7:25 مساءً / 22 ديسمبر، 2024
آخر الاخبار

أفكار (1) بلورة استراتيجيات للتعامل مع الشخصيّة المزاجية – القنبلة الموقوتة ، بقلم : د. غسان عبدالله

أفكار (1) بلورة استراتيجيات للتعامل مع الشخصيّة المزاجية – القنبلة الموقوتة ، بقلم : د. غسان عبدالله

أفكار (1) بلورة استراتيجيات للتعامل مع الشخصيّة المزاجية – القنبلة الموقوتة ، بقلم : د. غسان عبدالله

نستند هنا على ظنيّة الدلالة وليس قطعيتها، وعلى قناعة الكاتب بأن كل انسان ، تكون دوافعه خيّرة، لدى التواصل مع الاّخرين ، لكن قد يخطئ في اّلية وكيفية التواصل، تماما مثلما هو الحال عند نيتك الاتصال هاتفيا بشخص عزيز عليك ،لتخبره أخبارا ايجابية عنك/عنه ، لكنك تخطئ في مقدمة البلد أو تضع رقما مكان رقم اّخر ، مما يؤدي الى عدم ايصال الرسالة بل والفشل في المهمة .


ليس فقط أنك لم تنجح في توصيل الرسالة، بل أوجدت مشاكل أخرى:
⦁ قد يظّن بك من اتصلت به بالخطأ أمرا سيئا !
⦁ قد توقظ الشك والريبة في قلب وعقل الشخص الذي كنت تنوي الاتصال به : لماذا لم يتصل بي في مثل هذا الموقف !!
⦁ ستخسر ماديا كونك ستضطر الى اجراء مكالمة ثانية ،……الخ
ببساطة ،مطلوب من المتصل أولا التخطيط والتركيز في خطوات الاتصال،ومطلوب من المتصل به/االاصغاء النشط حتى تصل الرسالة على أكمل وجه.
ثمة معلومات أساسية ادراكها ، وهي أن الانسان يمر في حالات طارئة عليه تسبّب له متاعب فسيولوجية، سيكولوجية ، اقتصادية أو اجتماعية تنعكس على سلوكه ، فمثلا اذا شعر الشخص بالخوف من شيء ما،قد تدفع بالشخص الى التفكيربتجاوز بعض قناعاته بحثا عن الاستقرار والتأقلم النفسي، الاقتصادي .
ثمة تذكير هام وهو عدم الافتراض بأن من حولك في دائرة العلاقات معهم لديهم نفس الدماغ الذي تحمله أنت ، ويتبعون نفس نمط تفكيرك ، الأمر الذي يستلزم توخي النيّة الحسنة في التعامل مع الاّخرين ،كون أن ليس جميع البشر من طينة واحدة ،فهناك المستقر عاطفيا وسيكولوجيا ،وهناك المضطرب المتوتر جرّاء ظروفه الخاصة، مما يستدعي لديه تشعب نمط التفكير عند التعامل مع الاّخر، شريطة عدم جعل أي منهم مصدرا للأمل( كون كل انسان ، تكون دوافعه خيّرة ، لدى التواصل مع الاّخرين ، لكنه قد يخطئ في اّلية وكيفية التواصل ،اذ ليس فقط لم تنجح في توصيل الرسالة ، بل وأوجدت مشاكل أخرى:
⦁ قد يظن بك من اتصلت به بالخطأ أمرا سيئا !
⦁ قد توقظ الشك والريبة في قلب وعقل الشخص الذي كنت تنوي الاتصال به : لماذا لم يتصل بي في مثل هذا الموقف !!
⦁ ستخسر ماديا كونك ستضطر الى اجراء مكالمة ثانية،…… !!
ببساطة ،مطلوب من المتصل أولا التخطيط والتركيز في خطوات الاتصال ،ومطلوب من المتصل به/االاصغاء النشط حتى تصل الرسالة على أكمل وجه.
