الأجهزة الأمنية الفلسطينية درع الوطن وسياج الأمان بقلم : محمود جودت محمود قبها
الأجهزة الأمنية الفلسطينية ليست مجرد هيكل تنظيمي أو وحدات عسكرية بل هي ركيزة الوطن العمود الفقري الذي يستند إليه شعبنا في مواجهة التحديات والصعاب إنها امتداد لروح الثورة الفلسطينية التي خطت معاركها بحبر الدماء على صفحات المجد والكرامة وترجمت الوطنية إلى تضحيات لا تُحصى وبطولات لا تُنسى فهي امتداد طبيعي لقوات الثورة الفلسطينية التي خاضت معاركها بشرف و بسالة و بطولة قبل ان تعرف الجزيرة و مخلفاتها الاعلامية ثقافة المثلث الاحمر .
منذ تأسيسها عام 1994 حملت الأجهزة الأمنية على عاتقها مسؤولية حفظ الأمن وحماية الفلسطينيين من الفوضى في وطن تكاد تضيق به الأرض ويضيق شعبه بفعل الاحتلال والحصار إنها امتداد طبيعي لمسيرة الكفاح الفلسطيني تواصل إرث بيروت، وطرابلس، وتل الزعتر، وهبة النفق، حيث خط أبطالها ملاحم الصمود والثبات في وجه العدو لكن هذه الأجهزة ليست في موضع اختبار وطنيتها ولا يحق لأحد أن يُملي عليها أدوارها أو يشكك في نواياها فهي تعمل في سياق منظومة وطنية لها أولوياتها وخصوصيتها ولا تُقاس قراراتها بمقاييس العابرين أو الطارئين من الذي يملك الحق في التشكيك بولاء من حمى القانون وحافظ على كرامة الأرض والإنسان؟ إن العمل الأمني ليس رفاهية ولا امتيازًا بل معركة يومية لا يُدرك ثقلها إلا من خاض غمارها.
هؤلاء الرجال والنساء الذين يحملون على أكتافهم أعباء الوطن يضحون براحتهم بأوقاتهم وحتى بحياتهم ليظل هذا الشعب آمنًا مطمئنًا هم درعنا الحامي وسياج عزتنا وكرامتنا يقفون في وجه الرياح العاتية ويصمدون أمام العواصف التي يحاول الاحتلال وأعوانه إثارتها في شوارعنا وقلوبنا كم مرة وقف الفلسطيني على معبر الكرامة يختنق تحت ثقل الإجراءات الإسرائيلية القمعية لكنه لم يتساءل يومًا عن ضرورة تلك الإجراءات أو مشروعيتها لأن الأمن هو خط أحمر في كل دول العالم لا يُسمح لأحد بالخوض فيه.
فكيف نتجرأ نحن أبناء الأرض والقضية على انتقاد أجهزتنا الأمنية أو التقليل من شأنها؟ لا يمكن أن ننسى ما قدمته هذه الأجهزة من تضحيات جسام في انتفاضة الأقصى حين أسرت 41 جنديًا إسرائيليًا في قبر يوسف بنابلس أو حين أسست الجناح العسكري لحركة فتح الذي أرعب الاحتلال وقلب موازين المعركة.
هذه الأجهزة ليست في معرض إثبات وطنيتها فهي من صنع المجد بدماء أبنائها ووقفت صامدة في أصعب المراحل عندما تخلى الآخرون إن الأجهزة الأمنية الفلسطينية ليست مجرد مؤسسات بل هي قصة صمود وكفاح وحكاية وطن لا يقبل الانكسار هي الحصن الذي يحمينا والمظلة التي نستظل بها في زمن العواصف وكل فلسطيني حر يؤمن بالله ووطنه عليه أن يدعمها ويقف بجانبها لأنها تمثل شرفنا وقيمنا ولأنها وحدها القادرة على حماية حاضرنا وبناء مستقبلنا.
إن كانت هناك من ملاحظات أو تحديات تواجه الأجهزة الأمنية فالمكان الوحيد لمناقشتها هو داخل البيت الفلسطيني بحوار مسؤول ورؤية وطنية خالصة فلا يجوز لمن لم يزرع بذرة واحدة في أرض النضال أن يُملي علينا كيف نروي شجرة الحرية نحن أدرى بشؤوننا، وأعرف بمصيرنا وسنمضي معًا، شعبًا وأجهزة أمنية، نحو غدٍ أفضل الأجهزة الأمنية الفلسطينية هي درع الوطن الحامي لشرفنا وكرامتنا والبوابة التي نعبر من خلالها نحو الحرية والأمان ستبقى شامخةً رغم كل التحديات وستظل رمزًا للعز والفداء لأنها ببساطة الحارس الأمين على هذا الحلم الفلسطيني الكبير.
ابن الشبيبة الفتحاوية
ابن العاصفة
د . محمود جودت قبها