الأسطورة العسكرية ساهر فاروق ارحيل ، بقلم : محمود جودت محمود قبها
بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُوا۟ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَٰتًۢاۚ بَلْ أَحْيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ سورة آل عمران: 169
في صباحٍ حزينٍ آخر ارتوت أرض جنين بدماء شهيد جديد القائد العسكري البطل ساهر فاروق جمعة ارحيل الذي ارتقى شهيداً أثناء أداء واجبه الوطني كان الشهيد ساهر مثالاً للعسكري الذي يجسد قيم التضحية والفداء يحمي شرف الوطن وأمنه بصدورٍ مكشوفة أمام رصاص الخيانة والغدر.
استشهد القائد الشجاع وهو يؤدي واجبه في حماية أهله ووطنه لكن يد الغدر التي تتستر باسم المقاومة امتدت إليه وهي ليست إلا خنجرًا مسمومًا في خاصرة الوطن في هذا اليوم كان الشهيد في ساحة الواجب مؤمناً برسالته ومتيقناً من أن الأرض التي ارتوى ترابها بدماء الشرفاء لا يمكن أن تُدنسها خيانة العملاء.
لكن الخيانة كانت له بالمرصاد من أدواتٍ تدّعي المقاومة بينما لا تتوانى عن بثّ الفتنة وقتل أبناء بلدها لتنشر الفوضى وتخدم أجندات خارجية لا تمت للوطن بصلة ساهر لم يكن مجرد عسكري بل كان رمزاً للقيم النبيلة أباً مخلصاً وزوجاً محباً وكان ابنه زياد ينتظر والده ليحتفل بعيد ميلاده لكن القدر شاء أن يعود الأب محمولاً على الأكتاف شهيداً.
أصبح يوم ميلاد زياد يوماً يشهد على تضحية والده وتحول إلى ذكرى تاريخية تخلد اسم القائد الذي ضحى بحياته ليحيا الوطن إن ما حدث هو جرح في قلب كل فلسطيني وهو نداء لكل من يؤمن بالوطن أن يتحد في وجه الفساد والخيانة.
دماء الشهيد ساهر ليست مجرد دماءٍ سالت على الأرض بل هي صرخةٌ في وجه كل من يتجرأ على خيانة أبناء دينه وبلده إن هذا الحادث الأليم يستدعي منّا جميعاً وقفة صادقة مع النفس لننهي هذه الفوضى التي أرهقت الوطن وأهدرت دماء أبنائه الشرفاء يا أبناء فلسطين إن دماء الشهيد القائد ساهر أمانة في أعناقنا.
فلنتحد لنقبض على المجرمين الخارجين عن القانون ولنقف صفاً واحداً ضد الفتنة والانقسام ليكن هذا الدم الطاهر شرارة تعيد اللحمة الوطنية وتجعلنا أقوى في مواجهة التحديات اللهم اغفر لشهيدنا القائد ساهر وارزقه جنات النعيم وألهم أهله الصبر والسلوان واجعل دماءه نوراً يهدي وطننا إلى طريق الوحدة والحرية.
ابن الشبيبة الفتحاوية
ابن العاصفة
د . محمود جودت قبها