شفا – عقدت الدكتورة رولا غانم ندوة في ملتقى السرد في القاهرة، بمشاركة قامات أدبية ، وثقافية، منها البرفسور منير فوزي أستاذ النقد والأدب في كلية العلوم جامعة المنيا، والدكتور والناقد حسام عقل رئيس الملتقى ، والدكتور والناقد عبد الرحيم الهبيل ، والكاتبة عزة عز الدين ، ومجموعة كبيرة من السياسيين والفنانين.
وناقشت خلالها رواية تنهيدة حرية التي صدرت مؤخرا في القاهرة، وأُشهرت في معرض الكتاب الدولي في بغداد، وبعد أن ناقشها الدكتور حسام عقل ، واطلع على تفاصيلها، قرر إدراجها ضمن منهاج جامعة عين شمس التي يحاضر فيها.
وافتتحت د. رولا غانم الندوة بالترحم على شهداء فلسطين ثم أردفت قائلة: رغم المحنة وقوة الشر التي تلقي بكوارثها فوق رؤوسنا ورغم القهر والموت والألم ، سنظل نكتب ونشدو للحياة والنصر ولا نصمت ولا نموت، لقد كتبت روايتي هذه في عين القهر والظلم والتخلي وانا كشعب فلسطين واحدة من هؤلاء الجبارين الذين يكتبون تحت الرصاص والموت وينجون ويقاومون ، واذا كان الأدب أحد وسائلنا للخطاب ولكسر قسوة حصار المحتل .. ، فإنني به اخترت طريقا جسرا يوصلني بأحباب بلدي وأحباب قدسنا وأحباب شعبنا المظلوم، وما عدد رواياتي سوى عدد كلمات أرسل فيها رسائل الأرض المقدسة ..إلى من يؤمنون بمسرى النبي وكنيسة القيامة ومحل أجنحة الملائكة.
وأضافت في الدكتورة رولا غانم في كلمتها ، أنا اليوم هنا من أجل رواياتي نعم التي هي هموم أهل فلسطين..وأحزان أهل فلسطين .. وقلوب أهل فلسطين ، ودموع أهل فلسطين ودماء أهل فلسطين التي تنادي اخوتها وأحبتها وشرفاء أمتها بعد أن طالت الجريمة كل صغير وكبير وكل حي وميت .. ، وكل مقدس وحرام فالأدب والفن هم الجسور الاقوى في إيصال رسائل الشعوب.
وأردفت الدكتورة “غانم” بالقول ، انا اليوم قادمة من أرض جبريل والبراق وقبة الصخرة والمسجد الاقصى أولى القبلتين المباركتين.. ، قادمة والنار من تحتنا ومن فوقنا .. والخراب يلاحقنا ولا ناصر لنا سوى الله والأمل بمن يمكن أن يستيقظ ضميره في امتنا ، أتيت وكلي تصميم على مناقشة روايتي بين أهلي المصريين، ورواية تنهيدة حرية نافذة أمل من بين الركام ، كتبت في ظل الحرب والمحن التي تعصف ببلادي، وتعبر عن معاناة شعبي وهمومه، :”وأنت توزع نطراتك بين أوراق هذه الرّواية التي ينظمها خيط كالذي ينظم حبات العقد.. أبطاله من لحم ودم.
فيهم الجبارون، وفيهم الضعفاء ، سوف تمضي قدما نحو سيدة آتية من فتوتها بعمر الجدّات ..ينطوي بين دفتيها عصر وشخوص وعشاق وثائرون وضحايا أبرياء وغير أبرياء.
سوف تمسك بخيط هذه القصة منذ أن تفتح الصفحة الأولى، فتهوي إلى قاع الذاكرة العَشِب..وتمضي عليه إلى غرف البيت وجدرانه وشوارع البلاد ومرايا الناس.
سأحبّ مثلكم بطلتي وشراستها منذ أن كانت تشرب القهوة وحيدة في زاوية كوخ في حديقة صغيرة على كتف بيت واسع ومليء بالأسرار.
لن أكشف أسرارها؛ لأني تعاهدت معها على أن أترك للقادمين إلى الورق أن ينفتحوا على كل سر واحدا تلو الآخر ..ثم يجتمعون معي هناك عند آخر ضمة مصحوبة بالتنهيد” ، وقبل التنهيدة التي عادت محملة بالطمأنينة ثمة عناصر تحتدم وتشتبك، تجعل القارئ يحبس أنفاسه مرارا حتى يصل الى بر الامان، من قرأها لمس ذلك ومن لم يقرأها دعوه يحلم احلاما اجمل ريثما تصحو شمس اكثر دفئا وتظللكم بين صفحاتها”.