغطرسته سياسياً وعملياً على المنطقة والإقليم واليمن،ولذلك اليمن قال بالفم المليان، بأن أي دولة تسهل العدوان عليها او تشارك فيها، فأراضيها والقواعد الأمريكية الموجودة عليها ستكون عرضة للإستهداف اليمني،وكذلك البوارج والمدمرات الأمريكية لن تكون بمنأى عن الإستهداف اليمني،واليمن هي الدولة العربية الوحيدة التي امتلكت قرارها،وضربت المدمرات والبوارج الأمريكية في البحر الأحمر واجبرتها على الفرار، بعد ان اعطبت العديد منها ،من روزفلت لنيكولن الى ايزنهاور ومن بعدها ترومان.
ولذلك الشركاء الأمريكان والبريطانين على وجه التحديد،سيتحملان المسؤولية عن العدوان الإسرائيلي على اليمن، واليمن في حال اشتدت الحرب والعدوان عليه،لن يتردد في اغلاق باب المندب،وأبعد من ذلك اغلاق مضيق هرمز،وهذا يعني إصابة حركة التجارة العالمية وتجارة النفط والغاز خصوصاً بالشلل، وسيؤدي ذلك إلى انهيارات في سوق الطاقة، وارتفاعات فوق الخيال في أسعار النفط، وارتدادات ذلك على أسواق الأسهم والبورصات، بل وعلى أوروبا التي فقدت موردها الروسيّ ولم يبق لديها إلا مصادر التوريد التي تعبر البحر الأحمر.
فلسطين – القدس المحتلة