11:01 مساءً / 18 ديسمبر، 2024
آخر الاخبار

“إيران أم إسرائيل” أيهما أشد عداوة!! بقلم : سوما حسن عبد القادر

“إيران أم إسرائيل” أيهما أشد عداوة!! بقلم : سوما حسن عبد القادر

Soma Hassan

منذ التكالب الإقليمي على منطقتنا العربية، كان البعض يضع المشروع الإيراني أولا على سلم أولوياته كأخطر مشروع في المنطقة العربية، ويعتبر أن المشروع الإيراني أخطر من المشروع الاسرائيلي .

وما جرى في المنطقة مؤخرا يمكن أن يرجح كفة المشروع الاسرائيلي على الإيراني في الخطورة ، حيث تمددت إيران في المنطقة لمدة اربعين سنة وكان مشروعها التوسعي يخطو خطوات كبيرة في العراق واليمن وسوريا ولبنان ، لكنه تلقى ضربة موجعة في غضون أسابيع ، وإنهار عمليا في سوريا ،وتقطعت أوصاله في لبنان ، أي أنه ما بنته إيران في عقود إنهار في أسابيع .

هذه الأحداث الأخيرة عمليا تثبت بأن إسرائيل أخطر ، وبمراحل شاسعة من المشروع الإيراني ، فقد بينت تطورات الاوضاع في المنطقة أن المشروع الإيراني كان يتم توظيفه في توسعه في المنطقة العربية ، وفق استراتيجية غربية في سياق ضرب أي مشروع عربي سني في المنطقة ، ومعلوم أن المشاريع التي توظف ، تبدو ثانوية لدى المشاريع الأولية الأصلية.


لقد استخدم الغرب إيران في مواجهة نهضة العراق زمن صدام ، وفي احتلال أفغانستان ، ثم في تفتيت المقاومة الإسلامية العراقية التي كانت تواجه الاحتلال الأمريكي في مثلث مدن الأنبار ، ثم في وقف الثورات العربية على أبواب دمشق .

لكن الملفت مؤخرا بعد سقوط نظام بشار في دمشق ، أن المتتبع للتحليلات السياسية للمسؤولين الايرانيين وكيفية تغطية الصحافة الإيرانية للثورة السورية وسقوط نظام الأسد الإجرامي ، تركيز النظام الايراني والصحافة المقربة منه ، على أمور عدة أهمها ، توقعاتهم بتدهور الأوضاع الأمنية في سوريا ، واشتعال الحرب الأهلية والطائفية بين السوريين ،وتردي الأوضاع الإقتصادية والأخطر هو توقعهم بعودة تنظيم داعش إلى الظهور .


وأقول إن من يعرف طبيعة النظام الإيراني يعرف تماما أن هذه التنبؤات ليست توقعات أو تحليلات ، بل هي برنامج عمل للنظام الايراني بعد هزيمته الاستراتيجية في سوريا ولبنان ، فإيران لن تستسلم بسهولة. وستفعل المستحيل من أجل استعادة بعض ديونها التي ضاعت بسقوط الأسد ، واستعادة كرامتها وشعاراتها الشعبوية التي اندثرت ، وهي تعلم أنه ما لم تنفذ بسرعة ذلك المشروع التخريبي في سوريا ، كما فعلت في العراق ،فإن البديل سيكون سقوط النظام الإيراني ذاته من الداخل على يد الايرانيين أنفسهم.

نعرج الآن على العربدة الاسرائيلية في الجولان وضرباتها الجوية على القواعد العسكرية في سوريا ، إسرائيل تريد من تلك الضربات القول للشعب السوري قبل ثواره أنني أنا شرطي المنطقة ، وأين كان شكل النظام السياسي الذي ستفرزه الثورة عبر الإنتخابات فيجب أن يوقع معي بنود سلام ( بشروطي ) ، وإلا سأظل أعربد على الأرض السورية وساعتها يستحيل لرؤوس الأموال والمستثمرين أن يستثمروا فوق الأرض السورية وهي مظنة للحرب والصراع .

خلاصة القول إن المشروع الإيراني خطير على المنطقة العربية وخطورته متأتية من غياب الفواعل السياسية العربية ، بينما إسرائيل مشروعها أخطر لأنها مشروع قاعدة متقدمة للغرب في المنطقة .

شاهد أيضاً

مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان : على إسرائيل وقف هدم منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة

شفا – قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن إسرائيل تسرع وتيرة الخطوات الرامية إلى …