قائد النضال الوطني وصوت فلسطين في المحافل الدولية ، الرئيس محمود عباس “ابو مازن ” ، بقلم : محمود جودت محمود قبها
لقد شكلت القضية الفلسطينية واحدة من أكثر القضايا عدالةً وإلحاحًا في العصر الحديث وكانت دومًا بحاجة إلى قيادة حكيمة ومثابرة تستطيع أن تحمل رايتها في وجه الاحتلال الإسرائيلي وظروف السياسة الدولية المعقدة في هذا السياق برز الرئيس محمود عباس (أبو مازن) كقائد وطني ونضالي استطاع بحكمته وإصراره أن يكون رمزًا للصمود الفلسطيني وصوتًا للحق الفلسطيني في الساحات العالمية.
منذ توليه قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية حرص الرئيس محمود عباس على تعزيز الحضور الفلسطيني في الساحة الدولية لقد أدرك أن النضال الفلسطيني يجب أن يتجاوز حدود المواجهة المباشرة ليصل إلى المحافل الدولية حيث يمكن كسب الدعم العالمي لقضية الشعب الفلسطيني.
تحقيق الاعتراف الدولي بفلسطين عمل الرئيس بشكل مستمر على تعزيز الاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ونجح في ذلك من خلال تقديم طلبات عضوية للأمم المتحدة والمؤسسات الدولية المختلفة في عام 2012 تمكنت فلسطين من الحصول على وضع دولة “مراقب غير عضو” في الأمم المتحدة وهو إنجاز كبير يعكس نجاح الدبلوماسية الفلسطينية بقيادته هذا الإنجاز لم يكن مجرد انتصار دبلوماسي بل كان تأكيدًا على حق الشعب الفلسطيني في الوجود والسيادة واصل الرئيس هذا المسار بانضمام فلسطين إلى العديد من المنظمات الدولية، مثل اليونسكو والمحكمة الجنائية الدولية، لتعزيز الموقف القانوني والسياسي الفلسطيني.
تفعيل الحضور الفلسطيني في المنظمات الدولية عزز عباس مشاركة فلسطين في العديد من المنظمات الدولية مثل اليونسكو المحكمة الجنائية الدولية ومنظمة الصحة العالمية استخدام عضوية فلسطين في هذه المنظمات للضغط دوليًا على إسرائيل ولفت الانتباه إلى القضية الفلسطينية الدبلوماسية السلمية والتمسك بحل الدولتين ركز الرئيس على خيار المفاوضات السلمية وحل الدولتين كطريق لتحقيق السلام العادل والدائم هذا التوجه أكسبه دعمًا من العديد من الدول الأوروبية والآسيوية بالإضافة إلى المنظمات الإقليمية والدولية.
في زمن تسعى فيه قوى الاحتلال إلى طمس الهوية الفلسطينية يقف محمود عباس شامخًا كرمز للصمود والنضال إن تاريخه السياسي والنضالي هو شاهد على إصرار الشعب الفلسطيني على انتزاع حقوقه المشروعة وبناء دولته المستقلة ومع كل خطوة يخطوها على الساحة الدولية يثبت أن القضية الفلسطينية لا يمكن أن تُنسى وأن الشعب الفلسطيني لن يتوقف عن النضال حتى تتحقق حريته وعدالته.
حشد التأييد العربي والدولي عمل عباس على الحفاظ على الدعم العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية من خلال المشاركة الفاعلة في القمم العربية والإسلامية ركز على كسب تعاطف الدول الأخرى من خلال إبراز معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي تعزيز النضال القانوني والسياسي دفع باتجاه استخدام الآليات القانونية لمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها من خلال رفع قضايا أمام المحكمة الجنائية الدولية.
ركز على توثيق الانتهاكات الإسرائيلية لتقديمها كأدلة في المحافل الدولية الانتقادات والتحديات على الرغم من إنجازاته يواجه محمود عباس انتقادات بشأن سياسات السلطة الفلسطينية واتهامات بالتباطؤ في تحقيق المصالحة الوطنية والاعتماد الكبير على الدعم الدولي دون تحقيق تغييرات جوهرية على الأرض.
النضال القانوني والسياسي أداة لتحقيق العدالة لطالما كان الرئيس محمود عباس مؤمنًا بأن النضال الفلسطيني لا يقتصر على المواجهة الميدانية بل يجب أن يشمل الساحات القانونية والسياسية تحت قيادته اتخذت فلسطين خطوات حاسمة لمحاسبة إسرائيل على جرائمها ضد الشعب الفلسطيني من خلال رفع قضايا أمام المحكمة الجنائية الدولية وتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين كما تبنى الرئيس سياسة النضال السلمي والدبلوماسي مؤكدًا أن حل القضية الفلسطينية لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال حل الدولتين حيث تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين هذا الموقف أكسبه دعمًا واسعًا من المجتمع الدولي لكنه في الوقت ذاته أثار تحديات داخلية بسبب الضغوط الإسرائيلية والدولية المستمرة.
التمسك بالثوابت الوطنية والمصالحة الداخلية على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه القضية الفلسطينية فإن محمود عباس ظل ثابتًا على المبادئ الوطنية التي لا يمكن التنازل عنها وعلى رأسها حق العودة ووقف الاستيطان وقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كما أنه بذل جهودًا كبيرة لتحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام الداخلي رغم العقبات الكثيرة التي تعترض هذا المسار.
قائد يحمل هموم شعبه الرئيس محمود عباس ليس مجرد زعيم سياسي بل هو قائد يحمل هموم شعبه وآلامه لقد عمل بلا كلل على رفع معاناة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وحرص على توفير الدعم الدولي لهم في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر ورغم الانتقادات التي وُجهت إليه في بعض المحطات فإنه يظل صوتًا قويًا يدافع عن القضية الفلسطينية في أصعب الظروف.
رسالة أمل وصمود إن مسيرة الرئيس محمود عباس هي رسالة أمل لكل فلسطيني يناضل من أجل الحرية والكرامة إنها تذكير بأن النضال الوطني لا يقتصر على حمل السلاح بل يشمل كل أشكال المقاومة بما في ذلك المقاومة السياسية والدبلوماسية إن تمسكه بالحقوق الوطنية وثباته على المبادئ يجعل منه قائدًا يُحتذى به في النضال من أجل العدالة.
ابن الشبيبة الفتحاوية
ابن العاصفة
د . محمود جودت قبها