اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.. نداء عاجل لإنهاء معاناة بقلم : وانغ مو يي
تحتفل دول العالم باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في 29 نوفمبر من كل عام، والاحتفال هذا العام يأتي وسط “معاناة ومأساة غير مسبوقة”، تمتد الآن إلى ما يزيد عن 400 يوم، وقطاع غزة أصبح خرابا، والأزمة الإنسانية أصبحت خطيرة بشكل متزايد..
أقيمت أنشطة تضامنية ومظاهرات في بلدان عديدة لإحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن المنظمة الدولية ستواصل التضامن مع الفلسطينيين ودعم حقوقهم الثابتة في العيش بسلام وأمن وكرامة. كما قدم الرئيس الصيني شي جين بينغ تهانيه لاجتماع أممي عقد يوم 26 احتفالا باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وقال شي إن قضية فلسطين هي جوهر قضية الشرق الأوسط وتتعلق بالعدالة والإنصاف الدوليين.
تظل الصين داعما قويا للقضية العادلة للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه الوطنية المشروعة.. على مدى 13 عامًا متتالية، أرسل الرئيس شي جين بينغ رسائل تهنئة إلى الاجتماع التذكاري الخاص للاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، معبرا عن موقف الصين ودعمها للقضية الفلسطينية.
وأطلقت الصين الصوت العادل في اللحظة الأولى لاندلاع الصراع، وعبرت عن تعاطفها إزاء الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، وأدت دوراً إيجابياً عبر القنوات الثنائية ومتعددة الأطراف، وبذلت جهود الوساطة، ودفعت بتهدئة الأوضاع ووقف إطلاق النار، وتحملت مسؤوليتها المطلوبة بحزم كدولة كبيرة ومسؤولة.
كما لعبت الصين دورا مهما في تعزيز المصالحة الفلسطينية، تلبية لدعوة من الجانب الصيني، أجرى ممثلون رفيعو المستوى عن 14 فصيلا فلسطينيا حوارا للمصالحة في بكين في الفترة من 21 حتى 23 يوليو هذا العام، حيث وقعت الفصائل الفلسطينية على “إعلان بكين” الذي تعهدوا فيه بإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة، الأمر الذي يعد لحظة تاريخية مهمة في مسيرة تحرير فلسطين. وأشار وانغ يي عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وزير الخارجية إلى أنه لا يعلو الصوت العادل إلا بصوت واحد من الفصائل الفلسطينية، ولن تنجح قضية التحرر الوطني إلا بالمضي قدما إلى الأمام كتفا بكتف.
إضافة إلى ذلك، قدمت الصين دفعات متعددة من المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة منذ بداية الصراع. بعد أيام من بدء الصراع في أكتوبر عام 2023، بدأ الصين بإرسال أولى مساعداتها الإنسانية إلى قطاع غزة، وفي مايو الماضي، أعلن الرئيس الصيني شي جينبينغ عن تقديم مساعدة إضافية بقيمة 500 مليون يوان صيني، إضافة إلى المساعدات الإنسانية العاجلة التي تم الإعلان عنها سابقًا بقيمة 100 مليون يوان، بهدف دعم تخفيف الأزمة الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، كما أعلن عن تبرع الصين بمبلغ 3 ملايين دولار أمريكي لوكالة الأونروا لدعمها في تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة في قطاع غزة.
وظلت الصين تشارك بنشاط في الوساطة الدبلوماسية على المستوى الدولي، وتعزز الحوار والتعاون بين جميع الأطراف، وتدعو إلى التسوية السلمية للنزاعات، وتقترح مبادرة من ثلاث خطوات للمساعدة في الخروج من الصراع والمأزق.
الخطوة الأولى: الدفع بتحقيق الوقف الشامل والدائم والمستدام لإطلاق النار في قطاع غزة في أسرع وقت ممكن، وضمان إيصال المساعدات والإغاثة الإنسانية. يجب على المجتمع الدولي حشد المزيد من الجهود لوقف إطلاق النار ومنع القتال.
الخطوة الثانية: الدفع سويًا بالحوكمة ما بعد الصراع في قطاع غزة التزامًا بمبدأ “حكم فلسطين من قبل الفلسطينيين”. إن قطاع غزة جزء مهم لا يتجزأ من فلسطين، ويكون الموضوع الأكثر إلحاحًا في المرحلة القادمة هو بدء عملية إعادة الإعمار ما بعد الصراع في أسرع وقت ممكن. يجب على المجتمع الدولي دعم الفصائل الفلسطينية لتشكيل حكومة توافق وطني مؤقتة تمارس الإدارة الفعالة في قطاع غزة والضفة الغربية.
الخطوة الثالثة: الدفع بنيل فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وبدء تنفيذ “حل الدولتين”. يجب دعم عقد مؤتمر دولي للسلام بمشاركة أوسع ومصداقية أكبر وفاعلية أكثر، ووضع جدول زمني وخارطة طريق في هذا الصدد.
تعدّ القضية الفلسطينية لباً لقضية الشرق الأوسط. لا يمكن تحقيق السلام والاستقرار الدائمين في الشرق الأوسط من دون حل عادل للقضية الفلسطينية.
وستواصل الصين الوقوف بحزم إلى جانب الإنصاف والعدالة الدوليين، وستواصل العمل مع الأطراف المعنية لبذل جهود دؤوبة لتهدئة القتال وتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة، وإنهاء هذه المأساة ومعاناة في أسرع وقت ممكن.
بقلم وانغ مو يي
صحفية صينية