ثمة تذكير هام وهو عدم الافتراض بأن كل من حولك في دائرة العلاقات معهم، لديهم نفس الدماغ الذي تحمله أنت ، ويتبعون نفس نمط تفكيرك ، الأمر الذي يستلزم توخي النيّة الحسنة في التعامل مع الاّخرين ،كون أن ليس جميع البشر من طينة واحدة ،فهناك المستقر عاطفيا وسيكولوجيا ،وهناك المضطرب المتوتر جرّاء ظروفه الخاصة، مما يستدعي تشعب ،هج التفكير عند التعامل مع الاّخر ،شريطة عدم جعل أي منهم مصدرا للأمل(اكسير حياتنا ) الذي تتوخاه،كون الله تعالى هو المصدر الوحيد للأمل المنشود، وعدم الافراط في التفكير الايجابي أو السلبي بهذا الاّخر،أو عدم رفع التوقعات منه،أيا كانت .
كلي أمل أن يوفقني الله في تزويد القارىء بالمهارات المطلوبة لذلك، والتي تتلائم مع نمط الشخصية المنوي الاتصال/ التعامل معها ،كل هذا لضمان أن يعمّ أكبر قسط من المودة والمحبة والانسجام ودحض الكراهية والبغضاء بين البشر .
هناك توافق على تعريف المقصود بالشخصيّة المزاجية ،يكون الشخص مزاجيا اذا اتصف بديمومة مشاعر متناقضة قد تدفع به الى الغضب والعصبيّة وعدم الشعور بالطمأنينة وراحة البال ، دون القدرة على تحديد سبب ما لهذا الوضع،مما يفقده الشعور بالرضا عن الذات،بل وأحيانا المعاناة من أحد أنماط الاكتئاب كما سنبيّن لاحقا
لذا تراه دوما في حالة قلق تحد من انخراطه في التفاعل مع الاّخرين اجتماعيا وعاطفيا ،وعجزه الملحوظ في عدم التمكن من ممارسة مهارة التخطيط في الحياة ، لذا يكون فريسة للمشاكل والمتاعب له ولغيره ، جرّاء الاندفاع الفوري في اتخاذ القرارات ، والأفعال .مما يدفع بالمحيطين به الى النفور منه ، تجنبا لامكانية تحولهم الى ضحايا نتيجة سلوكياته غير المرغوبة وغير المقبولة لديهم،بدلا من أن يكونوا عونا وسندا وشركاء له في العمل والانتاج .هكذا يصبح الانسان المزاجي عبء على من حوله( عائلة ،أصدقاء،زملاءعمل وكل من هم في دائرة التعامل معه .
يمكن اطلاق السمات / الألقاب التالية على الشخصية المزاجية :-
⦁ الشخصيّة الصاخبة العنيفة لما لديه من طاقة مختزنة في داخله وضغوطات عديدة جسيمة ، لذا تراه يوظّف مبدأ الغاية تبرّر الوسيلة،غالبا ما يميل الى حسم الأمور دون ايلاء المفاهيم الانسانية فهو بحاجة الى دوام شدّ الانتباه، لذا يتوجب الحرص على الخوض في السلوك المزاجي المنوي تعديله دون لف ودوران ،ولكن أيضا، دون مواجهة عنيفة كي لا تتفجّر الأمور ( الابتعاد كليا عن الضرب والشتم، باذلا جهودك كي تخفّض من منسوب غضبك).
⦁ الشخصيّة المزاجية دائمة التذمر والشكوى ، اذ يتخيل بل ويقنع ذاته أن الجميع يتجاهلونه ،ويتعمدون ايجاد المشاكل والمتاعب له ،لذا ليس من الخطأ مقاطعته بين الفينة والأخرى ولا تبرّر له خطأه ، فهو ما يتوقعه منك كونه يعشق مليّا المواجهة، اعتمد معه أسلوب التكرار وطرح الاسئلة الاستكشافية (يمكن توظيف هذا أيضا مع المزاجي دائم الشكوى والمزاجي المتردد).
