شفا – سلطت صحيفة الغارديان البريطانية الضوء على إعلان مصادر وزارة الداخلية في غزة أن 20 شخصا على الأقل قتلوا في عملية استهدفت “عصابات” متهمة بنهب الشاحنات التي تحمل المساعدات إلى القطاع الذي مزقته حرب الإبادة الجماعية المستمرة والذي يواجه خطر المجاعة.
وأبرزت الصحيفة أن مسلحين هاجموا ونهبوا نحو 100 شاحنة تحمل إمدادات ضرورية للغاية خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهو أكبر هجوم من نوعه خلال 13 شهراً من الحرب في القطاع وشكل دليلا على القوة المتنامية للعصابات الإجرامية في غزة.
وأشارت إلى أن الرد جاء من وزارة الداخلية في غزة بالإعلان أن أكثر من 20 شخصا قتلوا “في عملية أمنية نفذتها قوات الأمن بالتعاون مع اللجان العشائرية”، وسط تأكيدات أن العملية هي بداية لحملة أوسع لمعالجة المشكلة.
نهب قافلة للأمم المتحدة
قال مصدر في وزارة الداخلية إن العشرين شخصا قتلوا في نهب قافلة كانت تنقل آلاف الأطنان من المواد الغذائية التي تقدمها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وبرنامج الغذاء العالمي يوم السبت.
وذكر مسؤولون من الأمم المتحدة وقادة محليون إن القافلة تعرضت للهجوم بعد وقت قصير من دخولها غزة يوم السبت.
وقالت لويز ووتريدج، مسؤولة الطوارئ في الأونروا، إن 98 شاحنة من قافلة الشاحنات المكونة من 109 شاحنات تعرضت للنهب، وأصيب بعض الناقلين خلال الحادث.
وأضافت أن “الحادث يسلط الضوء على خطورة التحديات التي تواجه توصيل المساعدات إلى جنوب ووسط قطاع غزة”.
وشددت على أنه “لا يمكن المبالغة في مدى إلحاح الأزمة؛ فبدون التدخل الفوري، من المتوقع أن يتفاقم النقص الحاد في الغذاء، مما يعرض حياة أكثر من مليوني شخص يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة للخطر”.
دعم شعبي واسع
أبرزت صحيفة الغارديان أن الحملة الأمنية ضد عصابات نهب المساعدات تحظى بدعم شعبي واسع.
ونقلت الصحيفة عن جمعية الدفاع عن حقوق النازحين في غزة، أن السلطات الإسرائيلية تلقت تحذيرات متكررة من أن العصابات المسلحة تعمل على طول الطرق المؤدية إلى غزة من نقاط دخول محددة.
وقال متحدث باسم الجمعية “لقد تم اقتراح طريق أفضل للمساعدات مرارا وتكرارا، لكن [الإسرائيليين] رفضوا كل هذه الطلبات”.
وعمد الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء حرب الإبادة إلى محاولة دفع غزة لحالة من الفوضى المتفاقمة والقضاء على النظام المدني، مما يترك فراغاً يملأه بشكل متزايد العصابات المسلحة والعشائر والعائلات القوية والمجرمين.
وقد أدى الاستهداف المنهجي لقوات الشرطة في غزة، إلى تفاقم الفوضى.
ولم تحدد منظمة ووتربريدج هوية المهاجمين، لكن مسؤولين في الأمم المتحدة قالوا إن عائلات نافذة في جنوب غزة، معروفة منذ فترة طويلة بتورطها في عمليات النهب، كانت وراء سلسلة من الهجمات على القوافل في الأسابيع الأخيرة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال أحد كبار مسؤولي الإغاثة: “إن هؤلاء ليسوا أشخاصاً يائسين يبحثون عن طعام لأنفسهم أو لأسرهم. بل إنهم جريمة منظمة بحتة، يمارسها أشخاص مسلحون بشكل كثيف ويكسبون الكثير من المال. إنهم يأخذون الإمدادات التي تدفع الدول الأعضاء ثمنها. إنه أمر مخز”.
ويصف مسؤولو الإغاثة في غزة الوضع في معظم أنحاء القطاع، حيث نزح أكثر من 80% من السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة ودُمر أكثر من ثلثي المباني أو تضرر خلال 13 شهراً من الحرب، بأنه “كارثي”.
وأكد متحدث باسم برنامج الأغذية العالمي عمليات النهب، وقال إن العديد من الطرق في غزة أصبحت غير صالحة للاستخدام حاليا بسبب المشاكل الأمنية والتواطؤ الإسرائيلي الصارخ.
وقال مسؤول إغاثة تابع للأمم المتحدة يوم الجمعة إن توصيل المساعدات عبر غزة أصبح الآن أكثر صعوبة من أي وقت مضى، حيث أصبح من المستحيل تقريبًا الوصول إلى أجزاء من شمال القطاع المحاصر.