من أسقط الأسد؟ هناك من باع، وهناك من سلم. هل هو انقلاب؟ أم خيانة؟ هذه تساؤلات كثيرة ومثيرة ، بقلم : سوما حسن عبد القادر
عندما تم إيقاف إطلاق النار في لبنان، أصدر نتنياهو بيانًا يعلن الهجوم على سوريا (الأسد) في الوقت الذي كان فيه الأسد في موسكو. في تلك الأثناء، بدأ زحف (هيئة تحرير الشام) بمساعدة تركيا (أردوغان)، وبدأت السيطرة على حلب. عاد الأسد من موسكو، لكن الجيش كان ينسحب دون أدنى مقاومة. والمدن تتهاوى واحدة تلو الأخرى، والزحف مستمر. بعد يومين تمت السيطرة على ريف إدلب، واستمر التقدم نحو حماة وسط انسحاب غريب للجيش.
في هذا الوقت، بدأ حراك دبلوماسي مكثف من إيران والعراق، وكانت التصريحات واضحة وصريحة. أولًا، أعلنت إيران أنها ستدعم سوريا بكل الوسائل: سلاحًا وجنودًا. ثانيًا، استنفر العراق بعد تصريح رئيس الوزراء العراقي(محمد شياع السوداني) الذي قال: “لن ننتظر أن يأتوا إلى العراق”. ثالثًا، أرسل “الحزب ” الآلاف من قواته نحو حمص، وخطاب الشيخ “نعيم قاسم” كان حاسمًا: “سندعم سوريا (الأسد) في هذه المرحلة”.
في غضون ذلك، تمت السيطرة على مدينة حماة، بينما استمر انسحاب الجيش السوري بهدوء. العالم كله كان في حالة ذهول مما يجري، والأحداث كانت تتوالى كسرعة البرق. الزحف استمر من مدينة إلى أخرى حتى الوصول إلى حمص، والعالم يتابع المؤتمر الصحفي المشترك لوزراء خارجية سوريا، العراق، وإيران. ملامح وجوههم كانت تحمل إجابات غير مباشرة عن كل التساؤلات.
سقطت المدن الجنوبية: درعا، السويداء، والقنيطرة، وتمت السيطرة عليها تزامنًا مع انعقاد مؤتمر الدوحة. في تلك الليلة، عند الساعة الثامنة، صدر أمر للقوات في حمص بالانسحاب. واستلم الجيش ، عند الساعة التاسعة، جاء امر آخر بالإنسحاب وتمت السيطرة على المدينة بحلول الساعة العاشرة. وفي منتصف الليل، سقطت حمص، وتلقائيًا سقطت دمشق.
“وسقط الأسد” في 8/12/2024.
باختصار، أبلغ بوتين الأسد بوضوح: “إما الاستسلام أو الاغتيال”.
الجدير بالذكر أن النظام تعاون مع روسيا وإيران للقضاء على المعارضة، بينما تعاونت المعارضة مع تركيا وأمريكا للقضاء على النظام. ما حدث كان المشهد المضحك المبكي: صفقات عُقدت على حساب سوريا ، والاستفادة من الحرب كانت الهدف الرئيسي.
الصفقة الأولى عُقدت بين ترامب وبوتين: انسحاب روسيا (بوتين) من سوريا مقابل أوكرانيا. تركيا (أردوغان) كانت رأس الحربة في هذا المشروع الذي يهدف إلى تدمير المنطقة بأكملها. إسقاط سوريا يعني إسقاط العراق، إيران، وصنعاء، والمستفيد الأكبر (اسرائيل).
الصهيونية تسعى لتدمير الوطن العربي وإشعال حرب طائفية في المنطقة بأسرها. فالمعركة ليست بين صهيوني وعربي، بل ستكون بين كل الطوائف. والأكثر سخرية أن من كان يدعم النظام بالأمس أصبح يتغزل بالمعارضة اليوم.
ما يزيد المأساة غرابة، أن الولايات المتحدة، التي رصدت عشرة ملايين دولار مكافأة للقبض على الجولاني (أحمد الشرع) بتهمة الإرهاب، تجري معه مقابلة على أهم قناة تلفزيونية أمريكية (CNN).
وفي الوقت الذي كان بعض الشعب السوري منشغلًا وأثناء خطبته الشهيرة من مسجد الأموي في دمشق، والتي ألقاها أحمد الشرع و وعده بالتزامه بمواصلة الدفاع عن الشعب السوري ضد ما وصفه بـالظلم ، وبمواصلة النضال السياسي لتحقيق الحرية والكرامة للشعب السوري. كما تحدث عن ضرورة وحدة الشعب .والبعض الاخر كان يحتفل في سبات ، قامت إسرائيل بتوسيع وجودها العسكري داخل الأراضي السورية، لا سيما في منطقة الجولان المحتلة. و دخلت عمق الأراضي السورية عدة كيلومترات في بعض المناطق ، بينما تسعى لتوسيع “المنطقة العازلة” بهدف تقليص نفوذ إيران وحزب الله في المنطقة. هذه التحركات تزامنت مع الهجمات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مخازن الأسلحة مطارات ومراكز بحوث ودوائر حكومية في مناطق مختلفة من سوريا، بالإضافة إلى توغل القوات الإسرائيلية التي دخلت الأراضي السورية، بما في ذلك مناطق بالقرب من دمشق.