شفا – بدعوة من الاتحاد الجهوي للشغل بمدينة صفاقس في تونس، قدم عابد الزريعي مدير مركز دراسات ارض فلسطين وممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بتونس مداخلة، تحت عنوان (طوفان الأقصى في العام الثاني: مهام ترسيم الانتصار) وذلك بمقر الاتحاد بتاريخ 23 نوفمبر 2024.
وفي ظل حضور جماهيري كبير افتتح الندوة السيد يوسف العوادني الكاتب العام للاتحاد الجهوي، وأكد فيها على استمرار الاتحاد في القيام بواجبه التاريخي تجاه القضية الفلسطيني. وقد جاءت المداخلة في أربعة محاور هي:
1 ــ مشروعية معركة طوفان الأقصى المستمدة من مبدأ حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، ومبدأ حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه في ظل التغول الصهيوني، ومبدأ درء المخاطر السياسية والأمنية، كمبادئ مترابطة ولا يمكن فصلها عن بعضها في مسار العمل النضالي.
2 ــ الإنجازات التي تحققت خلال عام من معركة الطوفان، والتي حددت عناوينها الأساسية في تعزيز شرعية المقاومة، وتعزيز التناقضات في صفوف العدو، وعزله على الصعيد الدولي، إضافة الى ان المعركة نقلت نضال حركة التحرر الوطنية الفلسطينية الى المستوى الثاني المتمثل في إمكانية البدء في خلق التوازن الاستراتيجي مع العدو بما يمهد لمرحلة الانقضاض عليه وتصفيته.
3 ــ استراتيجية العدو لإجهاض الإنجازات المتحققة، ومنع تفعيلها، وهي استراتيجية المثلث القائمة على ثلاثة اضلاع، أولها الضغط العسكري واستخدام كل قواه العسكرية في الميدان بهدف كسر ظهر المقاومة، وثانيها تثقيل الكلفة الإنسانية على المقاومة في بؤرة القتال في غزة ومواقع الاسناد في لبنان بهدف خلق ضغط جماهيري على المقاومة، من خلال التدمير والتقتيل والتجويع والتعطيش، وثالثها التضليل الإعلامي والسياسي بهدف ارباك جمهور المقاومة وتشتيت تركيزه، وفي ذات الوقت تمرير المشاريع السياسية التي تضمن له عدم دفع كلفة هزيمته في الميدان .
4 ــ المهام المطروحة وتتلخص في ثلاثة اضلاع أيضا الأول عسكري ويتبدى في صمود المقاومة على الأرض، المتجسد في هذه اللحظة في غزة ولبنان، وفي هذا الجانب فان الامر موكول لقيادة المقاومة التي تدير المعركة بالمستوى والالية التي تستدعيها التطورات العسكرية.
ويتعلق الثاني والثالث بمحاولة العدو تثقيل الكلفة الإنسانية على المقاومة، وتركيزه على عمليات التضليل الإعلامي والسياسي.
فذلك يستدعي الارتقاء بعملية الدعم والاسناد من مستوى ردود الفعل الى مستوى الدعم والاسناد المؤسسي بما يعنيه ذلك من قدرة على الاستمرار والمراكمة والتغلب على العقبات التي يمكن ان تبرز في اية لحظة. وفي هذا الجانب تمت الدعوة الى تجاوز عمليات الاقصاء بين القوى الداعمة والمساندة، خاصة وأنها باتت تؤثر بشكل سلبي على مستوى الحشد الجماهيري في الفعاليات التي تتم، والى ضرورة الانتباه لأهمية الحشد القطاعي حسب المواقع الاجتماعية والتخصصية، والى الاستفادة من قرار محكمة الجنايات الدولية وعقد محاكمات شعبية في كليات الحقوق ومختلف الأطر القانونية بهدف خلق راي عام شعبي ضاغط ومتنامي لقطع الطريق على محاولات بعض الدول الالتفاف على قرار محكمة الجنيات الدولية، وتعزيز دورها وموقفها.