6:02 مساءً / 21 ديسمبر، 2024
آخر الاخبار

التعليم الاخضر وعصر الرقمنة ، بقلم : ا.م. د. محمود حسين

التعليم الاخضر وعصر الرقمنة ، بقلم : ا.م. د. محمود حسين

التعليم الاخضر وعصر الرقمنة ، بقلم : ا.م. د. محمود حسين


يركز التعليم الأخضر على تعزيز متعة التعلم من خلال المكان والزمان، وجاذبية المحتوى، وتطبيق استراتيجيات تدريس حديثة تضع المتعلم في محور العملية التعليمية. كما يشمل ممارسة أنشطة تعليمية هادفة وممتعة، سواء داخل الصف أو خارجه، في بيئة تعليمية تسودها البهجة والسرور. يهدف هذا النوع من التعليم إلى تحرير المتعلم من الرهبة والخوف، مما يتيح له الاستمتاع بالنشاط التعليمي، والشعور بفرحة التعلم، ولذة التحصيل، ونشوة الفهم والاستبصار. وهذا يتطلب اعتماد مجموعة من الاستراتيجيات الفعالة.


لقد أصبح التعليم الأخضر اتجاهاً متنامياً لدى العديد من الدول، حيث صارت الاستدامة وحماية البيئة من الأولويات الوطنية، وتهدف إلى تعزيز الممارسات المستدامة. وإعداد الطلاب لشغل وظائف في المجالات المتعلقة بالاستدامة.
التحول الرقمي هو عملية تعتمد فيها المؤسسات التربوية والتعليمية على التقنيات الرقمية وتطبيقها في جميع العمليات التقليدية غير الرقمية التي تقوم بها. يشمل ذلك الخدمات المقدمة وأنظمة التوثيق الخاصة بها، بهدف التكيف مع متطلبات العصر الحديث وتلبية احتياجات المعلمين والمتعلمين. يتيح التحول الرقمي للمؤسسات التعليمية تنويع أنشطتها، مما يمكنها من التطور بشكل أسرع وعلى نطاق أوسع مقارنة بالتقدم الذي يمكن أن تحققه إذا استمرت في استخدام أنظمة التوثيق والعمليات الإدارية التقليدية.


فلم يعد المتعلمين والمعلمين يرغبون في الحصول على الخدمات بالطرق التقليدية، خاصة بعد أن أدركوا مدى السهولة والراحة التي يوفرها العالم الرقمي. أصبحوا ينظرون إلى الخدمات الرقمية كخيارهم الأول، مما يتطلب من المؤسسات التعليمية والتربوية توفيرها. لذا، يتعين على هذه المؤسسات اعتماد استراتيجيات التحول الرقمي وتغيير أساليب تقديم خدماتها، بالإضافة إلى تحديث نماذج أعمالها لتبني التكنولوجيا الرقمية. هذا سيمكن المعلمين والمتعلمين من الاستفادة من خدماتهم في أي وقت ومكان، مما يضمن لهم تجربة مرضية. كما أن ذلك يعزز من كفاءة العمليات الداخلية ويحسن سير العمل.


وبات العالم يدرك أن الكوادر التعليمية في المؤسسات التعليمية والتربوية هي أساس التنمية، وإن النظر إلى التعليم الأخضر في العصر الرقمي على أنه بوابة للتنمية الشاملة، وإن أساس الرهان على نجاح التنمية في أي دولة أساسه نوعية النظام التعليمي ومستوى كفاءة كوادره المهنية، لأن التعليم ببني رأس المال البشري الذي يعد الأداة الأهم في التنمية الاقتصادية التي تنهض وتلحق بمسيرة التقدم المستدام في الدولة. وهذا ما يجعل التعليم الأخضر في العصر الرقمي بمقام عال يشكل أولوية متقدمة في البناء الاستراتيجي للخطط التنموية للبلد