⦁ الشخصيّة المزاجية اليائسة : لديه شعور دائم بالعجز على تعديل الأمور والأخذ بها الى الاتجاه الصحيح، تراه يائسا ، بعد أن أقنع ذاته باستحالة ذلك ، يكرّر دوما ” “انسى الموضوع” ، ” النهاية معروفة خسرانة” ” غيري حاول وما نجح” ” وفّر جهودك وبلاش تعّب حالك “،حتى لو تطلب الأمر أن تلعب الدور ذاته معه.
⦁ الشخصيّة المزاجية الصامتة :تسيطر عليه حالة الاحباط ،بسبب دوام الاخفاقات المتكرّرة يشكل الصمت الدائم للتعبير عن مشاعره والتي قد تتطور الى درجة احدى أنواع الاحباط . يظهر لك قدرته على عدم الثرثرة ،اذ لديه مهارة ضبط لسانه ، تجنبا للمواجهة مع الغير واذكاء الخلاف أو اثارة عصبية الشخص المقابل وقد لا يكون لديه ما يقوله ،أو يخشى التفوه بألفاظ بذيئة.
⦁ الشخصيّة المزاجية دائمة الموافقة : تنطلق هذه الشخصيّة من من منطلق ضرورة مسايرة الجميع، للوصول الى حالة تناغم وانسجام مع الكل . من سمات هذه الشخصيّة أيضا الموافقة على أي أمر أو فكرة، لذا تراه يعطي مواعيد كثيرة ،لكنه قليل الوفاء في التنفيذ،هو بمثابة الخاتم في اصبع غيره ،مما يجعل منه امعّة للاّخرين .ينجم عن هذا المزيد من التوتر والقلق في داخله مما قد يدفع به الى ارتكاب أعمال مشينة أو تخريبية،مع كل هذا يتوجب الحفاظ على أجواء بيئة عمل اّمنة مع هذ النمط من الشخصيّة المزاجية، وليكن المعالج دوما صادقا في الطرح معه
⦁ الشخصيّة المزاجية المترددّة: يتشابه كثيرا ، مع الشخصيّة المزاجية التي تبدي الموافقة دوما ،تراها تتجنب قول لا حتي لا يسسبّب الغضب لغيره ،لذا يعمد الى نهج التأجيل ،بل ويتعمد الى التهرب والمراوغة في اتخاذ أي قرار مهما صغر،ولا تكثر من الضغط على هذه الشخصيّة المزاجية .
⦁ شخصيّة مزاجية كالقنبلة الموقوتة : يفتقر الى الشعور باحترام الاّخرين له . يستغل فترات صمت الاّخرين ،تأتية نوبة عصبيّة ،فينفجر كالقنبلة الموقوتة ،لدرجة عدم القدرة للسيطرة عليه، صارخا: ” لا أحد يحترمني” ” الكل يحتقرني” ، يبدأ بالحركة ذهابا وايابا ،موظفا حركات جسمانية للفت الانتباه ، وقد تشتد هذه النوبة ، اذا حاول أحد ما تهدئته.
⦁ الشخصية المزاجية القنّاصة: قد تظهر الود والمرح للفت الانتباه ونيل ما يريد ،أو أن يكون عدوانيا فظا اما بالصراخ أو تحطيم ما تصل اليه يداه . تبرّر هذ النمط من الشخصيّة سلوكه من منطلق “خير وسيلة للدفاع هي الهجوم” ،كونه خبيث في نواياه ولا يبالي عمل أي شيء لاظهارك ظالما غبيّا أحمقا .
⦁ الشخصية المزاجيّة المدركة لما تعمل (ليس ادراكا كاملا)( أبو العريّف)، فتراها يستخدم مصطلحات مبهمة وأحيانا غير مفهومة،وبصوت مرتفع أحيانا وأحيانا بوتيرة منخفضّة ، بقصد المراوغة والتضليل ،مدعما أقواله بجمل مثل ” تعلمت من تجربتي في الحياة” ” اسألني ما أنا جربت “، كمحاولة للدفاع عن عناده الشديد.
