11:57 مساءً / 15 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

الانتقال من المدرسة إلى سوق العمل لطلبة التعليم المهني والتقني، بقلم : د. ملكة سمارة

الانتقال من المدرسة إلى سوق العمل لطلبة التعليم المهني والتقني، بقلم : د. ملكة سمارة

الانتقال من المدرسة إلى سوق العمل لطلبة التعليم المهني والتقني: الانتقال من بيئة المدرسة إلى بيئة العمل ، بقلم : د. ملكة سمارة


يُعتبر الانتقال من المدرسة إلى سوق العمل او ما يسمى الانخراط في سوق العمل تجربة مهمة في حياة الطلبة، ليس فقط على المستوى التعليمي، بل أيضًا على المستوى الشخصي، حيث يتعين على الطلبة اتخاذ قرارات بشأن تطورهم المهني، والشخصي، وتحديد نوعية حياتهم في المستقبل، إذ ان هذا الانتقال يؤثر على هوية الطلبة، وتصورهم لأنفسهم، وللعالم من حولهم، من حيث الدخل والرفاهية والتماسك الاجتماعي وفرص العمل المستقبلية وأنماط تكوين الأسرة، والصحة والرفاهية.


بما ان الانتقال من المدرسة الى سوق العمل يعتبر فترة حاسمة من حياة الفرد حيث, فانه يتطلب التغيير والانتقال من بيئة إلى أخرى، وهو الانتقال من بيئة معينة مسبقًا، ومحددة و معروفة لدى الطالب إلى بيئة مختلفة ذات متطلبات مختلفة من حيث المعرفة و المهارات و الكفايات و السلوك و الثقافة ايضا.

وهذا وضع صعب يحمل في طياته تحديات مختلفة، لذلك, يتطلب الانتقال من المدرسة الى سوق العمل اتباع أستراتيجيات معينة و تبني أدوات و اليات تساعد في زيادة درجة التوافق مع البيئة الجديدة التي ينتقل إليه الطلبة من أجل تحقيق نتيجة إيجابية تهدف إلى الحصول على عمل يلبي رغبات الخريجين وطموحاتهم ورضاهم الوظيفي.


تتبنى عدد من البلدان حول العالم آليات ممنهجة التنظيم، وفاعلة تنظمها المدرسة، أو الحكومة؛ لتوفير الدعم، ولتعزيز مشاركة خريجي التعليم والتدريب المهني و التقني في سوق العمل وتستخدم هذه الآليات الأدوات، والأساليب التي يمكن للطلبة استخدامها، لتزويد أنفسهم بالمهارات، والكفاءات اللازمة؛ للحصول على وظائف معينة في سوق العمل، أو لبدء ريادة الأعمال الخاصة بهم.

نخص بالذكر هنا طلبة التعليم المهني و التقني لان خريجي المدارس المهنية الثانوية يكونون في المستوى الثاني و الثالث من مستويات التعليم المهني و التقني و هم مؤهلون من حيث المهارات و المعرفة كحرفيين و مَهرة للالتحاق مباشرة في سوق العمل و في وظائف معينة ذات علاقة في تخصصهم المهني او التقني او الصناعي بعد تخرجهم من المدرسة.


ويشير الانخراط في سوق العمل في بعض الدول إلى نظام يتكون من مجموعة من المؤسسات، والقواعد التي تشرف على عملية الانتقال من المدرسة إلى العمل، وتعمل على تسهيل المشاركة في سوق العمل بتقليص الفجوة في خبرة العمل لدى الشباب.

ولا يرتبط هذا النظام بجوانب سوق العمل فحسب، بل يشمل الأنظمة التعليمية، والتدريبية، وخدمات التوظيف التي تسهل المشاركة في سوق العمل. فعلى سبيل المثال, يُعد التوظيف في سوق العمل في أوروبا نظامًا كما هو الحال في وكالة التوظيف الفيدرالية الألمانية في ألمانيا.


وفي بلد مثل فلسطين الذي شهد فترات طويلة من الحرب والصراع ، والتي نشأ عنها انهيارا في النظام الاقتصادي و الاجتماعي و التعليمي و الذي بدوره أدى الى نقص العناصر الداعمة للتنفيذ الفاعل لدعم الطلبة في عملية انتقالهم من المدرسة الى سوق العمل.


في حال عدم وجود او عدم فاعلية الآليات و الادوات الداعمة من الحكومة و المؤسسات ذات العلاقة , فإن الدور الفردي للطالب يصبح اكثر اهمية في مساعدة الطلبة في انخراطهم في سوق العمل و تحقيق تطلعاتهم المهنية او على الاقل الاسهام في بناء مهاراتهم و زيادرة قدراتهم للحصول على عمل او بناء عمل مستقل , و يكون ذلك بشكل فردي وفقًا لاهتمامات الطلبة وسماتهم الفردية؛ للحصول على وظيفة تلبي تطلعاتهم المهنية و الشخصية.

وتشمل الأدوات و السمات التي تتعلق بالفرد كلا من الدعم الأسري سواء أكان الدعم النفسي أم الدعم المالي، والأعمال التجارية الأسرية، والسمات الشخصية مثل: الاهتمام، والقيم، والقدرات، والالتزام، والاختيارات، والوعي، والمواهب، والمثابرة والتحفيز، و الاقران, واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ، و إنشاء علاقات مع الخبراء و الباحثين، و مشاركة الطالب في المشاريع المجتمعية، والبحث عن الفرص التي تعزز التعلم التجريبي، والتعلم مدى الحياة، مثل: تعلم لغة جديدة، واعتماد التعلم الذاتي كالدراسة في الدورات التدريبية والدورات المهنية المتقدمة التي تمكن الطالب من الحصول على عمل اذا تم اتقانها بمستويات متقدمة.


و من هنا تأتي أهمية نظرية التوافق بين الشخص و بيئته من حيث تفاعل الانسان مع بيئته, حيث تُشير هذه النظرية إلى أن الإنسان وبيئته مترابطان, وتنص على انه يمكن للإنسان التأثير على بيئته من ناحية و يمكن للبيئة أيضًا أن تؤثر فيه من ناحية أخرى.

و بالتالي, يمكن للإنسان تغيير بيئته، ويستطيع تحسين بيئته بما يتناسب وأهدافه؛ فإن المهنة التي يزاولها هي نتيجة التفاعل بينه و بين بيئته، لذا فإن فهم نظرية التوافق بين الشخص و بيئته من جيث العمل على زيادة التوافق بين الطالب و بيئته يسهم في فهم التحديات التي تواجه الطلبة في مرحلة انتقالهم من المدرسة الى سوق العمل و تساعد الطلبة في فهم انفسهم و ما يملكون من قدرات و ما يحتاجون من مهارات و كفايات تساعدهم في تحقيق طموحهم المهني .

Check Also

مستوطنون يعتدون على مواطنين ويضعون كرفانا جنوب الخليل

شفا – اعتدى مستوطنون، اليوم الجمعة، على مواطنين ونصبوا بيتا متنقلا “كرفان” في أراضي مسافر …