شفا – يواجه النازحون في مناطق متفرقة بقطاع غزة، معاناة جديدة مع قدوم فصل الشتاء، حيث الحياة في خيام لا تقيهم البرد القارس، ولا تصد عنهم هطول الأمطار.
يحل الشتاء على النازحين في غزة، ليعمق مآسيهم ويزيد معاناة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 415 يوما متتالية.
وقضى آلاف النازحين ساعات الليل في معاناة متجددة، وواقع مأساوي، حيث البرد والمطر الذي أنهك أجسادهم، ومياه الأمطار التي تسربت لخيامهم.
وصرخت إحدى السيدات النازحات “لا نستطيع النوم ولا الجلوس داخل الخيمة فالمياه أغرقتها، وأغرقت معها الأغطية ومواد التموين المتوفرة، والصغار يواجهون البرد الشديد”.
وتعرضت خيام النازحين للغرق، وأخرى اقتلعتها الرياح، وتضررت ممتلكاتهم التي بالكاد أساسا استطاعوا توفيرها في ظل ظروف النزوح القاسية.
وقال جهاز الدفاع المدني، الأحد، إن الخيام التي تؤوي آلاف النازحين، في مناطق عديدة من قطاع غزة، تعرضت إلى أضرار جسيمة، بعد أن تدفقت مياه الأمطار بداخلها، ما أدى إلى تضرر واتلاف أمتعتهم وأفرشتهم.
وأوضح، في بيان له، أن الحالات التي تضررت فيها خيام النازحين تركزت في كل من: مخيم إيواء ملعب اليرموك ومتنزه بلدية غزة ومنطقة مخيم الشاطئ والخيام المقامة في بعض المدارس، وكذلك في وسط وجنوب القطاع.
وحذر الدفاع المدني بشدة بأن النازحين أمام مخاطر كبيرة، حال تعرضت المناطق المنخفضة إلى غمر مياه الأمطار، في ظل انسداد قنوات الصرف الصحي، بفعل تدمير جيش الإحتلال الإسرائيلي للبنى التحتية في مناطق القطاع.
وعبر عن الخشية من انهيار منازل ومبانٍ ينزح فيها مواطنون، كونها غير صالحة للسكن وآيلة للسقوط بسبب تعرضها للقصف الإسرائيلي.
وتابع مخاطبا العالم والمنظمات الدولية، بأن “خيام النازحين تعرضت لأضرار بمجرد سقوط أمطار محدودة وخفيفة؛ فكيف الحال لو شهدت هذه الخيام أمطارًا غزيرة ومتواصلة”.
وناشد الدفاع المدني المجتمع الدولي الإنساني والأمم المتحدة، بأن تتداعى لإنقاذ حياة النازحين الفلسطينيين في المخيمات بقطاع غزة، قبل فوات الأوان، وأن تساعدهم وتمدهم بخيام وكرفانات إيواء، للوقاية من أضرار فصل الستاء.
وسبق أن أكد المكتب الإعلامي الحكومي، أن 74 % من خيام النازحين أصبحت غير صالحة للاستخدام، وذلك وفقاً لفرق التقييم الميداني الحكومية.
وأشار إلى أن أعداد النازحين لا تزال في تدفق وازدياد يوما بعد يوم، إذ بلغ عدد النازحين بشكل عام من 1,9 مليون نازح إلى 2 مليون نازح في محافظات قطاع غزة.
وسبق أن أطلقت مختلف بلديات قطاع غزة نداء تحذيريا للنازحين في بعض المناطق بالمدينة بشأن خطر يواجه حياتهم، مع اقتراب الشتاء، والمنخفضات الجوية.
وبلغ عدد النازحين بشكل عام من 1,9 مليون نازح إلى 2 مليون، في محافظات قطاع غزة.
وما فاقم المعاناة والمخاطر التي يواجهها النازحون، أن أكثر من 175 ألف متر من شبكات الصرف الصحي و15 ألف متر من شبكات الأمطار، دمرها الاحتلال خلال عمليات القصف المتواصلة، عدا عن تجريف الشوارع.
ورغم أن البلديات تحاول العمل تقليل أضرار الأمطار، ومحاولة تصريفها، إلا أن نقص المعدات، التي تعرّض 80% منها للتدمير، يحدّ من قدرة الفرق على التصدي للمخاطر.
وفي سبتمبر/ أيلول المنصرم، تزامنا مع فصل الخريف، كان المكتب الإعلامي الحكومي قد أطلق نداء استغاثة إنساني عاجل لإنقاذ 2 مليون نازح في قطاع غزة قبل فوات الأوان، بالتزامن مع قدوم المنخفضات الجوية، وقبل دخول فصل الشتاء وظروفه المناخية القاسية.
وسبق أن أطلقت مختلف بلديات قطاع غزة نداء تحذيريا للنازحين في بعض المناطق بالمدينة بشأن خطر يواجه حياتهم، مع حلول الشتاء، والمنخفضات الجوية القادمة.
ومع حلول فصل الشتاء؛ تبدو حاجة النازحين للمساعدات الإنسانية التي تقيهم البرد والمطر أمرًا مُلحاً، وسط نداءات ومطالبات دولية تحث على سرعة إدخالها، بينما تحذر الأرصاد الجوية من أمطار غزيرة سيشهدها القطاع خلال فصل الشتاء.