الشباب الصينيون والعرب يعملون على فتح عهد جديد للعلاقات الصينية العربية ، بقلم : تشو شيوان
انعقدت الدورة الثالثة للمنتدى الصيني-العربي للسياسيين الشباب خلال هذه الأيام في مدينة تشوهاي بمقاطعة قوانغدونغ بجنوبي الصين، تحت عنوان “مساهمة القوة الشبابية في بناء مجتمع المستقبل المشترك للصين والدول العربية في العصر الجديد، “والتي يشارك فيها حوالي 200 ممثل من الأحزاب والحكومات ومراكز الأبحاث ووسائل الإعلام والجامعات والشركات من 21 دولة عربية إلى جانب الممثلين الصينيين من الأوساط المختلفة.
يصادف هذا العام الذكرى العشرين لتأسيس منتدى التعاون الصيني العربي، وأقامت 20 دولة عربية شراكات إستراتيجية شاملة أو شراكات إستراتيجية مع الصين، وتم انضمام 22 دولة عربية إلى البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق بشكل كامل، الأمر الذي يثبت أن العلاقات بين الصين والدول العربية قد دخلت مرحلة جديدة مع تحقيق مزيد من النتائج والثمار المثمرة.
إن إيجاد أرضية مشتركة ونقاط الالتقاء بين الدول في جميع أنحاء العالم هو شرط أساسي مهم لبناء المستقبل، وخاصة لتعزيز التكامل والتعلم المتبادل بين الحضارات المختلفة. والهدف الأساسي من البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق هو تحقيق التنمية المستدامة لجميع دول العالم وتعزيز عملية التحديث في كل دولة من خلال التعاون. على مدى السنوات العشر الماضية، يساهم البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق في بناء البنية التحتية وتطويرها في البلدان المعنية، وأعتقد أن ذلك سيعزز تنمية جميع البلدان في المستقبل.
إن الصين والدول العربية شريكان طبيعيان في البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق ويتوافق البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق بشكل كبير مع إستراتيجيات التنمية في العديد من الدول العربية، مما يضع أساسًا متينًا لتعميق التعاون الاقتصادي والتجاري، وتعزيز التبادلات الثقافية والشعبية بين الصين والدول العربية، كما أنه يعزز التعميق المستمر للتعاون الابتكاري بين الصين والدول العربية، ويقدم للعالم مثالاً عمليًا لنموذج تعاون جديد للشمولية والتعلم المتبادل، والمساواة والمنفعة المتبادلة، ويشكل نموذجا للتعاون بين بلدان الجنوب.
وبعد اندلاع جولة جديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، اجتذب الوضع الإنساني في قطاع غزة اهتماما عالميا كبيرا. وتدعو الصين إلى التنفيذ الكامل والفعال لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذات الصلة، ووقف إطلاق النار والحرب في وقت مبكر، وتخفيف الوضع الإقليمي، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. وقد يجذب الموقف الصيني تجاه الأزمة في قطاع غزة إشادة واسعة من قبل العالم العربي. ومن المعروف أن السلام والاستقرار شرطان أساسيان للتنمية. ورسم المنتدى الذي عقد في هذا الوقت صورة لعالم آمن ومستقر ومزدهر ومسالم وعادل للشعوب. وتؤكد مبادرة الحضارة العالمية التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ على تعزيز التبادلات الشعبية والثقافية والتعلم المتبادل بين الحضارات، وهو ما له أهمية خاصة للشعبين الفلسطيني واللبناني اللذين يعانيان من التوترات.
إن الشباب هم دافعو الإصلاح والتنمية الوطنية، وهم آمال المستقبل للعلاقات الصينية العربية، وفي هذا الصدد، يتعين على الشباب الصينيين والعرب تعزيز التبادلات والتعلم المتبادل من أجل فتح آفاق أوسع للعلاقات العربية-الصينية بشكل مشترك.