ان تقديم رؤية مقترحة لسياسات وبرامج التعليم الأخضر في العصر الرقمي على وفق بعض النماذج المحلية والعربية والعالمية. يتطلب إطلاق برامج وطنية للتحول نحو التعليم الأخضر في العصر الرقمي وفق خطة زمنية محددة، والتنسيق بين كافة المؤسسات والهيئات التعليمية والتربوية المعنية ، بالإضافة إلى دعمها لهذه التجربة. وتقديم رؤية مقترحة السياسات وبرامج التعليم الأخضر في العصر الرقمي وفقا لعدد من المحاور كالإصلاح التشريعي والسياسي الذي يمهد للتحول . نحوه، ونشر ثقافته وإنشاء منظمة وطنية تدعم التحول نحوه، وتنفيذ برامج وطنية لتعميم تجربة التعليم الأخضر في المدارس والجامعات.


ومن اجل رفع الوعي بالتحول الرقمي في المؤسسات التربوية والتعليمية وجب العمل على الآتي:

  1. تصميم خطة لإعداد القيادات التربوية والتعليمية في التحول الرقمي والتأكد من دعمهم لنجاحها من خلال فهم واضح وشامل لمتطلبات التحول
    2 تصميم خطة تدريبية لرفع مستوى وعي منسوبي المؤسسات التربوية والتعليمية بالتحول الرقمي بناءً على تقييم الوضع الحالي وتحديد المفاهيم المطلوب التوعية بها والمؤسسات الداعمة له في البلد الرقمي واستراتيجية تنفيذه في المؤسسات التربوية والتعليمية.
    عقد ورش عمل لرفع مستوى وعي منسوبي المؤسسات التربوية والتعليمية بالتحول الرقمي واستراتيجيته.
    ولدعم رفع مستوى نضح التحول الرقمي في المؤسسات التربوية والتعليمية يجب اتباع ما يلي:
  2. مراجعة تقارير قياس نضح مؤشر التحول الرقمي وتحديد نقاط القوة والضعف وتحليل الثغرات المطلوب استكمالها وأولويات الاستكمال.
    2 تحديد أهداف واقعية زمنية للوصول اليها من مؤشر قياس التحول الرقمي الحكومي. 3 متابعة تنفيذ مهام خطة تحسين مؤشر قياس التحول الرقمي وتحديد جودة تنفيذها وتوصيات التنفيذ بشكل دوري.
    ان التحول الرقمي يساعد في تبسيط العمليات سواء كانت الإدارية أو الإنتاجية داخل المؤسسات التربوية والتعليمية . مما يجعلها أكثر كفاءة وفعالية، وذلك من خلال أتمتة المهام والعمليات المتكررة داخل تلك المؤسسات، فمثلاً يمكن لمؤسسات التربوية والتعليمية إعطاء موظفيها الحرية الكافية للتركيز على المزيد من الأنشطة ذات القيمة المضافة، مثل تطوير التعليم أو خدمات جديدة أو تقديم دعم أكثر قيمة للعاملين فيها.
    علاوة على ذلك. يمكن أن يساعد التحول الرقمي المؤسسات التربوية والتعليمية على تحسين إدارة البيانات وقدرات التحليل بداخلها، فباستخدام الأدوات والتقنيات الرقمية المناسبة، يمكن للمؤسسات أن توفر ذلك أيضاً من خلال العديد من الرؤى القيمة حول سلوك العاملين وتفضيلاتهم واحتياجاتهم، والتي يمكن أن تساعد المؤسسات على اتخاذ قرارات أفضل وتحسين مهامها
    في هذا السياق بعد التعليم الآخر في عصر التحول الرقمي ضرورة في المؤسسات التربوية والتعليمية . حيث يمكنها جذب المزيد من الطلاب الأفضل، وتحسين تجربة الدورات والمواد التعليمية وعملية التدريب بشكل عام كما تسمح بالمراقبة والمتابعة من أجل الكشف عن عقبات ومعيقات التدريب وتقليل خطر التسرب من مقاعد الدراسة.

شاهد أيضاً

الاحتلال يقتحم بيتا جنوب نابلس

شفا – اندلعت مواجهات، اليوم السبت، عقب اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة بيتا جنوب نابلس …