ما هو مستقبل العلاقات الصينية الأمريكية خلال إدارة ترامب المقبلة؟ بقلم : تشو شيوان
خلال الأيام الماضية، كثير من أصدقائي العرب يسألون حول تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على السلع القادمة من الصين في أول يوم له عند عودته إلى البيت الأبيض، الأمر الذي يجذب أنظار وسائل الإعلام العالمية مرة أخرى، خصوصًا وأن هناك تكهنات كثيرة حول مستقبل العلاقات الصينية الأمريكية بعد أن يتسلم دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية في 20 يناير المقبل.
من المعروف أن العلاقات الثنائية بين الصين والولايات المتحدة قد شهدت تقلبات وتوترات خلال السنوات الماضية وخاصة بعد الحرب التجارية بين البلدين عام 2018، ولكن بفضل القيادة المشتركة والجهود المشتركة، تم تحقيق التواصل والتبادل بين البلدين في عدة المجالات مع استعادة وإنشاء أكثر من 20 آلية اتصال، فقد حققت العلاقات الصينية الأمريكية تطورًا مستقرًا بشكل عام ما أجده إيجابيًا على كافة الأصعدة ولكلا الجانبين، خصوصًا ونحن نتحدث عن أكبر اقتصاديين بالعالم، فما يحدث في شكل العلاقات الصينية الأمريكية له تبعات اقتصادية وسياسية على كافة دول العالم، وهذا الكلام يجب أن نتذكره ونفهمه جيدًا.
في الحقيقة إن الموقف الصيني تجاه تطوير العلاقات مع الولايات المتحدة مستمر ومستقر، ألا وهو على أساس الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والفوز المربح للجانبين، كما أظهرت الصين أكبر نية في تطبيع العلاقات الثنائية، ولكن في الوقت نفسه، قدمت الصين أربعة خطوط حمراء في التعامل مع الجانب الأمريكي، ألا وهي مسألة تايوان؛ الديمقراطية وحقوق الإنسان؛ والأنظمة الاجتماعية والسياسية؛ والحق في التنمية، وطبعا نعرف أن مسألة تايوان من أهم العناصر بينها.
الصين هي الدولة الوحيدة ضمن الأعضاء الدائمة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي لم تحقق التوحيد الوطني، ولهذا من حق الصين أن تسعى إلى التوحيد بشكل كامل، وتعمل الصين دائمًا على الحل السلمي لمسألة تايوان على أساس مبدأ “صين واحدة ونظامان”، ولكن إذا سعت القوى الانفصالية والخارجية إلى الانفصال؛ فالصين ستحافظ على السيادة الوطنية وسلامة الأراضي بكل تأكيد، ولديها قوة وثقة تامة لذلك ونحن نتحدث عن مسألة تايوان لأنها جزء مهم تحاول الإدارة الأمريكية استغلاله للحد من التنمية الصينية، إضافة إلى فرض الرسوم الجمركية وفرض القيود العلمية والتكنولوجية على الصين، وبالمقابل تستعد الصين دائما لمواجهة جميع السيناريوهات.
الصين دائمًا تعتبر الولايات المتحدة شريكا اقتصاديا وتجاريا مهما، وتسعى إلى إقامة علاقات صينية أمريكية مستقرة وصحية ومستدامة. والآن الكرة في يد الجانب الأمريكي، إذ أن مجالات التعاون أكبر من الخلافات بين الجانبين، وتحسين العلاقات الصينية لا يساهم في شعبي البلدين فحسب، بل يساهم في جميع دول العالم أيضا. لذا ماذا ستفعل إدارة ترامب خلال السنوات الأربع القادمة؟ المجتمع الدولي كله سيتابع، ونحن نأمل أن نشهد مستقبلا مشرقا بين الصين والولايات المتحدة بكل صدق.