نحو أفق جديد قد يبدو مجهولاً ، بقلم : مروان أميل طوباسي
مع تصاعد وتيرة الجهود الدبلوماسية، يبدو أن الساعات او الأيام القادمة ستحمل إجابات حول مستقبل الجنوب اللبناني وعلاقته بغزة . حيث الشراكة الأمريكية قد تفرض على إسرائيل قبولها بصيغة اتفاق مع لبنان ، بمقابل ان هذه الشراكة وهذا الدعم يُترجم على الأرض بتمكين وتعويض إسرائيل من تنفيذ مشروعها المعروف بخطة الجنرالات، الذي يهدف إلى تقسيم غزة جغرافيا وحصرها في مساحة ضيقة لا تتجاوز 200 كيلومتر مربع مع عزل المنطقة الشمالية وإحكام الحصار عليها بعد ما تم جعلها مكانا غير قابل للحياة . هذه الخطط لا تهدف فقط إلى تحقيق مكاسب ميدانية، بل إلى فرض واقع سياسي جديد يخدم رؤيتها الاستيطانية وأهداف إسرائيل التوسعية المرتبطة بالمشروع الصهيوني الإستعماري ومن ضمنها طبعا مشروع ضم مناطق استيطانية من الضفة الغربية التي يعتبرها ترامب شرعية كما موضوع القدس والجولان ، وقد يكون الثمن من خلال صفقة يقدمها لاحقا ترامب في اراضي النقب تكون ضمن اراضي “الدولة الفلسطينية” وفق مفهومه لها بصفقة القرن المحدثة 2 التي رُفضت نسختها الاولى فلسطينيا في فترة رئاسته السابقة . هذه الرؤية الترامبية والتي سرب الصحفي فريدمان ملامحها اتوقع بدء ظهورها الى العلن قريبا ، والهادفة لتصفية الحقوق غير القابلة للتصرف لشعبنا الفلسطيني ، في ظل واقع محلي فلسطيني وإقليمي عربي بحاجة الى اعادة صياغة سريعة لمواجهة هذه التحديات بمسوؤلية وطنية وتاريخية تقوم اساسا على ضرورة إيقاع الهزيمة بالمشروع الصهيوني بالمنطقة .
حزب الله الذي يواجه ضغوطا داخلية لبنانية وإقليمية عربية ، سيحاول موازنة مواقفه للحفاظ على صورته كحزب سياسي لبناني اليوم واستمرار دوره كحركة مقاومة ألحقت بإسرائيل خسائر بشرية وعسكرية واقتصادية خاصة بما جرى اليومين الماضيين ، وذلك في محاولة عن عدم التنازل عن استراتيجياته الكبرى .
امام ذلك يبقى السؤال هو ، هل يمكن تحقيق هدنة مستقرة دون الإضرار بمبدأ وحدة الجبهات والساحات التي طالما كان الحديث عنها كمبدأ من طرف حزب الله وحركة حماس ؟ أم أن الضرورات التكتيكية او مصالح حزب الله وإيران في لبنان والمنطقة مع بدء مفاوضات إيرانية أوروبية قريبا حول الملف النووي قبل تسلم ترامب الحكم ستفرض مسارا جديدا قد يعيد تشكيل معادلة الصراع . تأتي تلك التطورات ايضا مع صدور مذكرات الاعتقال من الجنائية الدولية بحق نتنياهو وجالانت وبدء تصاعد الخلافات الحزبية بإسرائيل حول جدوى الحرب دون تحقيق جوانب من أهدافها واستمرار بقاء حكومة الأحتلال القائمة الان ، وحديث غلاة الصهيونية الدينية عن مخطط لدولة فلسطين في شمال شرق الاردن واقتراب تسلم ترامب لمقاليد الحكم بالبيت الابيض في ظل تصاعد الاتهامات بحق رجاله بالإدارة الجديدة من جانب الحزب الديمقراطي وتصاعد اشكال الانقسام بالمجتمع الامريكي من جهة ، وتفاقم ازمة حرب الوكالة بأوكرانيا في وجه الولايات المتحدة والمانيا والغرب الذين يدفعون باتجاه صدام العلاقات امام تطور الموقف الروسي عمليا الذي أعلن عنه بوتين والموقف الصيني المساند له .