تحت وطأة القصف.. الاحتلال يُهجّر آلاف الفلسطينيين من بيت لاهيا

شفا – أجبر جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الأربعاء، آلاف الفلسطينيين على إخلاء مراكز الإيواء الأخيرة في بيت لاهيا، وسط استمرار القصف وإطلاق نار وعمليات نسف طالت أنحاء متفرقة من شمال قطاع غزة.

وأفادت مصادر محلية، أنّ طائرة مسيرة تابعة للاحتلال كانت تنادي عبر مكبرات الصوت على النازحين داخل مدارس الإيواء في بيت لاهيا، تأمرهم بالخروج من المدارس.

وأشارت المصادر إلى أنّه جرى توجيه النساء والأطفال نحو مدينة غزة واحتجاز الرجال، دون معرفة مصيرهم.

وأضافت أنّ الطائرات المسيّرة تستهدف منازل المواطنين في بيت لاهيا وأي تحركات للمواطنين في شوارع بيت لاهيا، موضحةً أنّ عشرات الجثث ملقاه في الشوارع، دون وجود أي خدمات إسعاف ودفاع مدني بفعل الاستهداف الإسرائيلي.
ومنذ مساء أمس كثفت آليات جيش الاحتلال من إطلاق نيرانها والقذائف المدفعية في محيط مدارس بيت لاهيا التي تؤوي نازحين، وشرق مخيم جباليا.

وفي إفادات لشهود عيان، ذكروا أنّ النازحين داخل المدارس عاشوا ليلة صعبة وقاسية للغاية بسبب القصف وإطلاق النار المتواصل من الآليات الإسرائيلية وتساقط الشظايا عليهم.

ومنذ أكثر من شهرين يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ممارسة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بشكلٍ مكثف ضد الفلسطينيين في محافظة شمال قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد وفقدان أكثر من 3700 فلسطيني فضلا عن إصابة حوالي 10 آلاف آخرين واعتقال 1750، بحسب بيان صدر عن المكتب الإعلامي الحكومي الاثنين.

وفي السياق أكد المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة الرائد محمود بصل، أنّ العدوان العسكري على شمال غزة هو الأكثر دموية منذ بداية حرب الإبادة الجماعية، مشيرًا إلى أنّ الاحتلال يتبع سياسات قصف عشوائية تستهدف منازل مكتظة بمئات المدنيين دون أي تحذيرات مسبقة.

ووصف ما يجري بأنه “تطهير عرقي ممنهج”، لافتًا إلى أنّ العدوان أدى أيضًا لـ “تدمير واسع للبنية التحتية، شمل المنازل والمدارس والمرافق الأساسية، مما أجبر أكثر من 130 ألف مواطن على النزوح القسري.

وشدد بصل أن “هناك كارثة إنسانية تتفاقم مع مرور الوقت، إذ لا تزال جثامين أكثر من 70% من الشهداء تحت الأنقاض في المناطق المستهدفة شمال القطاع، بسبب منع الاحتلال طواقم الدفاع المدني من أداء مهامها الإنسانية منذ أكثر من 40 يوما”.