شفا – نظم المركز الفلسطيني لتعميم الديقمراطية وتنمية المجتمع – بانوراما- اليوم ورشة عمل بمخيم جباليا في قطاع غزة، تناولت مشكلة تراكم النفايات الصلبة في محافظة شمال قطاع غزة وخاصة في مخيم جباليا الذي يعتبر من أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في قطاع غزة، تحدث فيها المهندس يونس غالية، مدير مجلس إدارة النفايات الصلبة في شمال قطاع غزة ومدير دائرة الصحة والبيئة في بلدية بيت لاهيا وبحضور عدد من الشبان والمهتمين في هذا المجال .
في بداية اللقاء اوضح غاليه أن النفايات المنزلية تحتل النسبة الأكبر من النفايات الصلبة حيث تشكل 45 -50% من الحجم الكلي للنفايات، وتشكل النفايات العضوية منها ما نسبته 50-60% من إجمالي النفايات الناتجة من منازلنا، فيما اشار انالنفايات المنتجة يومياً من شمال القطاع هي 245 طن يومياً .
واوضح غاليه ان أن الكمية الأكبر من النفايات تنتج عن بلدية جباليا نظرا للكثافة السكانية فيها حيث تبلغ بلدية 130 طن يومياً، يليها بلدية بيت لاهيا 70 طن يومياً، وبلدية بيت حانون 40 طن يومياً، وبلدية أم النصر 5 طن يومياً، موضحا بأنه يتم التخلص من النفايات الصلبة التي يتم تجميعها والبالغة تقريبا 2940 طن سنويا في مكبات مؤقتة حيث يتم ترحيلها لمكب النفايات الرئيسي بمنطقة جحر الديك بغزة، واشار غاليه الى وأن عدد مكبات النفايات المؤقتة في محافظة شمال غزة يبلغ (7) مكبات، لا يزال يستخدم منها حاليا ثلاثة فقط. وهي تسبب العديد من المشاكل الصحية والبيئية وبالأخص عند اشتعال النيران بها، حيث تقوم البلديات بعملية تجميع وترحيل النفايات من محافظة شمال غزة، بينما تقوم وكالة الغوث بعملية الجمع والترحيل في مخيم جباليا للاجئين.
وعن دور وكالة الغوث في مخيم جباليا فيما يتعلق بالنفايات الصلبة أوضح المهندس يونس غالية بأن وكالة الغوث هي الجهة الموكلة بخدمات مخيمات اللاجئين بشكل عام ومنها مسألة جمع النفايات الصلبة وترحيلها، وعن سؤاله عن مدى التعاون المشترك بين وكالة الغوث ومجلس إدارة النفايات الصلبة أشار بأنه يوجد تعاون مشترك ومستمر، حيث تقوم الوكالة بمساعدة البلديات بالتزويد بالسولار اللازم خاصة في ظل الحصار وفي ظل أزمة الوقود، وكذلك بتشغيل عدد من العمال وانتدابهم للعمل في البلديات ، كما يوجد تعاون مشترك بين الوكالة والبلديات فيما يتعلق ببرنامج مكافحة البعوض وبرامج التوعية للمواطنين.
وشدد غاليه إعلى أن النفايات الصلبة تعمل على تدهور جودة المياه الجوفية، وتلوث الهواء، وتدوهر الطبيعة والتنوع الحيوي، وتشوه المشهد والقيم الجمالية، كما تعمل على توطين الحشرات والروائح الكريهة بالإضافة لانتشار الأوبئة والأمراض.
وخلال النقاش تم التنويه إلى أن مخيم جباليا يعاني من مشكلة تراكم النفايات الصلبة، حيث يعاني أكثر من 95% من سكان مخيم جباليا تلك المشكلة، خاصة وأن معظمها يتمركز في وسط المخيم وهي منطقة حيوية وينطلق من خلالها المواطنين لبقية محافظات القطاع ، بالإضافة لوجود عدد من المشاكل الأخرى التي يعاني منها المخيم تمثلت في مخلفات السوق المركزي بمخيم جباليا، الذي يعتبر السوق المركزي لمحافظة شمال غزة، وأيضاً تمركز النفايات بجوار المدارس والأأأنديأندية والعيادات بالمخيم، مما يتسبب في مشاكل بيئية وصحية كبيرة، ووجود مشكلة كبيرة ناتجة جراء تكدس النفايات وحرق حاويات القمامة بسبب عدم انتظام تجميعها من قبل عاملين النظافة التابعين لوكالة الغوث، وبسبب سوء توعية وإدراك لمخاطرها من قبل المواطنين.
أوصى المشاركون بالورشة على أن تعمل الجهات المعنية كوكالة الغوث ومؤسسات السلطة الوطنية كالبلديات وغيرها بضرورة العمل الجاد على بناء مفاعل حيوي لإعادة تدوير النفايات وخاصة العضوية، وإنتاج مادة الكومبوست لاستخدامها كسماد عضوي في الزراعة، وكذلك العمل على جمع المواد العضوية وتصنيعها مرة أخرى وإنتاج أعلاف للحيوانات والطيور، خاصة أن محافظة شمال غزة هي محافظة زراعية، بالإضافة لزيادة الوعي البيئي لدى المواطنين في إدارة النفايات الصلبة ونقلها للحاويات، وكذلك إلتزام المواطن بدفع الرسوم المطلوبة للجهات القائمة على عملية جمع النفايات الصلبة وإدارتها، وزيادة عدد الحاويات داخل مخيم جباليا وإعادة توزيعها توزيعا نموذجياً يتلاءم مع الكثافة السكانية، لأن الحاويات الموجودة لديها قلة في طاقتها الاستيعابية.
وتعتبر مشكلة تراكم النفايات مشكلة بيئية صحية، وبناء على استطلاع الرأي الذي قام به مركز بانوراما فقد احتلت المشاكل البيئية المرتبة الثانية بالاهمية بعد المشاكل الاقتصادية وكانت النسبة (25%).