مملكة اوركيش الخورية ، تل موزان ، دراسة تاريخية وأثرية ، د. نضال محمود حاج درويش ، بقلم : جوان سلو
- صدر عن دار ميزوبوتاميا للنشر والتوزيع والترجمة في سوريا دراسة تاريخية وأثرية للباحث الدكتور نضال محمود حاج درويش تحت عنوان “مملكة أوركيش الخورية: تل موزان”. تقع هذه الدراسة في 224 صفحة من القطع الكبير، ويضم غلافها صورة أثرية من تل موزان، الذي يقع في شمال شرق سوريا. يتناول الكتاب تاريخ وآثار مملكة أوركيش الخورية، مركزًا على أهميتها الاستراتيجية وثرواتها الطبيعية، وكذلك علاقاتها التجارية والثقافية مع المناطق المجاورة.
- الموقع والأهمية الاستراتيجية لتل موزان
يقع تل موزان على بعد نحو 25 كم غربي مدينة القامشلي وشرق بلدة عامودا في منطقة مثلث الخابور. يتميز الموقع بتضاريسه التي جعلت منه مركزًا ملائمًا للاستيطان الزراعي، إذ كانت المنطقة غنية بالأمطار وأراضٍ خصبة، مما ساعد على تطور الزراعة البعلية. وقد أظهرت الحفريات الأثرية أن الاستيطان في هذه المنطقة بدأ منذ عصر حضارة حلف (6000 ق.م.)، واستمر حتى القرن الثالث عشر ق.م. كما أن الموقع الاستراتيجي لأوركيش ساعد على ازدهار المدينة، إذ كان يقع بالقرب من معبر ماردين، مما سمح بالتحكم في طرق التجارة المؤدية إلى مناجم النحاس في شرق الأناضول.
- التفاعل التجاري والثقافي
تظهر النصوص المسمارية أن منطقة الخابور، ومن بينها تل موزان، كانت نقطة عبور هامة للقوافل التجارية، التي كانت تتجه من آشور إلى سوريا والأناضول. وقد شارك الخوريون في هذه التجارة عبر مناطق مثل “كاروم” في الأناضول. تسلط الدراسة الضوء على العلاقات الثقافية والتجارية التي كانت تربط أوركيش بالمنطقة الشمالية، والتي شملت تبادل السلع مثل المعادن، الخشب، والأوبسيديان، مما يدل على دور أوركيش كبوابة رئيسية للتجارة بين بلاد الرافدين والأناضول. كما تشير الحفريات إلى اكتشاف فخار من مناطق القوقاز، مما يعزز فرضية التفاعل بين أوركيش ومناطق أرمينيا وجورجيا.
- الخوريون في تاريخ المنطقة
يعد الخوريون من أقدم الشعوب في الشرق القديم، وهم ينتمون إلى عائلة لغوية شمالية شرق قوقازية. وقد كانت مناطقهم الأصلية تقع في الجبال الشمالية، ورغم عدم وجود نصوص تاريخية تحدد بدقة موطنهم الأول، إلا أن الأدلة اللغوية والأثرية تشير إلى وجودهم في منطقة أوركيش منذ الألف الثالث ق.م. الخوريون أسهموا في تشكيل المملكة الخورية الميتانية لاحقًا، وكانت لهم علاقات مع الحضارات المجاورة، بما في ذلك الحيثيين، وهو ما يظهر في الأساطير والمخطوطات التي عثر عليها في أرشيفات حضارات تلك الفترة.
- النقد والتحليل
تعد دراسة الدكتور نضال محمود حاج درويش مساهمة قيمة في فهم تاريخ مملكة أوركيش الخورية، لكن يبقى بعض النقاط بحاجة إلى مزيد من التوضيح. على سبيل المثال، لا توجد أدلة قاطعة حول توقيت مجيء الخوريين إلى المنطقة، مما يفتح المجال لمزيد من البحث حول أصولهم وحركتهم عبر الجبال والسهول. كما أن ربط أوركيش بعلاقات تجارية مع مناطق بعيدة مثل أرمينيا وجورجيا يتطلب مزيدًا من التحليل للتأكد من نطاق تلك التبادلات الثقافية والتجارية.
إجمالًا، يقدم الكتاب فحصًا دقيقًا لتاريخ مملكة أوركيش وأهميتها في إطار أوسع من العلاقات التجارية والسياسية في منطقة الخابور، مما يعزز الفهم العميق للروابط بين الشعوب القديمة في الشرق الأدنى.
وفق الفهرس التالي:
الموقع والأهمية الاسترتيجية. لمحة تاريخية عن الخوريين. الخوريون قبل تأسيس المملكة الخورية – الميتانية. الخوريون في عصر المملكة الخورية – الميتانية . الجغرافية. الإطار التاريخي. الخوريون في اوركيش. التنقيبات الأثرية في تل موزان. مراحل تطور الاستيطان في تل موزان. العمارة. العمارة الدينية. المعبد البيضوي. بناء الآبي حفرة الطقوس. العمارة المدنية. القصر الملكي (AP). البيوت السكنية. القبور. قبور الألف الثالث. قبور الألف الثاني. التشكيل الفني. الفنون الحجرية. الفنون المعدنية. الفنون الطينية الفخارية.