شفا -هاجمت مجموعة من المستوطنين الاسرائييلين بعد ظهر اليوم، عددا من أعضاء مجلس الشيوخ التشيلي ومحافظ الخليل كامل حميد بالقرب من الحرم الابراهيمي الشريف، خلال جولة لهم في البلدة القديمة من مدينة الخليل.
وقام المستوطنون بنعت الوفد بالفاظ نابية وطالبوهم بالخروج من المنطقة باعتبار انها “منطقة يهودية ولا يسمح لهم بالتواجد فيها” على حد زعمهم.
وردد أعضاء مجلس الشيوخ التشيلي بالقول أن هذه الأرض هي فلسطينية ولا يحق للمستوطنين التواجد فيها. وتدخلت قوات الشرطة الاسرائيلية لإبعاد المستوطنين، فيما غادر أعضاء الوفد برفقة محافظ الخليل في جولة بالمنطقة.
وقال رئيس الوفد “أندريه سالديفار” : ما حدث اليوم بالخليل هو أسوأ مما كنا نتوقع، ونحن نشعر بمدى حاجة الفلسطينيين للحرية وندعم ان يحصلوا على عضوية كاملة في هيئة الأمم المتحدة، كما حصلنا عليها نحن في التشيلي”.
ويقوم وفد من مجلس الشيوخ التشيلي من مختلف الأحزاب السياسية التشيلية يرافقهم خورخي اوسا سفير تشيلي في فلسطين والسفير منجد صالح مساعد وزير الخارجية الفلسطينية لشؤون الأمريكيتين والسيدة مي كيله سفيرة فلسطين لدى تشيلي، يقوم بزيارة الى مدينة الخليل للاطلاع على أوضاعها السياسية في ظل التقسيمات التي تعاني منها ووجود البؤر الاستيطانية في قلب المدينة.
واستهل الوفد زيارته لمحافظ الخليل، كامل حميد، والذي أكد على متانة الصداقة بين الشعبيين الفلسطيني والتشيلي، مثمنا مواقف تشيلي حكومة وشعبا وبرلمانا في دعم القضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني من اجل تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، مشيرا الى أن الزيارة جاءت في وقت مهم من الناحية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تمر على الأراضي الفلسطينية.
وقدم حميد شرحا تفصيليا حول الوضع العام بالمحافظة، مشيرا إلى كونها من اكبر محافظات الوطن تأثرت قطاعاتها المختلفة وبنيتها المؤسساتية و الاجتماعية بالاحتلال قائلاً: “الخليل محافظة تتميز بواقعها الاقتصادي الذي يعاني جراء الاغلاقات والحواجز وسيطرت إسرائيل على المعابر ومصادر المياه و الكهرباء وغير ذلك من الاعتداءات التي تهدف في مجملها لتدمير البنية الاقتصادية والتنمية وهروب رأس المال المحلي”.
كما استعرض حميد الواقع في البلدة القديمة واعتداءات المستوطنين على المواطن الفلسطيني وممتلكاته على مرأى ومسمع من جنود الاحتلال و تحت حمايتهم و احتلالهم المدارس والمساجد والمحال التجارية وتحويلها إلى بؤر استيطانية وإغلاقهم المحال التجارية و اعتدائهم على الفلسطينيين و تهديد حياتهم وتحويلها إلى جحيم بهدف ترحيلهم.
وتطرق في حديثه الى ان مدينة الخليل مقسمة إلى منطقتي H1 وH2 وسيطرت إسرائيل على منطقة H2، بالإضافة إلى اعتداء المستوطنين على المزارعين والرعاة في محيط المستوطنات، ومحاولاتهم الاستيلاء على أراضيهم ومصدر رزقهم والتوسع الاستيطاني المستمر ومصادرة الأراضي و الاغلاقات والحواجز وبناء الجدار .
وطالب المحافظ حميد الوفد بالتدخل لإنقاذ حياة الأسرى، مستعرضا واقع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال والممارسات العنصرية بحقهم وتعرضهم لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي من قبل حكومة الاحتلال المتطرفة والتي تضرب بعرض الحائط كافة المواثيق والأعراف الدولية والمبادئ الإنسانية.
ودعا حميد البرلمانين التشيليين للضغط على إسرائيل من أجل إنهاء الاستيطان في البلدة القديمة ووقف أعمالها وممارساتها الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني من خلال اتخاذ خطوات عملية ضد إسرائيل، سيما وأنها تنتهك القانون الدولي في كل يوم.
وأكد “أندريه سالديفار” رئيس الوفد الضيف على وقوف الشعب والحكومة التشيلية موحدين في تأييد حق الشعب الفلسطيني بالتحرير وإقامة الدولة الفلسطينية، مشيرا إلى أن كافة الأحزاب السياسية التشيلية تدعم توجه الدولة ووقوفها إلى جانب نضال الشعب الفلسطيني العادل”.
وقال :”صدمنا بممارسات الاحتلال في فلسطين وخاصة جدار الفصل وبناء المستوطنات”، لافتا إلى سعي تشيلي لدعم فلسطين والاعتراف بها في الهيئات الدولية، وأكد على أن الشعب الفلسطيني سينتصر في النهاية، مؤكدين على استمرارية دعم الحكومة الفلسطينية .