الوضع في جنين والضفة الغربية: ظاهرة الشباب المسلحين ، بقلم : ثروت زيد الكيلاني
يمثل وضع الشباب المسلحين في جنين والضفة الغربية تجسيدًا معقدًا لتحديات وطنية عميقة. تتشابك في هذا الوضع الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، التي تخلق بيئة معقدة تتطلب فهمًا دقيقًا، حيث إن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، التي تعاني منها المنطقة، تُعتبر من أبرز العوامل التي تدفع الشباب نحو الانخراط في المجموعات المسلحة؛ فالارتفاع المستمر في معدلات البطالة والفقر، يشعر هؤلاء الشباب بالإحباط واليأس، مما يجعل العمل المسلح يبدو كوسيلة للتعبير عن المقاومة وطموحاتهم المفقودة.
علاوة على ذلك، فإن الدعم الخارجي الذي تتلقاه بعض الفصائل الفلسطينية، مثل حماس والجهاد الإسلامي، يعكس أيضًا التحديات المتعلقة بالسيادة والاستقلال، رغم ما يوفره الدعم المالي من ايران من تعزيز للقدرات العسكرية، يثير تساؤلات عميقة حول تبعية هذه الفصائل وتأثير ذلك على الهوية الوطنية، واستقلالية تعكس إرادة الشعب الفلسطيني وتطلعاته كأولوية.
يعاني دور الأمن الفلسطيني من أزمة ثقة كبيرة نتيجة عدم رضا المواطنين عن أدائه، مما يجعله يبدو كأداة للضغوط الدولية. هذا الإحباط يدفع الكثيرين للاعتماد على المجموعات المسلحة كبديل للتعبير عن غضبهم، مما يستدعي التفكير في كيفية توجيه هذا الغضب نحو تعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق الأهداف المشروعة.
لتعزيز الوضع الوطني في جنين والضفة الغربية، يجب بذل جهود حثيثة لتوفير فرص عمل للشباب. يمكن تحقيق ذلك من خلال مشاريع تنموية تستهدف تحسين البنية التحتية وزيادة الاستثمارات المحلية. كما يتطلب الأمر تطوير برامج تدريبية للأمن الفلسطيني، تركز على حقوق الإنسان وتعزيز الشفافية، مما يسهل التواصل الفعال مع المواطنين.
علاوة على ذلك، يجب دعم مبادرات الحوار بين الفصائل الفلسطينية، لتوحيد الجهود نحو تحقيق الأهداف الوطنية المشتركة، والتأكيد على أهمية الوحدة أمام التحديات. كما يجب الاستثمار في التعليم والتثقيف السياسي، لتعزيز الوعي الوطني بين الشباب، وتمكينهم من فهم دورهم في بناء مستقبل بلادهم.
أخيرًا، يتطلب تعزيز الهوية الفلسطينية العمل من خلال التثقيف، لتكون وسيلة للتعبير عن الآمال والطموحات الوطنية، ما يتطلب رؤية شاملة تتجاوز الحلول السطحية، وتهدف إلى بناء مجتمع قوي ومتماسك قادر على مواجهة التحديات وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والعدالة.
من ثقب نافذة الأحلام، ينبض الأمل، ونخلع عن شحوب الكون سموم العدم.