1:03 مساءً / 26 ديسمبر، 2024

الأونروا : الاحتلال يسمح بسرقة المساعدات و”كرم أبو سالم” غير آمن

الأونروا : الاحتلال يسمح بسرقة المساعدات و"كرم أبو سالم" غير آمن

شفا – قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، فيليب لازاريني، إن الاحتلال الإسرائيلي يسمح للعصابات وقطاع الطرق بسرقة المساعدات التي تدخل من المعابر التي يسيطر عليها على حدود غزة على بعد مئات الأمتار منه دون التدخل.

وأعلن “لازاريني”، في تصريح له نشره على منصة “إكس”، اليوم الاثنين، اطلعت “وكالة شفا للأنباء” عليه، أن وكالة “الأونروا” علّقت الأحد 01 ديسمبر/كانون الأول إدخال المساعدات الإنسانية من معبر كرم أبو سالم بسبب عدم أمان قوافل المساعدات والعاملين عليها.

وبين مفوض “الأونروا”، أن معبر كرم أبو سالم غير آمن بالمطلق، مشيرا إلى أن عصابات مسلحة سرقت في 16 نوفمبر/تشرين الثاني قافلة كبيرة من شاحنات المساعدات.

وأضاف “بالأمس حاولنا إدخال عدد قليل من شاحنات الأغذية عبر الطريق نفسه وتم الاستيلاء عليها جميعها”.

وأكد “لازاريني” أن العملية الإنسانية باتت “مستحيلة” بسبب “الحصار الإسرائيلي المستمر والعوائق التي تضعها سلطات الاحتلال والقرارات السياسية التي تقيّد كمية المساعدات، ونقص الأمان، واستهداف الشرطة المحلية الذين يقومون بتأمين المساعدات”.

وحمل مفوض “الأونروا”، “إسرائيل كامل المسؤولية عن تأمين وحماية عمال المساعدات والإمدادات، مؤكدا أنه “يجب عليها ضمان تدفق المساعدات إلى غزة بأمان والامتناع عن شن هجمات على عمال الإغاثة”.

وتأتي تصريحات لازاريني غداة مقتل ثلاثة من المتعاونين مع منظمة “وورلد سنترال كيتشن” الخيرية الأميركية، قبل عدة أيام، باستهداف سيارة كانوا يستقلونها أثناء تأديتهم واجبهم الإنساني.

وبذلك، ومنذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قبل نحو عام، قتل الاحتلال الإسرائيلي 333 عامل إغاثة على الأقل، وفقا لبيانات صدرت عن الأمم المتحدة في 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وبحسب الأونروا، لم تتمكّن سوى 65 شاحنة مساعدات يوميا من دخول قطاع غزة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، في مقابل ما معدله 500 شاحنة قبل الحرب.

بدوره، قال الناطق باسم وكالة “الأونروا” في غزة، عدنان أبو حسنة، في تصريحات إعلامية، اليوم الاثنين، اطلعت “وكالة شفا للأنباء” عليها، إن قرار تعليق استلام المساعدات من معبر كرم أبو سالم جاء نتيجة “خطورة الوضع”، وعدم وجود حماية للشاحنات بعد دخولها، حيث يتم سرقتها بالكامل، مما يجعل الجهود المبذولة بلا جدوى.

وبين أن “الأونروا” لم توقف جميع خدماتها، لقد أوقفت الأونروا مؤقتًا استلام شاحنات المساعدات الغذائية، لكن الخدمات الصحية ما زالت مستمرة. لكن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى انهيار كامل للمنظومة الإنسانية في غزة خلال أيام قليلة.

وشدد الناطق باسم وكالة “الأونروا”، على أن ما يحدث في قطاع غزة بالنسبة لإدخال المساعدات “غير مقبول على الإطلاق”، وأنه “لا يمكن الاستمرار به”، مشيرًا إلى الجهود المضنية التي تبذلها منظمات الأمم المتحدة لإدخال الشاحنات، ولكن يتم سرقتها بعد دخولها.

وأشار “أبو حسنة”، إلى أن “إسرائيل” تمتلك القدرة الكاملة على حماية القوافل خصوصًا وأن المناطق التي تحدث فيها السرقات قريبة جدًا من معبر كرم أبو سالم وتحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية.

وبين الناطق باسم وكالة “الأونروا” أن الوضع الإنساني في غزة خطير للغاية، حيث بدأت المجاعة بالفعل في مناطق شمال وجنوب القطاع.

وأضاف “السكان يعتمدون بشكل رئيسي على الطحين الذي أصبح غير متوفر، وأن المواد الغذائية الأخرى، حتى المتوفرة منها، أصبحت باهظة الثمن وغير ميسورة للسكان الذين لا يملكون أي سيولة نقدية”.

بدوره، قال رئيس منظمة “أطباء العالم” جان فرنسوا كورتي إنّ التوقّف الموقت لعمليات تسليم المساعدات من جانب الأونروا يعدّ “أمرا سيئا جدا” و”مأسويا في سياق كان كذلك بالفعل”، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنّ “مؤشرات الوفيات هائلة وصادمة”، خصوصا بسبب نقص الغذاء والأدوية وإمكان الحصول على المياه.

أما كلير نيكولي رئيسة بعثة “أطباء بلا حدود” فوصفت ما يحصل في القطاع بال “كارثي”.

وأضافت أن عمليات التسليم “التجارية توقفت، ولم تعد هناك مخابز، والوكالة الأممية هي العمود الفقري للمساعدة في تسليم المواد الغذائية والتجهيزات” وجزء من اللوازم الطبية.

ويعدم الاحتلال في شمال قطاع غزة، أي مظاهر للحياة في المنطقة، إذ دمر أحياء سكنية كاملة، تحت قصف دموي مكثف وحصار مطبق يمنع دخول الغذاء والماء والأدوية.

كما جرى إخراج المنظومتين الصحية والإغاثية عن الخدمة تماما، وتعطيل آبار المياه والمرافق الحياتية كاملة، ضمن سلسلة جرائم متواصلة، وبعد اجتياحين في ديسمبر/ كانون الأول 2023 ومايو/ أيار 2024، فإن هذه هي المرة الثالثة التي يجتاح فيها جيش الاحتلال جباليا منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة قبل أكثر من عام.

وبدعم أمريكي مطلق يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على قطاع غزة أسفرت عن أكثر من 140 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل مجازرها بغزة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

شاهد أيضاً

دراسة في رواية “محطة المنصورة” للكاتب محمد محمد السنباطي ، قلق الحياة وجموح الاغتراب ، بقلم: جوان سلو

دراسة في رواية “محطة المنصورة” للكاتب محمد محمد السنباطي ، قلق الحياة وجموح الاغتراب ، …