استراتيجيات ومهارات المواجهة
⦁ ليكن هدفنا الأول والأخير انجاز الانسجام بين الشخصيّة المزاحية والبيئة المحيطة به( ذوي قربى، أصدقاء ،بيئة العمل……..)، عن طريق خفض منسوب الشك في دوافع سلوكيات الاّخرين معه،نحو البدء بالخطى نحو مستقبل أفضل من خلال دوام التأكيد على ضرورة التوصل معا الى حل/حلول ،دون فرضه عليه.
⦁ لا تبقى حياديا ،مع هذه الشخصيّة المزاجية ،أو أن تكتفي بالصراخ والهيجان أو الانسحاب ، الصراخ والغضب أو اللجوء الى أسلوب الشكوى للاّخر ،مع الالتزام بسرد الحقيقة وعدم المبالغة أو الاستخفاف بها .
ليست هناك وصفة سحرية يمكن استخدامها ،يمكننا البدء في تعزيز وتوظيف والتمرن مهارات خاصة مثل :-
⦁ مهارة الاصغاء النشط، مهارة ابداء المحبة والمودة والألفة، مهارة التعبير الفاعل والتي من مكنوناتها الوضوح ،خفت الصوت ،النظر الى عيون الشخص الذي تتحدث اليه،ولا غضاضة أن تقوم بتلخيص وتدوين ما أنجزته في كل جلسة ،لتبدأ بالتذكير به في الجلسة التالية .
⦁ دوام استخدام ضمير نحن بدلا من “أنا” ” أنت” . في حالة اضّطرك الشخص المزاجي الى مقاطعته ،فليكن هذا بأسلوب لبّق وبدون عصبية أو هيجان ، أو ردود أفعال طائشة . بغية توليد الراحة الذهنيّة ،اضافة الى اضمحلال لغة الجسد المتوترة القلقة ، مما يجعل من السهل عليكما استنباط وتعزيز الجوانب الخيّرة لديكما ،
⦁ تجنب محاولة اقناع ذاتك باستحالة احداث التغيير المنشود والمتمثل في تعديل ذاك السلوك المزاجي ، مع ادراك أن ليست كل الحلول قابلة للتطبيق ، مما يتطلب التحضير المسبق والالمام بموضوع السلوك المزاجي المستهف تعديله .
⦁ اذا أمعن ذاك الشخص المزاجي في نفس السلوك بعد بذل جهود كبيرة من طرفك ، اياك أن تصرخ أو تظهر أي من دلالات الفشل ، أو اتباع نهج التهديد والتطرف في أسلوبك ،بل الجأ الى تغيير الاّلية لانجاز الهدف ،فمن لا يغيّر أسلوبه ، لا يمكنه التعرف على أخطاءه وتعديلها،دون التخلي عن قناعاتك حول حتمية التعديل ،طبعا مع عدم المبالغة في التوقعات، بمعنى اّخر اياك واليأس والقنوط ، ولا تكن صعب المراس ،بل كررّ ذكر الايجابيات في الشخص المزاجي ” مما أحبه في شخصيتك ……. أو كرّر ئكر اسمه،من خلال الاكثار في اعطاء الأمثلة والقصص وجعله بطل المواقف الايجابية فيها لتصل به أن يتخيل ذاته المنقذ والمساعد للاّخرين )،مع ضرورة ترك قسطا من الراحة والدعابة في الجلسة، على طريقة بناء الثقة بالذات.

شاهد أيضاً

وزيرة شؤون المرأة منى الخليلي تلتقي رئيس سلطة الأراضي المستشار علاء التميمي

شفا – التقت وزيرة شؤون المرأة منى الخليلي بوزير سلطة الأراضي المستشار علاء التميمي اليوم، …