شفا – تناقش المحكمة العليا الإسرائيلية، مطالبات وقف دعم حكومة الاحتلال لمراكز رعاية لعائلات اليهود المتشددين “الحريديم”، على خلفية قانون التجنيد، ورفض “الحريديم” التجنيد في الجيش.
وأشارت القناة الـ 14 الإسرائيلية، إلى تقديم منظمة تسمى “حركة من أجل نوعية الحكومة” التماسات للمحكمة العليا الإسرائيلية للمطالبة بوقف الدعم للعائلات الحريدية، على الرغم من إلغاء قانون التجنيد.
و جاءت الالتماسات على خلفية “قرار المحكمة العليا بإرسال أوامر التجنيد لجميع الملزمين بالخدمة، بما في ذلك الحريديم، وذلك لأن قانون التجنيد لم يتم تمديده بعد التأجيل المتكرر من قبل الحكومات المختلفة لسن القانون” بحسب الصحيفة.
وتعقيبا على هذه الالتماسات، قال وزير العمل، يوآف بن تسور، “إذا لم يحصل طلاب المدارس الدينية على إعانة – فلن يحصل عليها أحد”.
وعليه، فقد تم توقف مكتب “بن تسور” عن دراسة طلبات المساعدة، وتأثرت على إثر ذلك جميع الأسر المستحقة.
ووفقا للصحيفة فإنه من أجل “السماح للعائلات بالتأقلم مع التغيير، وافقت المستشارة القضائية للحكومة على تمديد تقديم الإعانات لمدة 3 أشهر قبل توقف التمويل.
وبالرغم من ذلك، قدمت حركة جودة الحكومة التماسًا تطالب فيه بالوقف الفوري للتمويل، وهذا هو موضوع المناقشة الحالية في المحكمة العليا”.
قانون تجنيد الحريديم
وفي 26 يوليو/ حزيران الماضي، فرضت المحكمة العليا الإسرائيلية، ضرورة تجنيد اليهود المتشددين “الحريديم” بالجيش الإسرائيلي،وتجميد ميزانية المدارس الدينية.
وقضت المحكمة العليا بالإجماع أنه “لا يوجد حاليًا إطار قانوني يسمح بالتمييز بين طلاب المدارس الدينية والمرشحين الآخرين للخدمة العسكرية. وبناءً على ذلك، لا تمتلك الدولة الصلاحية لإلغاء تجنيدهم بشكل كامل، ويجب عليها التصرف وفقًا لأحكام قانون الخدمة الأمنية لعام 1986”.
عقب ذلك، صادق وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي آنذاك، يوآف غالانت، على بدء استدعاء اليهود المتدينين “الحريديم” للخدمة العسكرية، فيما عقب ذلك موجة اعتراضات ما تزال حتى الآن متواصلة في صفوف الحريديم، رفضا للتجنيد.
وخلال الشهور الماضية، نظم اليهود “الحريديم” مظاهرات رافضة لتجنيدهم في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث يرفضون التجنيد “لتفرغهم لدراسة التوراة”، ويشكرون قرابة 13% الإسرائيليين.
ويعاني الجيش الإسرائيلي نقصاً حاداً في الكوادر البشرية، بسبب الحرب التي يخضوها في قطاع غزة ولبنان، والتي أسفرت عن إصابة وقتل عشرات الآلاف من جنود الاحتلال.
مسؤولون إسرائيليون يهاجمون الحريديم
وفي أكثر من مرة مسبقا، هاجم عدد من المسؤولين الإسرائيلين الأحزاب الحريدية على رفضها التجنيد بالجيش.
وسبق أن قال رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، للأحزاب الحريدية: “لا تظّنوا للحظة أننا سوف ننسى هذا؛ فهذه ليست التوراة، إنها مجرّد سياسة تافهة وبائسة” مضيفا: “الخطيئة الكُبرى هي أن هذه الحكومة تجرؤ على التحدّث نيابة عن المقاتلين”، عادّا أنها “تشجّع التهرّب” من الخدمة.
بدوره، صرح وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوآف غالانت، مسبقا بأن التجنيد في الجيش الإسرائيليّ، يجب أن يشمل “جميع طبقات الجمهور”، وذلك في إطار معارضته على استمرار تشريع قانون، يمدّد إعفاء الحريديين من التجنيد الإلزاميّ.
من ناحيته، هاجم وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، الأحزاب الحريدية المتدينة على خلفية مطالباته المتواصلة بإعفائهم من خدمة التجنيد في الجيش.
و قال في بيان له إن “الخدمة في الجيش لا تتعارض مع دراسة التوراة، وعدم تجنيد اليهود المتشددين هو ظلم يتطلب تصحيحًا جذريًا، وإننا أمام هذا الأمر بأيام تاريخية ستمكننا من إجراء هذا التصحيح”.