
رؤى (7) جرعات طبيعية للتعافي من الضغوطات النفسية ، بقلم : د. غسان عبدالله
رؤى (7) جرعات طبيعية للتعافي من الضغوطات النفسية ، بقلم : د. غسان عبدالله
يميل الغالبية من المختصين في علاج الاضرابات السلوكية ، الى الطلب من المراجعين استعمال أدوية من أجل التعافي أو على الأقل خفض منسوب حالة الاضطراب النفسي التي يعانون منها . مما لا شك فيه، أن غالية هذه الأدوية هي مصنّعة وتحوي مواد كيماوية، وبالتالي حتما سيكون لها مضاعفات على من يتناولها، أسرعها التسبب في حالة من الادمان .
في الوقت ذاته، هناك من يعمد من المختصين الى عدم اللجوء لتلك العقاقير والاكتفاء بنصح المراجعين باستعمال فقط مواد وأمور طبيعية قد تفي بالغرض المطلوب، من بين هذه المواد الطبيعية أقترح هنا :
دوام التشبث بتقوى الله ومخافته والعمل بموجب هديّه ، فتراه يقدم على عمل المزيد من أعمال الخير والصالحات، وينفق مما أعطاه الله دون منة و رياء أو انتظار المقابل من الناس. مثل هذا السلوك يقود الى حالة من الرضا عن الذات وراحة البال والطمأنينة النفسيّة ، وفق ما ورد في الأديان السماوية قاطبة، كما جاء في القراّن الكريم ” ان المتقين في مكان أمين” الاّية 51 سورة الدخان، ” … والذين اّمنوا وعملوا الصالحاتواّمنوا وعملوا الصالحات واّمنوا بما أنزل على محمد وهو الحقمن ربهم كفّر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم” الاّية 2 سورة محمد.
يسعى الانسان التقي دوما في عمله لنيل الاّخرة دون التركيز على الحياة الدنيا كونها متاع الغرور ” فأما من طغى واّر الحياة الدنيا، فان الجحيم هي المأوى، وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى،فان الجنة هي المأوى” الاية 40 +41 ،سورة النازعات.
ضرورة دوام التدبر و التركيز في الظواهر الطبيعية المحيطة بالشخص، والابتعاد عن الاغراق في النوم طويلا والمبالغة في الحذر والخوف، الذي هو عقبة رئيسة في مسارك نحو المستقبل، كي نتجنب الكسل والمماطلة لاحقا،
دوام الاكثار من البسملة لدى النيّة للقيام بعمل/سلوك ما، اذ أسهل شيء هو ارتكاب الغلط، وأصعب شيء هو دفع ثمن غلطك هذا، كالقيام بتشويه الاّخرين و تحميلهم مسؤولية خطأك “ومن يكسب خطيئة أو اثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا واثما مبينا” الاّية 112- سورة النساء ، مث هذا السلوك من شأنه دوام تأنيب الضمير ( اذا كان ضميرا متصلا حياّ). نرى البعض من يتفاخر بالجهر بالسوء ، وهذا عامل نشط في تأجيج الضغوطات النفسيّة وبالتالي احداث اضطرابات سلوكية عند الشخص المضطرب، وليكن لدينا التزام وثيق بقول العلي القدير في الاّيتين الكريمتين -148 و149 من سورة النساء” لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم وكان الله سميعا عليما، ان تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فان الله كان عفوا قديرا” وقوله تعالى ” ان الذين كفروا وظلما لم يكن الله ليغفر لهم ولا يهديهم طريقا” الاية 168 من سورة النساء ، لنتأمل يسر الطلب وعظمة الثواب ! وهذا يذكرنا بضورة الحرص الشديد على الاتعاظ بسلوك السمكة، فالسمكة التي تفتح فاهها، يسهل اصطيادها، وكذلك الانسان الذي يجب عليه الحرص من دوام التكلم والثرثرة، حتى لا ينبس بكلامات/ أقوال، أو الخوض في أعراض الناس وتتبع عوراتهم، كل هذ يسهم في المزيد من المشاكل والمتاعب مع الاّخرين .
