5:43 مساءً / 5 فبراير، 2025
آخر الاخبار

حماس تفقد السيطرة.. ماذا بعد؟ بقلم : أحمد عبدالوهاب

حماس تفقد السيطرة.. ماذا بعد؟ بقلم : أحمد عبدالوهاب

حماس تفقد السيطرة.. ماذا بعد؟ بقلم : أحمد عبدالوهاب

من يتابع الأحداث في غزة، حتمًا سيعرف حجم المأساة التي يعاني منها القطاع، الذي تحول إلى أكوام من الركام، نتيجة العمليات العسكرية، التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ أحداث 7 أكتوبر 2023، التي نفذتها حركة حماس، تجاه المستوطنين الإسرائيليين، وبعدها اندلع هجوم غير مسبوق من جانب الاحتلال، انتقامًا من حماس، ويدفع ثمنه حتى الآن سكان غزة الأبرياء.

بالتأكيد أن «حماس»، أرادت توجيه ضربة قوية لجيش الاحتلال، للدفاع عن الأرض، ولكن لم تدرك جيدًا عواقب القرار، الذي قد يبدوا أنه اُتخذ بشكل غير مدروس، وظهرت عواقبه على القطاع بالكامل، أيضا دفع عدد من قيادات الحركة البارزين حياتهم ثمنًا لهجوم 7 أكتوبر، بخلاف الخسائر التي لحقت بالهيكل التنظيمي للحركة، على المستوى السياسي واللوجستي.

مع مرور الوقت، فقدت «حماس»، العديد من مصادر الدعم، وأصبحت تواجه أصعب فترة منذ تأسيسها في الثمانينيات، ولحق بقطاع غزة خسائر فادحة في البنية التحتية، ووفقا للإحصائيات الأممية، ثلثي إجمالي المباني في قطاع غزة لحقت بها أضرار، تمثل 66 بالمئة من المباني المتضررة في القطاع، وما يقرب من 68 بالمئة من حقول المحاصيل الدائمة في قطاع غزة سجلت تراجعًا كبيرًا في صحة المحاصيل وكثافتها.

وفقدت «حماس» السيطرة على الحالة الأمنية في القطاع، وظهر ذلك من خلال عمليات النهب التي طالت المساعدات الإنسانية، الموجهة لسكان غزة، والتي تورطت فيها العشائر المحلية، بدعم من جيش الاحتلال، الذي يقوم بتفتيش كافة السيارات المحملة بالمساعدات، ويتولى الإشراف على خط سيرها ومراقبتها، وتعرضت القوافل لعمليات سطو بطريقة ممنهجة، وتحت أعين الجيش الإسرائيلي، الذي يمنع الجنود الذين يراقبون الحدود ويشاهدون عمليات النهب من إطلاق النار على مهاجمي القوافل.

بيان الأمم المتحدة في هذا الشأن، ذكر أن مسلحين في غزة يوقفون نقل المساعدات ويطلقون النار على إطارات الشاحنات ويطلبون من السائقين دفع رسوم مرور بقيمة 5 آلاف دولار، ومن يرفض يتعرض للاختطاف أو نهب المساعدات الإنسانية، ومعظم حالات سرقة المساعدات الإنسانية متشابهة في روايتها، وتتم تحت أعين جيش الاحتلال الإسرائيلي، ويتم نهب المساعدات بصورة مستمرة، الأمر يتعلق بانهيار النظام المدني، وأصبح الوضع خارج عن السيطرة.

وباتت المساعدات الإنسانية، تباع في الأسواق المحلية، ويظهر جليًا انتشار كراتين إغاثية مكتوب عليها مساعدات مقدمة من الأمم المتحدة وغير مخصصة للبيع، تقوم العشائر ببيعها بزيادة تصل إلى 1050 في المائة عن سعرها الأصلي، ويفوق حجم المساعدات الإنسانية التي نُهبت مئات ملايين الدولارات، في ظل غياب الأمن وعدم تأمين سلامة القوافل.

وحاول جيش الاحتلال الإسرائيلي، إلصاق تهمة نهب المساعدات إلى «حماس»، بالوقوف وراء سرقة المعونات، لتدمير شعبية الحركة تمامًا بين سكان غزة، والتي تراجعت بالفعل وفقا لمراكز الاستطلاع، ونفى أحد الدبلوماسيين الأميركيين المشاركين في المساعدات الإنسانية لغزة مزاعم إسرائيل بأن «حماس» وراء سرقة المساعدات، ولا يوجد أدلة محددة على تحويل أو سرقة مساعدات من قبل الحركة.

لا شك أن قدرة حركة حماس، في السيطرة على قطاع غزة، أصبحت شبه معدومة، بعد توغل جيش الاحتلال في مختلف المناطق داخل القطاع، أيضا انعدام الأمن، والسطو على المساعدات، أكبر دليل على ذلك، ومن المؤكد أن قيادات حماس أنفسهم أصبحوا يدركون ذلك جيدًا، بعد الأنباء التي تداولت عن إبداء الحركة مرونة من أجل التوصل لوقف إطلاق النار، أملا في الحفاظ على كيان الحركة، الذي أصبح يواجه مخاطر كبيرة، قد تنهي مسيرتها السياسية.

شاهد أيضاً

الخارجية الفلسطينية ترحب بمواقف الدول التي رفضت التهجير والضم وتمسكت بحقوق شعبنا

الخارجية الفلسطينية ترحب بمواقف الدول التي رفضت التهجير والضم وتمسكت بحقوق شعبنا

شفا – رحبت وزارة الخارجية والمغتربين، بمواقف الدول التي رفضت دعوات التهجير والضم، وحذرت من …