شفا – يواصل الأسرى في سجون الاحتلال معركة الكرامة لليوم ال12 على التوالي , مصممين على مواصلة الإضراب عن الطعام حتى تتحقق كافة مطالبهم .
في حين يدخل الأسيران بلال ذياب وثائر حلاحلة يومهما ال62 في الإضراب المفتوح عن الطعام , وسط عن أنباء تدهور لحالتهما الصحية والحديث عن فقدان الأسير ثائر حلاحلة لجهاز مناعته , وسط غياب للتدخلات المحلية والدولية لإطلاق سراحهما .
وكانت رسالة مهربة للأسير ثائر حلاحلة أكد فيها إصراره على مواصلة معركة الحرية والكرامة للخلاص من جحيم الاعتقال الإداري الذي حرمه عائلته وزوجته وطفلته الوحيدة والذين ما زالت سلطات الاحتلال ترفض السماح لهم بزيارته رغم دخول حياته مرحلة الخطر الشديد.
وكان حلاحلة (34 عاما) من قرية خاراس قضاء الخليل جنوب الضفة المحتلة، أعلن الإضراب عن الطعام على نهج الأسير الشيخ خضر عدنان في نفس الفترة التي كان يخوض فيها خضر معركته والتي جرى خلالها تجديد اعتقال ثائر للمرة الثانية على التوالي فقرر مواصلة الإضراب ، وعاقبته إدارة سجن “النقب ” بالعزل حيث تدهورت حالته الصحية ونقل لزنازين العزل في مستشفى سجن الرملة .
ورغم الألم الشديد والمضاعفات الخطيرة التي ألمت به، إلا أنه لا زال يتمتع بمعنويات عالية وفق ما ذكره محامي مؤسسة “مانديلا” أنور أبو لافي، موضحا أن “ثائر” عاقد العزم على مواصلة إضرابه حتى الانتصار على سياسة الاحتلال والظفر بالحرية.
وتجدر الإشارة الى أن الاحتجاجات في السجون بدأت بإضراب فردي من الأسير خضر عدنان (35عاماً) الذي امتنع عن تناول الطعام مدة 66 يوماً، تبعته الأسيرة هناء شلبي (27 عاماً) التي أضربت عن الطعام نحو 50 يوماً، ثم تبعهما عدد من الأسرى الذين يتواصل إضرابهم منذ نحو شهرين حتى وصل عدد المضربين عن الطعام الى أكثر من 1300 أسير.
وقال رئيس «نادي الاسير» الفلسطيني قدورة فارس ان الأسرى يعانون أوضاعاً بالغة السوء، ما دفعهم الى الاضراب المفتوح عن الطعام. وأوضح ان 19 أسيراً معزولون في زنازين منفصلة، بعضهم منذ 12 عاماً، من دون أن تتاح لهم رؤية أسرهم أو حتى رؤية النور. ولفت الى ان الأسير حسن سلامة، المحكوم بالسجن المؤبد، بعث برسالة قال فيها انه لم ير الشمس منذ 12 عاماً اذ يعتقل في زنزانة منفردة لا يرى فيها أحداً ولا يسمح لعائلته بزيارته. واضاف ان بعض الأسرى أمضى ما يزيد عن 30 عاماً في الأسر.
ويطالب الفلسطينيون بإطلاق عدد من الاسرى المرضى، وكبار السن الذين يتهددهم الموت وراء القضبان. وقال الأسير المحرر نائل البرغوثي الذي أمضى 33 عاماً ونصف العام في الأسر وافرج عنه في صفقة تبادل الاسرى الاخيرة في مقابل الجندي غلعاد شاليت، ان «عدداً من الاسرى بات مقعداً يستخدم كرسي المقعدين، ولا يستطيع استخدام الحمام بمفرده، كما أن بعض الاسرى يعاني أمراضاً مزمنة قاتلة مثل الاورام السرطانية والقلب وغيرها»، مضيفاً ان «بعض الأسرى توفي نتيجة عدم توافر العلاج المناسب». ولفت الى ان عدداً من الأسرى تجاوز الستين من العمر، خصوصاً المعتقلين منذ ما قبل إقامة السلطة الفلسطينية بموجب إتفاق أوسلو عام 1993.