شفا -صرَّح اليوم مسعود بارزاني أنه سيبدأ بالتشاور مع رئيس الجمهورية جلال طالباني والأطراف الكردية لبحث مسألة “استقلال” كردستان؛ لأنها في خطر كبير، موضحًا أنه إذا كان لابد من التضحية بالدماء فالأفضل أن تكون “لأجل الاستقلال، لا لأجل الفدرالية”.
وأضاف بارزاني أنه يشعر “بخطر كبير على مستقبل كردستان”، مؤكدًا عزم الأخيرة “البدء بالتشاور مع رئيس الجمهورية جلال طالباني والأطراف الكردستانية والعراقية الأخرى بشأن الاستقلال والخروج من الأزمة الحالية”، حسبما نقلت مواقع عراقية عربية وكردية.
وقال بارزاني: إنه لم يتعمد اختلاق أزمة، بل “تحدثت عن أزمة موجودة لم يجر التطرق إليها منذ ست سنوات”، مشيرًا إلى أن “الوقت حان لحسم هذا الموضوع في اتجاه محدد بعدما انتظرنا طويلاً”.
وكان رئيس إقليم كردستان والقادة الكرد يؤكدون طوال الأعوام الماضية على دعمهم للعراق الفيدرالي الذي يضم قوميات عدة.
وحول الخشية من اندلاع اقتتال داخلي في الإقليم فيما لو أعلن الاستقلال بين أحزابه، قال بارزاني: إنه يقف ضد أي قتال داخلي في كردستان، لكنه بيَّن أنه “إذا ما اضطر الشعب الكردي للتضحية بدمائه فيجب أن تكون لأجل الاستقلال هذه المرة، وليس لأجل الفيدرالية”.
وكانت الأزمة بين المركز والإقليم قد بدأت عقب لجوء نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي إلى الإقليم هربًا من اتهامات بالإرهاب بعد سلسلة اعترافات من قبل أفراد حمايته بالتورط بعمليات قتل طائفي وتفجير سيارات في مناطق في العاصمة بغداد بمباركة من الهاشمي حسب اعترافات عناصر حمايته الموقوفين في بغداد.
وقد رفضت رئاسة الإقليم تسليم الهاشمي إلى بغداد داعية إلى حل المسألة سياسيًّا، لكن الحكومة العراقية رفضت ذلك مؤكدة استقلال القضاء العراقي، مطالبة بضرورة تسليم الهاشمي الذي غادر بعد ذلك إلى تركيا وقطر والسعودية، ليستقر مؤقتًا في تركيا، التي زارها بارزاني في الأسبوع الماضي، والتقى الهاشمي الذي وعده بقرب العودة إلى الإقليم.
وكان رئيس الجمهورية جلال طالباني قد صرَّح قبل أيام بأن انفصال الكرد في دولة مستقلة أمر غير ممكن في الوقت الحاضر، داعيًا الشعب الكردي المتحمس لإعلان الدولة الكردية إلى أن يكون واقعيًّا، ويدعم العراق الفدرالي بدلاً من الانفصال.
ويرى مراقبون أن سعي بارزاني إلى إعلان الاستقلال سببه تراجع شعبية حزبه (الحزب الديمقراطي الكردستاني) باتجاه أحزاب جديدة يقف في مقدمتها حركة التغيير (بزعامة نوشروان مصطفى) التي تحصد شعبية كبيرة في المناطق الكردية، وهي لا تكف عن المطالبة باستقلال الإقليم في دولة.
يذكر أن أكراد العراق هم جزء مكمل للأمة الكردية التي تقطن في أرض كردستان الممتدة من لورستان إيران جنوبًا إلى أورمية شرقًا، ومن ثم إلى سيواس غربًا داخل الحدود الرسمية لتركيا الحالية، مرورًا بشمال العراق وشمال شرق سورياز.
ويبلغ عددهم في العراق نحو 4 مليون ونصف، وفي سوريا نحو مليونين، وفي إيران نحو 4 ملايين ونصف، وفي تركيا نحو 15 مليونًا، في ظل غياب حصيلة رسمية حديثة لأعدادهم الدقيقة.
وكان رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني قد تحدث بشكل واضح عن قرب إعلان تقرير المصير للإقليم خلال خطاب له عشية الاحتفال بعيد نوروز الكردي في الواحد والعشرين من شهر آذار/ مارس الماضي، وشنَّ خلاله هجومًا غير مسبوق على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، متهمًا إياه بالفردية في إدارة الحكم.