شفا – وجه وزير شؤون الأسرى والمحررين رسالة عاجلة الى الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كيمون طالبه فيها بالتدخل السريع لإنقاذ حياة الأسرى الفلسطينيين الذين يخوضون إضرابا مفتوحا عن الطعام لليوم السابع على التوالي، وتشكيل لجنة دولية تحت رعاية الأمم المتحدة للتدخل لوقف الممارسات اللاإنسانية بحق الأسرى وتوفير الحماية القانونية لهم.
- وفيما يلي نص الرسالة:
السيد بان كيمون الأمين العام للأمم المتحدة المحترم
باسم 4600أسير وأسيرة فلسطينية يقبعون في سجون الاحتلال الاسرائيلي، وقد شرع ما يزيد عن 1300 أسير في إضراب مفتوح عن الطعام منذ 17/4/2012، من بينهم 8 أسرى إداريين يخوضون إضرابا مفتوحا ضد اعتقالهم الإداري التعسفي بعضهم منذ أكثر من 56 يوما ومنهم الأسرى ثائر حلاحلة وبلال ذياب وحسن الصفدي و عمر أبو شلال وفارس الناطور وأوضاعهم الصحية في غاية الخطورة، وباسم أهالي الأسرى والمؤسسات الوطنية والحقوقية في فلسطين، نطالب بالتدخل العاجل لوقف مأساة ترتكب في أقبية سجون الاحتلال على يد حكومة اسرائيل، ووقف كارثة إنسانية ستكون لعنة في وجه العدالة الدولية ومؤسسات المجتمع الدولي في ظل استمرار حكومة اسرائيل بارتكاب جرائم لاإنسانية وانتهاكات فظيعة لحقوق الأسرى.
لقد أصبح أسرى عنوانا للانتقام والإذلال، ولم تراع حكومة اسرائيل أحكام وقواعد القانون الدولي في تعاطيها مع الأسرى ، بل شنت عليهم حملة من الإجراءات التي مست كرامتهم وحقوقهم الإنسانية، ونزعت الصفة الإنسانية عنهم من خلال قوانين جائرة وإجراءات وحشية كالعزل الانفرادي والحرمان من الزيارات والإهمال الطبي ومنع التعليم واستمرار سياسة القمع والعدوان على الأسرى من قبل قوات قمع خاصة تابعة لإدارة سجون الاحتلال.
السيد بان كيمون:
إننا نطالب بلجنة دولية ذات صلاحية للتحقيق في أوضاع الأسرى ووضع الآليات القانونية لوقف ممارسات حكومة اسرائيل الجائرة، ولا يعقل أن تصل اللجان الدولية الى كل مناطق الصراع في العالم إلا المناطق المحتلة، ولا يعقل أن تظل دولة اسرائيل دولة فوق القانون وهي عضو كامل العضوية في الأمم المتحدة مما يوجب احترامها لميثاقها وقراراتها.
لقد انفجر الوضع بالسجون، وهو قابل للتصعيد أكثر وأكثر ، بعد أن فشلت الحوارات مع إدارة سجون الاحتلال، وبعد أن ضربت بعرض الحائط مطالب الأسرى التي هي مطالب عادية تتعلق بتحسين شروط الحياة الإنسانية لهم والعيش بكرامة وفق ما أقرته مبادئ ومواثيق حقوق الإنسان.
لا يعقل أن تبقى العدالة الدولية غائبة عن فلسطين وأسراها المعذبين، ولا يعقل أن تبقى قرارات الأمم المتحدة وتوصيات المؤتمرات التي عقدت تحت رعايتها في النمسا وجنيف مجمدة غير قابلة للتطبيق، ولا يعقل أن لا يكون هناك حراكا قانونيا ودوليا حتى لا نستقبل أبنائنا وبناتنا الأسرى جثثا في توابيت.
إن حكومة اسرائيل وبسياسة متعمدة وممنهجة شرعت قرارات وقوانين تستهدف حياة الأسرى في السجون تحت شعارات وهمية تسمى (الأمن)، مخالفة بذلك اتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة عندما تمارس الاعتقال الإداري بشكل تعسفي وواسع، وتعتقل القاصرين، وتمارس التعذيب والتنكيل بحق الأسرى، وتحرمهم من زيارات ذويهم وتعزلهم في زنازين أشبه بالقبور، وتعتقل النواب المنتخبين وتفرض عليهم عقوبات جماعية وفردية، تقتحم غرفهم ليل نهار وتذلهم.
السيد بان كيمون: الوقت أصبح ضيقا، وحياة الأسرى ثائر حلاحلة وبلال ذياب في خطر محدق، ولا نريد سوى أن يكون هناك وتحت رعايتكم تدخلا جديا وفاعلا لإنقاذ حياتهم وحياة سائر الأسرى ووضع حد لهذا الاستهتار الاسرائيلي بالقيم والمباديء والثقافة الإنسانية .