اشتباك الرؤيا ،، خطط الولايات المتحدة واسرائيل ، بقلم : فادي البرغوثي
دائما تحاول الولايات المتحدة ان تدخل حينما يصبح مأزق حقيقي يواجهها ، ان تدخل إلى الشعوب من باب آخر يوفر عليها الضغط الشعبي الذي نشأ نتيجة سياستها وتحيزها لإسرائيل، إلى مناطق أخرى تظهر فيها بمنطق إنساني وديمقراطي كأنها مع حق تقرير الشعوب .
اذكر حينما قام الاحتلال الاسرائيلي عام 2002 باجتياج الضفة الغربية، كانت وزيرة الخارجية الأمريكية تزور المنطقة خرجت الشعوب العربية في مظاهرات عارمة في كل دولة تزورها مستنكرة الدعم الأمريكي لإسرائيل سواء بالأسلحة والمواقف ، في تلك الاثناء اعربت وزيرة الخارجية عن الفوضى الخلاقة .
لقد اتضحت بعد ذلك ما هي الفوضى الخلاقة التي تم فيها استغلال الشعوب العربية وتعطشها للحرية والديمقراطية، لاستبدال من على راس السلطة، لأشخاص لا يقلوا سوءا عن الأشخاص الذين سبقوهم كما تكون ورقة تبيض للولايات المتحدة الأمريكية لسياساتها وكأنها تريد الديمقراطية لشعوب المنطقة مع انها السبب الحقيقي كونها هي من تقف وراء تلك الانظمة الدكتاتورية.
وبعيدا عن الذي احدث الفوضى الخلاقة التي دعت إليها كوندريزا رايتس، فإن الجميع يعرف تلك النتائج وما الذي حدث فيها ، لكن باختصار تم استخدام الشعوب ، لكي تظهر الولايات المتحدة بمظهر ديمقراطي دون تغير حقيقي بل تغيير اسوء من الذي قبله.
وما اشبه اليوم بالبارحة ، فإن الولايات المتحدة الأمريكية واذرعها تحاول أن تحرف الانظار عن ما يجري في غزة ولبنان لخلق وضع جديد في سوريا يخفف الضغط القائم عليها وعلى الاحتلال الاسرائيلي على وجه التحديد ليتجه العالم إلى سوريا.
في هذا الإطار فإننا نقول بقدر حاجة الناس إلى الديمقراطية ، وهو امر محسوم فإن استغلال حاجة الناس لها من أجل حرف الانظار عما يرتكبه الاحتلال الاسرائيلي من جرائم ، والنظر على ان أمريكيا تقف في صف الشعوب دون الحديث عن الدعم الذي تقوم فيه للاحتلال ، يجعلنا نشك في تحرك المعارضة بالذات ، ويجعلنا على يقين بانها معارضة مشبوهة وغير وطنية تسير وفق المخطط الأمريكي والاسرائيلي للمنطقة هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فإن هذا الوضع يجعل الاسرائيلي يستغل الوضع القائم في سوريا للبقاء في المناطق التي احتلها في جنوب لبنان أو حتى يتوسع ويشن عدوانا جديد .
طبعا هذا سوف ينشأ ليس بسبب الضربات التي لحقت في حزب الله من قبل اسرائيل، إنما بسبب قطع الإمدادات التي يحصل عليه حزب الله من سوريا ، ذلك انها حلقة الوصل بين جميع الأطراف التي تحارب اسرائيل لتزيد من انهاك الحزب وتضعف من قدرته على التصدي للاحتلال .
وما قاله وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في ان هجوم المعارضة السورية يمثل ضربة لحزب الله وايران والحديث عن إطلاق مسارا سياسيا في سوريا وهجومه على الأسد إنما دليل على أن المستفيد هي أمريكا واسرائيل .