3:15 مساءً / 22 ديسمبر، 2024
آخر الاخبار

الهجنة في التّعلم بين القصد والسياحة ، بقلم : نسيم قبها

الهجنة في التّعلم بين القصد والسياحة ، بقلم : نسيم قبها

الهجنة في التّعلم بين القصد والسياحة ، بقلم : نسيم قبها

يُمثل الاقتحام التربوي الجنوبي للشمال ، من خلال عبور مؤسساتي كالحملة العربية والعالمية للتعليم مثلا ، وشخصي كالأفراد الذين تتوافر لهم ظروفهم المؤسساتية للإنزياح المقصود في ولوج مدارس الشمال جرّاء العلاقات والتشبيكات الرسمية وغير الرسمية في تلك الحواضر على هيئة مؤتمرات وورش وعلائقيات موسومة بالتعاون التربوي بشكل عام ، بأنه خيارا لهجنة تربوية تحررية واعية في استدراك نقاط التأثير المنهجي الشمالي بفاعلية مصبّها تعرجات التربية في الجنوب المكلوم ، الأمر الذي يعني المحاولة الجادة للوقوف على استراتيجيات انطلاق تعلمي تعليمي يتجاوز المحدوديات المادية والفكرية القابعة في الأذهان والحيّزات.


نود بشغف العمل على كشف تقانات جديدة في بنيات التعلم الكبير والواسع من خلال هذه الهجنة التي يجب أن تستثمر إيجابا ، من خلال تسويغ علاقة هذه الهجنة بتحرير التربية في الجنوب ، تحريرها من الرتابة، وتحويل مغامرة التعليم إلى لعبة مشوّقة فائقة في التعرّف على الطريق إلى المعرفة والإنتاج ، باعتبارها وسيلة ناجعة في المجاورات ، وفي فهم تكوين المعاني في الخطاب التربوية النظرية إلى حيّز واقعي ، وإلى مواقف تصنعه هذه التجارب عن العالم وفهمنا للحياة ، من خلال توسيع مساحة وظائفية التعلم والتعليم خارج أسوار المؤسسات ، إلى الشوراع والحقول ، إلى الورش المعدنية وإلى بيوت العزاء …..، وتغذيتها بما تصنعه التربية من تحوّلات وممارسة تتنفس في رؤية النتائج المعافاة من كل سائبة وشائبة.


إن الخبرة في سردنة تلك الهجنة ، هي مسؤولية المسافر لهدفه ، والعائد إلى موقعه الذي يجب أن يتغيّر بشكل إجرائي مدعوم بخطة تنفيذ ، عبر تقويض مركزية التعليم النمطي، وعلى نحوٍ يصطنع للتعلم الجديد ، أفقا للمغامرة والتجربة الواعية والفاعلة ، ولتوليد مسارات متشظية، تجعل التعلم مكشوفا في لعبة التحوّل ، ليغدو متوال ينمو عبرها( الهجنة) الحدث، وحركة الكون وفهم الذات والآخر ، وحل مشكلاتهم برؤى قادرة .


إن ما تستدعيه الهجنة في التعليم والتعلم من تشكلات تسحب التربية بعمومها إلى فهم الواقع، أو تجيء بالواقع بحلّته المرادة ، مثلما نسحب التاريخ إلى السرد ، أو هي كلاهما.


إن تمثيل التحوّل الذي يجب أن توفّره الهجنة التربوية المقصودة في تعرية ما تُخفيه خلفها من تشوهات تربوية سائدة ، ومن علاقات تعلمية شائهة في اغترابها التربوي ، يبدو صراعا مع المستقبل وفيه ، فالمستقبل محكوما بما تقترحه التحوّلات ، والتحوّلات تأتي بالتأثر أو بالتأثير ، أما التأثر فهو المفعول به ، وأما التأثير فهو الفاعل ، وفاعل عن فاعل تزنه النتائج .

شاهد أيضاً

تقرير : مأساة أطفال غزة غير مسبوقة في التاريخ الحديث

شفا – سلطت صحيفة “الأوبزرفر” البريطانية، الضوء على مأساة أطفال غزة بفعل حرب الإبادة الجماعية …