5:23 مساءً / 21 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

“منال المدهون” هربت من حرب أوكرانيا لتستشهد مع أطفالها في غزة

هربت من حرب أوكرانيا لتستشهد مع أطفالها بغزة

شفا – حين يُوطن الموت نفسه في أحاديث الفلسطيني أينما ذهب، ويصبح عنصرا أساسيا يفرض نفسه في الوطن قبل الاغتراب، تكون التفاصيل أقرب لقصة فيلم بخاتمة حزينة، تمامًا كما حصر مع الفلسطينية منال المدهون وعائلتها التي هربت من الحرب بأوكرانيا، لتتلقفهم نيران الإبادة الجماعية في غزة.

ففي عام 2022، هربت الفلسطينية منال المدهون من حرب أوكرانيا للنجاة بنفسها وبعائلتها، ولكن الموت كان بانتظارها على هيئة صواريخ تمزق أجسادهم، لترحل هي وزوجها وطفليها، تاركين ابنتها زينة ابنة الـ (7 سنوات) الناجية الوحيدة، والراوية الوحيدة لقصة فقدان عائلتها أمام عينيها.

تسنيم المدهون زوجة أخ الشهيدة منال تروي في مقابلة صحفية تابعتها “وكالة شفا للأنباء”، فصلا من فصول معاناة الفلسطيني أينما ذهب وقصة استشهاد أخت زوجها.

تقول تسنيم:” كانت منال مقيمة منذ فترة طويلة في أوكرانيا حيث يعمل زوجها طبيبا، وبعدما اندلعت الحرب في أوكرانيا عام 2022، عادت لقطاع غزة، واستقرت رفقة أبنائها الأربعة وزوجها، بعد إصرار والدتها أن تأتي لغزة وكانت تقول لها تعالي غزة أمان”.

وتتابع: “حين اندلعت الحرب على قطاع غزة، نزحت منال وعائلتها الصغيرة وأمها وإخوتها إلى مدرسة الكويت في بيت حانون حيث كانت تسكن”.

قاست منال أهوال الحرب الطاحنة أسوة بأهالي غزة الذين يرزحون تحت نير حرب الإبادة الجماعية، ولكنها زادت عنهم ثقلا بحملها وولادتها خلال الحرب، حيث استشهد رضيعها معها حين استهدفت.

زينة.. الناجية الوحيدة

وعن ليلة استشهاد منال وعائلتها تروي “المدهون”: “في تلك الليلة استهدف الاحتلال مربعا من المدارس، استيقظت الطفلة زينة قبل الجميع وحاولت أن توقظ عائلتها فخرجت من باب الصف مرتعبة وشاهدت الصواريخ وهي تنزل عليهم وتقتلهم أمام أعينها”.

وتروي لنا: “زينة عمرها 7 سنوات، ولكن كلامها كان أكبر من عمرها حين تتحدث إليها، كانت تقول لا أدري هل أبكي عليهم أم أبكي على حالي، أنا مش مرتاحة أنا بدي ماما بدي بابا بدي أختي ليلى أنا اشتقتلها كتير”.

رحلت منال وتركت آخر مشهد لها يحيط بابنة السابعة من كل جانب، مشهد لن يمحى من ذاكرتها، تركت فراقا حديثه الصمت، وعندما يفيض بزينة الشوق يكون لسانها الدموع والآهات.

أما والدة منال المريضة التي رفضت باكية السفر للعلاج في دولة مصر حينما قرر أبناؤها التنسيق وإخراجها من ظلمات الحرب، وحين جاءت الموافقة على سفرها كانت تبكي وتقول: “ما بدي أترك أبنائي وأحفادي، بدي أبقى عندهم وأطمن عليهم، وبعد محاولات عديدة وافقت على السفر”، وفق المدهون.

وكعادة إحساس الأم الذي لا يخيب، كانت والدة الشهيدة تقول عندما كان أولادها يتصلون عليها للاطمئنان عن أحوالها “أنا مش مطمنة، بدي أرجع على غزة، أنا شو اللي خلاني أسافر وأسيبكم بغزة”.

أخفى أشقاء منال الخبر عن والدتهم المريضة بضعة أيام، لكن وقع خبرها كان كالصاعقة رغم المقدمات التي وضعها أبناؤها لها، كونها من أصرت على ابنتها على الخروج من أوكرانيا وتأتي لغزة، لتستشهد فيها.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، لليوم الـ 408 تواليًا، وسط استمرار ارتكاب المجازر بحق العائلات ومحو الآلاف منها من السجل المدني.

Check Also

عصام بكر : اصدار مذكرات توقيف بحق نتنياهو وغالانت انتصار لضحايا جرائم الابادة

عصام بكر : اصدار مذكرات توقيف بحق نتنياهو وغالانت انتصار لضحايا جرائم الابادة

شفا – وصف القيادي في حزب الشعب وعضو المجلس الوطني، عصام بكر، قرار المحكمة الجنائية …