فريق ترامب الرئاسي وتأثير التعيينات على مستقبل القضية الفلسطينية: هل نحن في انتظار قرار مفاجئ أم تصعيد كارثي؟! بقلم : م. غسان جابر
عادت الأضواء لتسلط على السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية بعد تعيين دونالد ترامب لأعضاء فريقه الرئاسي الجديد، الذين يتمتعون بمواقف موالية لإسرائيل.
مسببات القلق تتزايد بين الفلسطينيين والدول العربية المطبعة مع إسرائيل، حيث تشير التعيينات إلى معضلة حقيقية تتعلق بمستقبل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
التعيينات والمواقف
من أبرز التعيينات التي أثارت الجدل هو تعيين مايك هاكابي كسفير للولايات المتحدة في إسرائيل، وستيفن ويتكوف كمبعوث خاص إلى الشرق الأوسط. وكلاهما يعرف بتوجهاتهما الداعمة بشدة لإسرائيل، حيث يعد هاكابي من أبرز الأصوات الداعمة للاحتلال الاستيطاني تجاه الأراضي الفلسطينية. كما أن إليز ستيفانيك، التي رشحها ترامب كمندوبة لدى الأمم المتحدة، تثير القلق نظراً لمواقفها المناهضة للنقد الموجه لإسرائيل.
هذه الأسماء توحي بأن الإدارة الأمريكية القادمة ستتخذ مواقف أكثر تشددًا تجاه القضية الفلسطينية، بما في ذلك دعم ضم أجزاء من الضفة الغربية وتوسيع الاستيطان، وهي خطوات قد تؤدي إلى تقويض فرص حل الدولتين وتفاقم التوتر في المنطقة.
تداعيات محتملة للسياسات الجديدة
من المحتمل أن تؤدي السياسات الجديدة إلى تفاقم الأزمة الإنسانية والسياسية في الأراضي الفلسطينية. فقد أشار وزير المالية الإسرائيلي إلى خطط لضم المستوطنات بحلول عام 2025، وهو ما يعكس الطموحات الإسرائيلية وتأييدًا أمريكيًا متوقعًا.
يمكن أن تؤدي هذه السياسات إلى تفريغ السلطة الفلسطينية من أي ورقة قوة، وزيادة الفجوة بين العقلانية السياسية والحاجة إلى تحقيق حقوق الفلسطينيين.
هل ينتظرنا قرار مفاجئ؟
بفضل التعيينات الجديدة، يبدو أن إدارة ترامب مستعدة لاتخاذ قرارات قد تكون متشددة وصادمة للعالم العربي. ومع ذلك، ينبغي الانتباه إلى طبيعة ترامب كسياسي يميل إلى المفاجآت. التوازن بين دعم إسرائيل والتأكد من عدم التصعيد العسكري في المنطقة قد يكون هو المحور الذي يسعى من خلاله ترامب لتحقيق أهدافه، لكن ذلك قد يأتي في إطار صفقات معقدة.
قد تكون هناك احتمالية أن يستخدم ترامب ورقة الضغط على إيران وأطراف أخرى في المنطقة ليحقق مزيدًا من الانتصارات على الصعيدين السياسي والشخصي.
ومع ذلك، فإن المنطقة قد تكون مهيأة لتصعيد كارثي إذا استمرت التوترات، خاصةً بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.
مواجهة العرب لهذه السياسات
على الدول العربية، ولا سيما تلك التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل، أن تتبنى مقاربة أكثر استباقية لمواجهة التغييرات في السياسة الأمريكية.
تعزيز الحوار العربي، والتواصل مع الإدارة الأمريكية، وحشد الدعم الدولي قد يكون العلاج الوحيد للحد من تفاقم السلوك الإسرائيلي، والتمسك بحقوق الفلسطينيين.
نقول و نتفهم إن تعيينات ترامب الجديدة تأتي محملة بمسؤوليات جسيمة تجاه القضية الفلسطينية، وقد تفتح الأبواب أمام سياسات تهدد استقرار المنطقة. سيكون من المهم مراقبة ردود الفعل العربية والدولية، وكيفية استجابة ترامب لهذه الضغوط. في النهاية، يبقى السؤال مفتوحًا هل نحن على أعتاب قرار مفاجئ قد يغير المعادلة؟ أم أن المنطقة بالفعل ذاهبة إلى صراع كارثي جديد؟
نحتاج فعلا إلى إجابة لتفادي كارثة كبرى قد تحل في الضفة الغربية و الله المستعان.