القناعة بأن لكل مشكلة حل وأحيانا أكثر من حل وبالتالي لا داعي الى الافراط في القلق الذي هو بمثابة الكرسي الهزاز، اذ يشعرك بالحركة لكنك لا تتحرك قيّد أنملة، لمثل هذه القناعة دور كبير في مواجهة الاضطرابات السلوكية.في هذا الجانب، يتوجب تعزيز القناعة الذاتية للشخص وتذويتها داخليا، بأن رضا الله، والرضا عن الذات في كل ما يفعل ( أكل لباس ) هي الأساس مع الحرص على عدم التسبب بأي أذى للاّخرين ، كون رضى الناس غاية لن تدرك، عندها لن تخشى في الحق لومة لائم، مدركا أن للبحر مدا وجزرا ومثلما هناك خبز وهواء، يبقى هناك الأمل دوما بتغير الأحوال من فقرو نقص الى رغد واكتفاء ،وللزمن صيف وشتاء، أما الحرية والكرامة فلا يمكن التحول والتخلي عنها أو تغييرها وأن ما يجعلك تشعر بالسعادة هو كونك مفيدا للاّخرين ولست حجر عثرة في حياتهم ومستقبلهم، وليكن جزءا من قناعاتك أن افضل عمل يرضاه الخالق منك هو العفو ومسامحة المخطئ معك دون التنازل عن مبادئك الأساسية وعقيدتك وايمانك القوي الذي هو أسلم وأنجع طريق لانجاز أهدافك .
ثبت أن المشي حافيا على الرمل والتراب، يحرّر الشخص من الطاقة السلبية عبر تفريغ الشحنات الكهربائية الزائدة، كما هو السير بمحاذاة البحر ، أيضا ان قضاء وقت طويل تحت الشمس في وقت الذروة، من شأنه زيادة فعالية الحامض النووي عند الشخص الأمر الذي يؤدي الى المزيد من الهيجان والانفعالات المبالغ بها.
مما يساعد المرء على خفض أثر منسوب أثر الضغوطات النفسيّة وبالتالي الحد من حدوث اضطرابات سلوكية، قيامه بممارسة الرياضة ( بكافة أشكالها روحية كانت أم جسدية- جري، ركض…….الخ)، وممارسة تمرين الشهيق والزفير لعدة مرات يوميا، مما يعمل على خفض مستويات الغضب والعصبية عند الفرد .
تجنب سوء الظن بالاّخرين أو السخرية واللمز واستغابة الاّخرين( أكل لحم أخيه حيأ) والذي نهانا سبحانه وتعالى عن هذه الأفعال المشينة، ولنبتعد عن الافراط في التفكير السلبي وترديد أقوال لها انعكاسات نفسية سلبية مثل : الأخ فخ والأارب عقارب ….. .
الحرص على تناول الوجبات الغذائية الصحية من فواكه وخضار، مع الابتعاد قدر الامكان عن تناول المشروبات الغازية .
اذا ما قمنا بانتهاج وتذويت ما تم ئكره أعلاه، نكون قد تناولنا مصلا/ أمصالا لا يزول أثرها كبقية الأمصال المصنّعة الأخرى، لا سيما في زمن القبول بتحول مبدأ الحرام الى مصطلح عيب ومن ثم شطارة وحرية شخصيّة كما هو الحال في أيامنا هذه.
إقرأ أيضاً : رؤى (6) صراع الأجيال احدى مسببّات اضطراد الضغوطات النفسيّة والاضطرابات السلوكية ، بقلم : د. غسان عبد الله
إقرأ أيضاً : رؤى (5) الحاجة الى توطيد العلاقات الاجتماعية ، بقلم : د. غسان عبد الله
إقرأ أيضاً : رؤى (4) ، اّليات للانتقال من حالة الهشاشة الى حالة المناعة النفسيّة بقلم : د . غسان عبدالله
إقرأ أيضاً : رؤى (3) ألثالوث المحرّم عند التعامل مع طفلك بقلم : د. غسان عبدالله
إقرأ أيضاً : رؤى (2) ، العنف ليس قدرا ، بقلم : د. غسان عبد الله
إقرأ أيضاً : رؤى (1) لمواجهة اّثار العنف المحلي ، بقلم : د. غسان عبدالله
إقرأ المزيد حول الدكتور غسان عبد الله – القدس